البارود* والرصاص: قتلى* وجراحى*... من* دون* إصرار* وترصد لا* يوجد* بلد* في* العالم* يعشق* »البارود*« مثل* الجزائر،* حتى رؤساء الجمهورية يتم استقبالهم في خرجاتهم الميدانية بالبارود.. ويتم استئجار أصحاب بنادق الصيد في الأعراس لأجل إطلاق البارود مع حضور موكب العرس، وانتقل الرصاص في المدة الأخيرة إلى الاستعمال من مسدسات رجال الأمن والدفاع الذاتي، وكثرت بذلك الرصاصات الطائشة التي حولت أعراسا كثيرة إلى مآتم ويكون أحيانا القاتل »صاحب البندقية« من أهل »الضحية«، كما حدث في جويلية 2002 بولاية تيارت عندما تنقلت عائلة من بلدة زيدين لأجل خطبة عروس تقطن ببلدية عين الفضة وكان ضمن الحاضرين خال العريس »الخاطب« وهو رجل من الدفاع الذاتي الذي أحضر بندقيته وبمجرد الانتهاء من مراسيم الخطبة حتى أطلق الخال الفرحان رصاصات الاحتفال فاستقرت واحدة منها في صدر شقيق العريس »أي ابن أخته« فتوفي في عين المكان وتوقفت دواليب الفرح وأضرب العريس عن الزواج حزنا على أخيه الذي مات وأيضا على خاله الذي تمت متابعته* من* مصالح* الأمن* بتهمة القتل الخطأ، ولن نعود كثيرا إلى الوراء ونتوقف أمام مآسي حدثت هذا الأسبوع فقط عندما أصيب عشرة أطفال بالبارود بعد استعمال عشوائي للسلاح الناري في عرس جرت أحداثه يوم الإثنين الماضي بحي (حديد حسين) بمدينة ڤالمة... وفي غمرة الفرحة،أخرج أحد المدعوين بندقية صيد عيار 16 ملم مليئة بالبارود ومادة "الصاشم" وراح يعبر عن فرحته بالبارود فأصابت الشظايا عشرة أطفال تم نقلهم إلى مستشفى المدينة بينما بدت حالة ثلاثة منهم في منتهى الخطورة فنقلوا إلى مستشفى إبن رشد بعنابة وبلغت أعمار الضحايا العشرة ما بين (9 و18) سنة، وكانت ذات الولاية قد شهدت منذ أسبوع فقط في منطقة حمام دباغ إصابة شاب برصاصة استقرت في ذراعه المهدد بالبتر بعد تلقيه طلقة نارية من بندقية أحد المدعوين. وتكثر حوادث البارود بالخصوص في الدواوير خاصة في الهضاب العليا العربية ومنطقة الشاوية، حيث عجزت القوانين الأمنية عن ردع استعمال البارود، فمثلا في مداشر خنشلة لا يحلو العرس إلا بمواكب سيارات تتكلم البارود فقط.. وربما أهل المداشر لهم أعذارهم بسكناتهم المتكونة من طابق واحد، حيث لا يشكل رفع فوهة البندقية إلى السماء أي خطر وهو عكس ما يحدث حاليا عندما أصيبت امرأة في خنشلة كانت تتابع العرس من شرفتها كما أصيب شخص نهاية شهر جويلية الماضي برصاصة في عينه حولته إلى معاق، وهذا ببلدية صالح باي جنوب ولاية سطيف إذ انتهى العرس بإعاقة أحد أقارب العريس والزج بآخر رهن الحبس المؤقت.