منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - القرضاوي ينتقد فتوى علماء السلطة لفقه الرجعي الذي يسير في ركاب الحكام ينبغي أن يختفي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-05, 11:58   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الوطن اغلى
عضو متألق
 
الصورة الرمزية الوطن اغلى
 

 

 
إحصائية العضو










Mh04

الشرح



قال المؤلف في شرح الحديث



أما حديث أسيد بن حضير ـ رضي الله عنه ـ



فهو كحديث عبد الله بن مسعود



أخبر النبي صلي الله عليه وسلم



( إنها ستكون أثرة ) ولكنه قال :




( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ).



يعني : اصبروا ولا تنابذوا الولاة أمرهم



حتى تلقوني على الحوض ،



يعني أنكم إذا صبرتم فإن من جزاء الله لكم



على صبركم أن يسقيكم من حوضه ،



حوض النبي صلي الله عليه وسلم ،



اللهم اجعلنا جميعـًا ممن يرده ويشرب منه .



هذا الحوض الذي يكون في يوم القيامة



في مكان وزمان أحوج ما يكون الناس إليه ؛



لأنه في ذلك المكان وفي ذلك الزمان ،



في يوم الآخرة ،



يحصل على الناس من الهم والغم



والكرب والعرق والحر؛



ما يجعلهم في أشد الضرورة إلى الماء ،



فيردون حوض النبي صلي الله عليه وسلم ،


حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر ،


يصب عليه ميزابان من الكوثر ،



وهو نهر في الجنة أعطيه النبي صلي الله عليه وسلم ،


يصبان عليه ماء ، أشد بياضًا من اللبن ،


وأحلى من العسل ، وأطيب من رائحة المسك ،



وفيه أوان كنجوم السماء في


اللمعان والحسن والكثرة ،


من شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبدًا


اللهم اجعلنا ممن يشرب منه .



فأرشده النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى



أن يصبروا ولو وجدوا الأثرة ،



فإن صبرهم على ظلم الولاة من أسباب



الورد على الحوض والشرب منه .



وفي هذا الحديث



حث على الصبر على



استئثار ولاة الأمور في حقوق الرعية ،



ولكن يجب أن نعلم أن الناس



كما يكونون يولى عليهم ،



إذا أساؤوا فيما بينهم وبين الله


فإن الله يسلط عليهم ولاتهم ،



كما قال تعالى :



( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)


(الأنعام:129) ،



فإذا صلحت الرعية يسر الله


لهم ولاة صالحين ،



وإذا كانوا بالعكس كان الأمر بالعكس .





ويذكر أن رجلاً من الخوارج


جاء إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه



وقال له : يا على ، ما بال الناس انتقضوا عليك



ولم ينتقضوا على أبي بكر وعمر ؟



فقال له : إن رجال أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما



أنا وأمثالي ، أما أنا فكان رجالي أنت وأمثالك ،



أي : ممن لا خير فيه ؛


فصار سببًا في تسلط الناس وتفرقهم على


علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ


وخروجهم عليه ، حتى قتلوه رضي الله عنه .




ويذكر أن أحد ملوك بني أمية سمع


مقالة الناس فيه ، فجمع أشراف الناس


ووجهاءهم وكلمهم ـ وأظنه عبد الملك بن مروان


وقال لهم : أيها الناس ،


أتريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر ؟



وقالوا : نعم !



قال: إذا كنتم تريدون ذلك فكونوا لنا



مثل رجال أبي بكر وعمر !!




فالله سبحانه وتعالى حكيم ،


يولي على الناس من يكون بحسب أعمالهم ،


إن أساؤوا فإنه يساء إليهم ،



وإن أحسنوا أحسن إليهم



ولكن مع ذلك لاشك أن



صلاح الراعي هو الأصل ،



وأنه إذا صلح الراعي صلحت ،



لأن الراعي له سلطة يستطيع أن يعدل من مال ،


وأن يؤدب من عال وجار










رد مع اقتباس