السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لا ريب أبدا أن ارتداء أحدهم زيّ الفرسان لا يكفي أن يجعل منه فارسا ولكن من الواضح جدا أننا كلنا نحسب أنفسنا كذلك تماما ك " دون كيشوط "
نحارب الأوهام ونحقق الإنتصارات ـ الوهمية طبعا ـ تلوى الأخرى وننعم يليالي هادئة لا ينغصها أبدا : جوعنا ، خوفنا جهلنا ولا مرضنا !
كم نجحنا في صناعة لا يضاهينا فيها مضاهٍ إسمها: صناعة الوهم ولكن والحق يقال لن نضاهي حكامنا فقد أبدعوا فيها أيّما إبداع !
ألم يسعوا ونجحوا في مسعاهم في تحقيق أمننا الغذائي ؟
فوفروا الأموال ليصلنا كل طيب ولذيذ على طبق من ذهب .
ليس مهما أن نقتات من فتات الأخرين نترقب وصول بواخرهم كما نترقب هلال رمصان وشوال !
ألم يسعوا ونجحوا في مسعاهم في تحقيق أمننا العسكري ؟
فوفروا لكل مواطن رصاصة و أعدوا العدة بترسانة من الأسلحة تثير الرعب في الأصدقاء قبل الأعداء .
ليس مهما أن نصنعها أو يعلوها الصدأ وليس مهما أن تداس كرامتنا من طرف الأعداء كل يوم وكل ليلة .
لسنا بحاجة لها فنحن قوم مسالمون !
ألم يسعوا ونجحوا في تحقيق أمننا العلمي ؟
أليس لنا بفضلهم في كل مدينة جامعة وفي كل فج عميق مدرسة ؟
ألم يتوجوا كل واحد منا بالشهادة التي يريد إلا من أبى .
ليس مهما أبدا أن نتعلم ، ولا أن نبتكر فقد سخر الله لنا من يفعل من أجلنا و"يعلومنا" من أجل سواد عيوننا لا بترولنا كما يدعي بعض المغرضين !!!
ألم يسعوا ونجحوا في تحقيق حريتنا ؟
ألسنا ننتقد ، نصرخ ، نكتب ونمسح ، نتوه ، نتسول دون قيد أو شرط؟
ليس مهما أن يصغوا لنا أبدا .
أخيرا كل وهم ونحن على ما يرام !