منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الإيــــــــــمو..*خطر يكتسح العالم* !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-01, 19:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بصمة قلم
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بصمة قلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


موقــف
الشـــرع
من ظاهــرة...الإيمــــــو..


{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } النور51


هناك ظاهرة غريبة بدأت تنتشر في المجتمعات العربية والإسلامية هذه الأيام بين الشباب

فهم يلبسون ملابس غريبة وقاتمة ، وتسمى ظاهرة " الإيمو " فما رأيكم في هذه الظاهرة ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً :

"الإيمو" ظاهرة بدأت أوائل التسعينيات , وهي عبارة عن فرَق موسيقية كانت تغني أغاني عاطفية ؛

كان لها أثر في جذب الأطفال ، والشباب ، الذين يشعرون بالحرمان ، والهجران ,

فانبثق عن ذلك فرقة تُعنى خاصة بأغاني الأطفال ,

وقد سميت باسم فرقة (Weezer) اشتهرت أغانيها بين الأطفال ، والشباب

، حتى حصل قائد هذه الفرقة على لقب "آلهة الإيمو" ,

وقد تميزت هذه الفرق وأتباعها بلباس معين ، وشكل معين مميز ، فالملابس ضيقة ،

والشعور داكنة محترقة , والمكياج خاص , وقد اكتنف هذه الفرقة جو من الغموض والسرية

ظهر بعد ذلك في حادثة أثارت الرأي العام ؛ وهي حادثة انتحار فتاة تدعى "هنا بوند" ،

تنتسب لهذه الفرقة , وقد تبين أن لهذه الموسيقى - "الإيمو" - سبب في إقدامها على الانتحار .

فقد تبين خلال التحقيق أن هذه الفتاة كانت تناقش روعة الانتحار في صفحتها على الإنترنت ؛

بل شرحت لوالديها بأن إيذاءها لنفسها كان فقط جزءً من كونها "إيمو" .

وعلى إثر هذه الحادثة : خرجت تقارير تبيّن خطر فرق " الإيمو "

, وأثرها على الأطفال ، والمراهقين , وخصوصاً من يعيش اليتم والحرمان ,

فقامت بعض الدول بمنع هذه الفرق , وحظرت أي شكل من أشكال "الإيمو" .

ثم تطورت هذه الفرق الموسيقية إلى اتجاه سلوكي ,

حتى صارت السمة البارزة لهذه الفرقة : إيذاء النفس ، بتشريط ، وتقطيع الجسم ، عند المعصم

، أو الذراع ، أو الساق ، أو البطن ، أو القيام بحرق الجسم بسيجارة ، أو كبريت مشتعل .

والدافع لهذا الإيذاء : محاولة لتحمل الألم العاطفي ، أو الضغط الشديد من قبَل والديهم - مثلاً - أو المشاكل

في العلاقات والحب .

وقد تكون نتيجة لمشاعر قوية لا يعرف الشخص كيف يعبر عنها ،

كالغضب ، والألم ، والعار ، والاستياء ، أو الإحباط ، أو لفراغ روحي تكون نهايته الإيذاء والانتحار .



ثانياً :


لا شك أن هذه الظاهرة نتيجة مؤكدة لما يعيشه من حرم نور الإيمان ، والهداية ,

وتوكيداً لما بيَّنه الله سبحانه وتعالى في كتابه من الوعيد لما أعرض عن صراطه

, قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) طه/ 124- 126 .

قال ابن كثير رحمه الله :

"(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق ،

حَرج ؛ لضلاله ، وإن تَنَعَّم ظاهره ، ولبِس ما شاء ، وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ؛

فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين ، والهدى ، فهو في قلق ، وحيرة ، وشك ،

فلا يزال في ريبة يتردد ، فهذا من ضنك المعيشة" انتهى .

"تفسير ابن كثير" (5/323) .

ولمعرفة مزايا دين الإسلام : ينظر جواب السؤال رقم : (219) .



ثالثاً :

هذه الظاهرة تبين خطورة الموسيقى ، وأثرها على الإنسان ، حتى يخرج عن المألوف من الطباع ،

وتقوده إلى الجنون ، والانتحار , ولا عجب في ذلك ،

فهي تصنع ما تصنعه المسكرات حتى كان يسميها السلف "خمرة العقل" .

قال يزيد بن الوليد : يا بني أمية ، إياكم والغناء ؛ فإنه يُنقص الحياء ، ويَزيد في الشهوة ،

ويهدم المروءة , وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السُّكر .

انظر : "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/246) .

قال ابن القيم رحمه الله :

"ومن المعلوم : أن الغناء من أعظم الدواعي إلى المعصية ، ولهذا فُسِّر صوت الشيطان به" انتهى .

"إغاثة اللهفان" (1/255) .

ولمعرفة أقوال العلماء في " الموسيقى " : ينظر جواب السؤال (5011) .



رابعاً :

علاج الهم ، والكرب ، واليأس ، والإحباط : يكون بطاعة الله سبحانه ، والالتجاء إليه

, وليس في معصيته , فراحة القلب ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه ، والحياة الطيبة ،

والابتهاج : لا يمكن اجتماعها كلها إلا لأهل الإيمان ، وطاعة الرحمن ،

قال الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد/ 28 ،

وقال تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) الأنعام/ 82 .

ولمعرفة أسباب السعادة ، والأمور التي يدفع بها المرء عن نفسه الهم ، والحزن : يراجع جواب السؤال : (22704) .



خامساً :

لا شك أن الله حرَّم إيذاء النفس ، وحرَّم الانتحار , وجعل الانتحار من كبائر الذنوب ,

ووعد فاعله بالعذاب الشديد ،

قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) النساء/ 29 ، 30 .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : بَادَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)

رواه البخاري (3276) ومسلم (113) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَداً)

رواه البخاري (5442) ومسلم (109) .



سادساً :

هذه الظاهرة تبين أثر تضيع الوالدين لأولادهم , وعاقبة الإهمال لهم ،

حتى يلجأ الأطفال في البحث عن أفعال لنسيان الحرمان ، والإهمال , والبحث عن بدائل لحنان ، وحب الأهل .

قال ابن القيم رحمه الله :

"فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء غاية الإساءة ،

وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه ،

فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم كباراً" انتهى .

"تحفة الودود" (ص 229) .

والله سبحانه نسأله أن يحفظنا وإياكم ، وأولادنا ، وذرارينا من كل سوء ,

وأن يهدي كل ضال من المسلمين ويعيده إلى طريق الاستقامة .



والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب..نص الفتــوى