ــــــــــــــــــــــــ
(1) ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق، ص214-215
(2)محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة، 2006 ،ص 398-399
- أنشأت معهد الدراسات العربية العالية لإعداد أجيال من الدارسين المتخصصين في شؤون البلاد و إجراء بحوت التي تبرز مفهوم الحركة القومية العربية.
- كما تتعاون على الصعيد الدولي مع المنظمات العالمية ، و من أهمها منظمة الأونسكو، و للجامعة العربية في باريس مقر ( الأونسكو).
- كما أنشأت المنظمة العربية للتربية و العلوم و الثقافة ( ألكسو) على غرار الأونسكو.
في الشؤون القانونية: أحرزت الإدارة القانونية تقدما محسوسا في مضمار توحيد المصطلحات القانونية و تنسيق النشاط القانوني و توحيد القوانين في الأقطار العربية و تجلى هذا التقدم بإبرام الاتفاقيات المهمة التالية:
* اتفاقية تنفيذ الأحكام.
* اتفاقية تسليم المجرمين.
* الاتفاقية الخاصة بجنسية أبناء الدول العربية المقيمين في بلاد غير التي ينتمون إليها بأصلهم.
* اتفاقية الإعلانات و الإنابات القضائية.
* اتفاقية مزايا و حصانات جامعة الدول العربية.
* اتفاقية الجنسية.
في شؤون المواصلات: أولت الجامعة اهتمامها لمسألة ربط البلاد العربية بعضها ببعض و تسهيل سبل الاتصال فيما بينها و تحقيقا لدلك أنشئ الاتحاد العربي للمواصلات السلكية و اللاسلكية و الاتحاد البريدي العام.
في شؤون الاقتصاد: سعت الجامعة لتنظيم النشاط الاقتصادي لدولها و العمل على توحيد الاقتصاد العربي و لتحقيق هذا الهدف أنشئ المجلس الاقتصادي لتنفيذ مشروع السوق العربية المشتركة اعتبارا من أول عام 1965 و لكن الخلافات السياسية بين الأنظمة العربية حالت حتى دون تنفيذه(1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة، 2006،ص400
المطلب الثاني: تقييم الجامعة:
بالرغم من الانجازات العظيمة التي انجزتها الجامعة العربية و التي لا يمكن لأحذ إنكارها إلا أنها قد أخفقت في تحقيق الكثير من مبادئها التي بقيت مجرد نصوص مكتوية و عليه نذكر من جملة سمات إخفاق الجامعة ما يلي:
- إن المساواة التامة بين الأعضاء لم تتحقق بسبب التفاوت في حجم القدرة و الثروة و المستوى الاجتماعي، و قيام المحاور المتناحرة، و الاستعاضة عن مجلس الجامعة بمؤتمرات القمة العربية(اجتماعات الملوك و الرؤساء العرب)، و تطبيق مبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات، و لو كانت مصيرية.
- إن مفهوم السيادة أصبح ، لدى الدول الأعضاء، هدفا استراتيجيا ثابتا يقف بالمرصاد لكل محاولة توحيدية(و لو كانت تستهدف إلغاء التأشيرات و توحيد المصطلحات أو الاتفاق على شكل الأرقام)، و يتساهل مع كل انتهاك خارجي للسيادة.
- إن صيانة استقلال الدول الأعضاء بقيت أمنية، لأن الجامعة لم تحسن الحفاظ على استقلال أبنائها، و لم تتخذ موقفا حازما ممن فرط في استقلاله،أو تدبيرا زجريا ضد من فضل التبعية على الاستقلال. و إذا كانت المحافظة على استقلال الأعضاء و الدفاع عن سيادتهم من مبادئ الجامعة و أهدافها: فماذا فعلت من أجل فلسطين و دعم انتفاضتها؟ و ماذا فعلت عندما احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان؟(1).......
و إضافة إلى ذلك فقد أخفقت الجامعة العربية في تحقيق:
1) عدم وجود نظام الإلزام في حل المنازعات، و التمسك بقاعدة الإجماع في اتخاذ القرار في الأمور الهامة.
2)كثرة الهيئات و المؤتمرات دون تنفيذ ما يتخذ من قرارات.
3)عدم تصفية الجو السياسي بين الأنظمة العربية.
4) بحث عن الحلول و التعاون خارج نطاق الجامعة العربية و خير مثال عن ذلك حرب الخليج و ما ترتب عنها(2).
ــــــــــــــــــــــــ
(1)محمد المجذوب، التنظيم الدولي ' النظرية و المنظمات العالمية و الإقليمية و المتخصصة'، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة الثامنة،2006 ،ص 407
(2) ذ/ بن عامر تونسي، مرجع سابق، ص 216
مما لاشك فيه أن العرب ينتمون إلى وحدة قومية اتسمت على مر العصور، بالانفتاح و التسامح و التفاعل، و كل قومية تسعى إلى تتجسد في كيان سياسي مستقل، أي في إطار ما يسمى اليوم بالدولة و لهذا فمن الطبيعي أن يطمح العرب إلى تكوين دولتهم الاتحادية القادرة على لم شمل كياناتهم المعبرة و المستضعفة ، فظنوا أن الجامعة ستكون أداة لذلك إلا إنها أخفقت أكثر مما حققت ما كنا نصبوا إليه.
فمما لاشك فيه أن الجامعة العربية ما هي إلا انعكاسا لواقعنا العربي المتميز بالتخلف و بعد الأنظمة عن واقع شعوبها و افتقار الديمقراطية و حرية الرأي كل هذا يتطلب من الباحث أن لا يصب لومه و سخطه على الجامعة العربية لفشلها و عدم فعاليتها، و إنما يجب أن يشمل أيضا الواقع العربي و العمل على تغيير هذا الواقع و النهوض به.