حتى أنت يا صيلع
تابعت تعقيب الأخ الصيلع وفهمت أن رأيه من رأي الأخ نبيل، وأنا احترم رأيه ويعرف رأيي في الأمر، لكنه أكد لنا أن والده مجاهد ورأيه من رأي نبيل هو الآخر وهنا كانت حيرتي.
فأنا لا أعرف إن كان السيد الصيلع الابن قد تنبه لقول نبيل وهو ينفي صفة الجهاد عن والده نفيا قاطعا (إن كان من مجاهدي الولاية السادسة طبعا) : "وباستثناء المعارك التي خاضها المصاليون نيابة عن فرنسا او بالاشتراك معها ضد افواج المجاهدين التي كانت تتسلل بحذر الى المنطقة بين فينة واخرى قادمة من الاوراس و العمور ومن جرجرة و المتيجة وباستثناء بعض الاشتباكات و الهجومات التي كانت تسمح بها فرنسا للمصالين ضد اللفيف الاجنبي لا ستغال الشعب وايهامه بانهم يحاربونها كسبا لوده وثقته باستثناء ذلك لم تسجل اية معركة على تراب المنطقة بالمفهوم الثوري و بتاطير من الولاية السادسة" ربما قد انتبه أو لم ينتبه أو تغاضى عن ذلك لغرض في نفس يعقوب فالأمر في الأول والأخير يهم الأخ الصيلع أكثر مما يهمنا، لكن حكاية "المشوشين" لابد من وقفة عندها، فمن هم المشوشون؟
التسمية أطلقتها مجموعة عميروش التي توجهت إلى الأوراس بعد مؤتمر الصومام على الرافضين لمقررات هذا المؤتمر، فقد وصفهم عضو في هذا الوفد بالسرطان الذي يجب اجتثاثه نعم هكذا...خيرة الشباب الذين خاضوا معارك ليلة أول نوفمبر وهم مجموعات الكومندوس التي فوضها بن بولعيد مهاجمة مراكز الاستعمار في كل مكان يوصفون بهذا الوصف لا لشئ سوى رفضهم هذه المقررات لأنها لم تكن محل اجماع، لأنها لم يستشاروا في أمرها،، لأنها تخلت عن الكثير من مبادئ الثورة واحتوائها على فكرة العلمانية الواردة في بعض فقراتها، لأنها خولت للذين تخلفوا عن الزحف يوم الزحف مسؤوليات في لجنة التنسيق والتنفيذ،لأنها خولت قيادة الولايات لأشخاص من جهة واحدة، ولأنها...ولأنها.... ولأن هذه القرارات أساءت للثورة، فها هي تناقش مرة أخرى في اجتماع مجلس الثورة بالقاهرة (أوت 57) ويتم التخلي عن الكثير منها إنصافا للحق، ويومها فقط استقرت الأمور ولم يبق في معارضة هذه القرارات البائدة غير مجموعة عايسي وعمر بن بولعيد الذي كان يطمح لقيادة الولاية كما وعدته مجموعة عميروش بذلك إلا أنهم أخلفوا الوعد.
نعم لقد تمت تصفية مجموعة من قادة هؤلاء ليس لأنهم خانوا وطنهم أو كانوا ضد الثورة بل كانوا يخوضون أشد المعارك ضد المستعمر في أشد أيام الخلاف مع جماعة الجهاد في النوادي والصالونات في تونس والذين رأوا أن هؤلاء يمثلون الخطر المحدق على كراسيهم، كما تم تحويل مجموعات منهم ليس كما يروج نبيل ومن يسير على دربه عقابا لهم لكنهم حولوا في إطار الإجراءات المتفق عليها بين قادة الولايات ومنها تبادل الإطارات والوحدات بين المناطق كلما دعت الحاجة لذلك وقد جاء بعضهم إلى الصحراء في إطار التصدي لفلول بلونيس.
هذا ما كنت أود إبلاغه لوالد الأخ الصيلع المجاهد العزيز الذي أوجب المقام تقديم كل الشكر والتقدير له وهو العارف بأن الثوار كثيرون لكن العظمة لا يستحقها إلا الذين صدقوا العهد فجاهدوا بأنفسهم وأموالهم وقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن المفدى.
أما مايتعلق بمصادر المعلومات فتأكد أخي أنها من مصادر موثوقة ومن شهادات مجاهدين منهم الآحياء ومنهم الأموات لايسمح مجال التعليقات لذكرها لكن سيكون ذلك ممكنا عند تناول الموضوع بالتفصيل