كَم تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك
تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح
وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك
عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !
وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ
كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون ,
لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول :
" خَيرُكم خَيرُكم لأهله "
وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ...
تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا
حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ ,
وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ !
وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلبي ...
تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم !
والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت !
ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل ,
اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !
وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد
( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق !
وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟
ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]
والآن افْعَل مَا شِئْت !
[ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ]
فانْظُر يا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك
( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر
للأمانة الموضوع منقول
جزى الله كاتبته الفردوس الأعلى