اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري شاد
السلام عليكم
أردت أن أطرح على فضيلتكم قضية جد مهمة، في الحقيقة مصير أمة لعلي أجد لديكم جوابا مقنعا و مريحا ترتاح له نفسي و يطمئن له قلبي ما دمتم تمثلون القدوة الحسنة في البلاد التي تدعو إلى الخير و الصلاح و تنصح و ترشد هذه الأمة
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سوف نحاول باذن الله اجابتك على ما تفضلت به استنادا الى أقوال أهل العلم في هذه المسألة
.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري شاد
س1- أنا شاب أعمل في بنك عمومي، لقد مضى علي تقريبا 03 سنوات، فمنذ دخولي إلى هذا البنك نقوم بتمويل المؤسسات سواء عمومية كانت أو خاصة فجميع المؤسسات المتواجدة على المستوى الوطني تتعامل مع البنك، فالذي ينتج السميد يقترض و يدفع فوائد، منتج الأدوية كذلك، المياه، المشروبات الغازية، منتج الحليب، الأجبان، منتج اللحوم، الصيدليات، منتج مواد البناء، الفلاحون ......الخ، فجل هؤلاء يتعاملون مع البنك و يقترضون و يدفعون فوائد و نشاطهم متعلق بنسبة كبيرة بالبنك.
- ما حكم التعامل مع هذه البنك؟
- ما حكم عندما بنك عمومي يقرض مؤسسة عمومية، فهنا كل شيء ملك للدولة، البنك مللك للدولة و المؤسسة ملك للدولة؟
|
التعامل بالربا لايجوز ، ولا يجوز الاقدام عليه مهما كانت الفائدة قليلة ، لعظم حرمة الربا ، وشناعته ، وما جاء فيه من اللعن لآكله وموكله ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون الربا مع الدولة أو المؤسسات التابعة لها أو مع عامة الناس .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري شاد
- ما مصير العمال الذين يعملون في هذه البنوك؟
- أنا هل أترك هذا العمل أم أبقى؟ أنا حائر من أمري و دائما حائر، فهناك أناس يقولون لي حرام، هناك اناس يقولون لي اعمل المال ليس مالك أنت عامل فقط و المال ملك للدولة فهي التي تقرض مالها و الفوائد تعود لها، و أنت لك الحق في العمل في بلدك، سألت أئمة قالو لي لا نستطيعو أن نفتوك في هذه القضية. مع العلم أني أعمل لأعين عائلتي.
|
اعلم أخي الكريم ، أنه لا يجوز العمل في البنوك الربوية مطلقا ، لما في ذلك من أكل الربا ، أو كتابته ، أو الشهادة عليه، أو إعانة من يقوم بذلك .
وما أقوله لأخي الكريم أن أبواب الرزق الحلال موجودة وإن بدا للإنسان أنها قليلة ، لكن من اتقى الله تعالى هيأ له الأسباب ، وفتح له الأبواب ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، كما وعد سبحانه بقوله : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3 .
قال الشيخ صالح المنجد حفظه الله : لا يجوز لأحد أن يستعجل الرزق المقدّر بارتكاب الحرام ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(2085) .
وقد أفتى كبار أهل العلم بتحريم العمل في البنوك الربوية ، ولو كان العمل فيما لا يتصل بالربا كالحراسة ، والنظافة ، والخدمة. ونحن ننقل إليك بعض فتاويهم .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة 15/41 :
( لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا ، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم غير ربوي ؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه ويستعينون به على أعمالهم الربوية ، وقد قال تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَان ) المائدة / 2 ) .
وسئلت اللجنة الدائمة (15/38) : ما حكم العمل في البنوك الحالية ؟
فأجابت :
( أكثر المعاملات المصرفية الحالية يشتمل على الربا ، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أعان آكل الربا وموكله بكتابة له ، أو شهادة عليه وما أشبه ذلك؛ كان شريكا لآكله وموكله في اللعنة والطرد من رحمة الله ، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " وقال : "هم سواء" .
والذين يعملون في البنوك المصرفية أعوان لأرباب البنوك في إدارة أعمالها : كتابة أو تقييدا أو شهادة ، أو نقلا للأوراق أو تسليما للنقود ، أو تسلما لها إلى غير ذلك مما فيه "إعانة للمرابين ، وبهذا يعرف أن عمل الإنسان بالمصارف الحالية حرام ، فعلى المسلم أن يتجنب ذلك ، وأن يبتغي الكسب من الطرق التي أحلها الله ، وهي كثيرة ، وليتق الله ربه ، ولا يعرض نفسه للعنة الله ورسوله .
وسئلت اللجنة الدائمة (15/55) :
( أ- هل العمل في البنوك خصوصا في الدول الإسلامية حلال أم حرام ؟
ب- هل هناك أقسام معينة في البنك حلال كما يتردد الآن وكيف ذلك إذا كان صحيحا ؟ )
فأجابت :
( أولا : العمل في البنوك التي تتعامل بالربا حرام ، سواء كانت في دولة إسلامية أو دولة كافرة ؛ لما فيه من التعاون معها على الإثم والعدوان الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه بقوله : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/2.
ثانيا : ليس في أقسام البنك الربوي شيء مستثنى فيما يظهر لنا من الشرع المطهر ؛ لأن التعاون على الإثم والعدوان حاصل من جميع موظفي البنك ).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة أيضاً (15/48) :
( البنوك التي تتعامل بالربا لا يجوز للمسلم أن يشتغل فيها ، لما فيه من إعانة لها على التعامل بالمعاملات الربوية ، بأي وجه من وجوه التعاون من كتابة وشهادة وحراسة وغير ذلك من وجوه التعاون ، فإن التعاون معها في ذلك تعاون على الإثم والعدوان ، وقد نهى الله عنه بقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة /2 .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس ؟
فأجاب :
( لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا ، وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضى بها ، لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته ، فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به ، والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه. أما من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لا شك أنه مباشر للحرام . وقد ثبت من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء )
انتهى من كتاب " فتاوى إسلامية " (2/401) .
إلى غير ذلك من الفتاوى المشهورة المعلومة التي تحرم العمل في البنوك الربوية ، مهما كان نوع العمل ، وعليه فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما سبق ، وأن تترك هذا العمل مستعينا بالله متوكلا عليه موقنا أن الرزق من عنده سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق / 2، 3 .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري شاد
س2- البنك له أعباء كثيرة يدفعها، مصاريف العمال، فواتير الكهرباء، المياه، الهاتف، الفاكس، أجهزة الإعلام الآلي، ورق، عتاد المكاتب، مصاريف الإيجار، سيارات.........الخ. فكيف يمكن له تسديد هذه الأعباء إن لم يكن له عوائد لتسديد كل هذه الأعباء؟
فمهمة البنك ليست مهمة سهلة، فيلزم له عمال خبراء و تقنيين ذوي كفاءات يسهرون على تسيير الأموال من يوم منحها إلى يوم استرجاعها على عدة سنين، فا البنك يقوم بتموين مشاريع ضخمة فلهذا لابد من أناس خبراء في الميدان لتقييم هذه المشاريع و تخصيص المال الكافي لها؟ فما مصير العمال الذين يعملون في هذا الميدان؟
ما دمتم دوما تمثلون القدوة الحسنة في البلاد ما نصحكم لهؤلاء الذين وضعو نظام الفوائد في البلاد.
جزاكم الله خيرا و السلام عليكم.
|
كما للبنوك الاسلامية كذلك أعباء من مصاريف بمختلف أنواعها ، فكيف يمكن لها تسديد هذه الأعباء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فلا يوجد اي عذر للتعامل بالربا بالنسبة لمؤسساتنا المالية .
والله أعلم
نرجوا أن نكون قد وفقنا في الاجابة على استفسارك بنقل أقوال أهل العلم في هذه المسألة ، وأسأل المولى أن يجزيك خيرا على حرصك وتحريك لمعرفة الحق ، وأن يوفقك للعمل المباح الذي لا إثم فيه. اللهم آمين
السلام عليكم