بداية الإنترنت كانت عبارة عن فكرة ربط الأجهزة فى الشئون العسكرية الأمريكية مع بعضها البعض بهدف تسهيل الإتصال و تقليل الحركة و إهدار الوقت و بالتدرّج الطبيعى الفكرة تحوّلت لتقنية و تكنولوجيا حديثة تُعين و تساعد فى تقليل الأعباء و استمرّت التقنية فى التطوّر حتّى أصبحت ثورة و لم تختص فقط بمجرّد إتصال و نقل معلومات بل أصبحت سببًا فى تطوّر الأجهزة و تطوّر المستخدمين و تطوّر التقنية و وصل الأمر لأن يكون الإنترنت هو محاكاة الواقع و خيال خصب لكلّ الأشخاص بدايةً من الأطفال الباحثين عن عالمهم الخاص و مرورًا بالمراهقين الذين يبحثون رغباتهم فيه و نهايةً بالبالغين بتوجّهاتهم العملية و العلمية و الفكرية و الطبيعية ليصبح الإنترنت بالفعل ثورة معلوماتية حقيقية .. !!
تحوّلت الثورة المعلوماتية الهائلة لصورة مبهرة من الواقع و لأنّها صورة من الواقع كان لابد أن تكتمل صورة الواقع بمساوئها و بفوائدها فأصبح الإنترنت مدخلًا للأطفال فى ترويج السلع و نشر الغرائب و الشاذ من الأشياء التى تجذب المراهقين و كذلك لم يكُ هذا الواقع ليترك البالغين دون أن يتعامل معهم بما يألفون فى الواقع من حبّ الشهرة و السعى وراء العلاقات و تشجيع الرغبات الغير شرعية التى يُخشى إرتكابها فى الواقع مثل الكذب و السب و نشر الأفكار الخاطئة أو التى يُخشى نشرها علنًا فى مسرح الحياة الواقعية و ما غير ذلك من مظاهر تطوّرت لتصل إلى حدّ التوجّه الحقيقى للتضليل الفكرى و نشر الإشاعات و ترويع الآخرين و بث الأفكار الهدّامة و الهجوم على الثوابت و إنتشار الفوضى و عدم إحترام الآخر ليصبح عالم الإنترنت بالفعل فوضى معلوماتية حقيقية .. !!
*** الخلاصة ..
لكلّ فرد توجّهه الذى يحدّد من خلاله غرضه و رؤيته للإنترنت فهو مثل السكين يصلح للتقطع النافع و يصلح كذلك للقتل الجائر .. !! .. فحتّى أجزم بجوابى عن سؤالك بالجواب الصحيح يتوجّب علىّ أن أسألك من يكون المُستخدم للإنترنت و ما الذى ينتظره من الإنترنت .. ؟!! .. لأنّ كلتا الإجابتان صالحتان .. !!