منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المـلـحــمــة الكـبـــرى .... طـلال سـعــود الجـزائــري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-21, 22:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمدبلعدل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمدبلعدل
 

 

 
إحصائية العضو










Mh47 المـلـحــمــة الكـبـــرى .... طـلال سـعــود الجـزائــري



بسم الله


الملحمة الكبرى
ما كنتُ قبلَ اليومِ بالبَكـــَّــاءِ = وبَكيْتُ ـ لو في الدمعِ كان شِفــائي
وغَصَصْتُ بالأنفاسِ في عُمق الحَشَى= لم أشفِها بتنفــُّسِ الصُّعَداءِ
اِبـْـكِــي دمًا لا تـَستــَعِـرَّ فإنَّما = هَذِي الدمــوعُ لهاتـِــهِ الـبــُرَحــاءِ
ليس الفؤادُ لغير صادقِ لـــَـوعــةٍ = ليس العيـونُ لغير حُـرِّ بُكـاءِ
لـــَـجـَّـتْ بيَ الحَوْباءُ إذْ لَجَّ المَــدَى = فِتــَناً تتابَعُ كانصِبابِ المــاءِ
حَطَّتْ بأرضِ المسلمينَ رِحالـَها = هَذِي تَشُدُّ وتلك في الأثناءِ
هَولٌ يُبيــحُ العالميــنَ كأَنَّهُ = بَحــرٌ طَـمـَــى مُتَـلاطِـــمَ الأَرجــاءِ
ففزِعتُ للقرآن أطلـُبُ رِفدَهُ = والذِّكْرُ يُنجِدُ ساعــةَ البَأســاءِ
والذِّكرُ حِصـنٌ للنفــوس من الأذَى = ويُمِدُّها بحقائــقِ الأنبــاءِ
وإذا حَوالـَيَّ السَّـكينة ُ والرِّضا = جبريــلُ يَنفَحُها كيوم حِراءِ
فأجابني الذِّكرُ الحكيــمُ بآيــِهِ = يُجْــلــي البَيــانَ بنـوره اللألاءِ :
هو ذا المصيرُ وهذهِ أحوالـُكم = لما افترقتُمْ في المَدَى كالشــاءِ
تتوحَّدُ الأمــمُ الكــَوافــرُ حولَكمْ = ويُرادُ منكم فـُرقــة َ الأجــزاءِ
ويُمَجِّدونَ الرَّأسَ يُرفـَعُ عندَهمْ = وتُحَبِّذونَ الذيــلَ في الأعضاءِ
ناديتُكمْ في الآي: لـُمُّوا شَملـَكم = واستعصِموا بالهَدْي في الظلماءِ
تلكم مصائــرُ مُستــَريــبٍ بالهُــدَى = لم يَقتنِــع بمَحَجَّــةٍ بيضــاءِ
القَصـدُ فيها مَنهـــجٌ لا يَـلـتـوي = بِلـــُزومِهِ لِشَــريـعـــةٍ غَـــرّاءِ
شُورَى تُوَحِّدُ ما تفـرَّقَ من رُؤًى = ليستْ من الأهـواءِ والآراءِ
بَرِئتْ من التزويـر وَهْيَ عَصِيَّة ٌ = فيـها لـكم بـُـرْءٌ من الأدواءِ
الدينُ يُسرٌ والشريعـة ُ سَمحـة ٌ = تُغري اللبيبَ بنورها الوَضّاءِ
فاستبدلَ الطاغي شَماريخَ العُلـَى = بالآل ِ في القِيعان ِ كالعَشواءِ
في الشرق لينينُ المَلاحدةِ الأ ُلـَى= خَطفوا العقولَ بـِقــَوْلةٍ جَوفاءِ
لمّا اسْتــَخَـفَّ الـرُّوسَ من أشْياعِـهِ =وأثــارَهـم بالكـَيـْــد واللأواءِ
صَلـــَّى إليه من الغـُــواةِ بأرضِنا = فـِئـة ٌ من الزُّعَمـاءِ والرؤسـاءِ
لم يَكتفوا.. فالشعبُ في أصفادِهِ = ساقوهُ صَوْبَ الساحةِ الحمراءِ
حتى تشـيَّـعـنا جميـعـاً وانتهـَـــى = ذاك الزّواجُ بليـــلـةٍ شـَــيــبــــاءِ
والغَربُ فيه هوًى؛ فأفضَى بالهوَى = للبعض من أوطانِنا البَلهاءِ
واستعرضَ الأمَلَ الكــَذوبَ أمامَها = متراقِصاً أبدًا لعينِ الرائي
ورمَى حِبالَ الوَهم وهْيَ كثيرة ٌ = فغَوَتْ وكان الغَيُّ بالإيحـاءِ
وقد استمالَ إلى المهانةِ والخَنا = فِئة َ الملوكِ وجانبَ الأُمَراءِ
والغربُ يَعرفُ والعروبة ُغِرَّة ٌ = ما يَبتغي والغربُ كالحــوَّاءِ
فإذا استباحَ من المَهانةِ عِرضَنا = خاضَ المَدَى كالنار في الحَلفاءِ
الغربُ يُغري ـ كنتُ قد نــَبــَّهتُـكم ـ = يُخفي عظيمَ الكَيدِ والبَغضاءِ
حفرَ المَهــاويَ حولـــَكــمْ مُستــَهـزِءًا = بنَبيِّكمْ في خَـبْطةٍ عَشواءِ
ثم استـعـادَ زِمامـَكم في حـِـنكةٍ = مـتـلـوِّنـاً كـتــَلــوُّن ِ الحـِـربـــاءِ
ضَحِكاً على الأذقانِ وهْيَ بَريئة ٌ = لم تَختــَضِبْ نِيَّاتُها بدَهاءِ
ناديتُ في الحُجُراتِ أصحابَ الحِجَى= لو تَعقِلونَ مِن الرَّشادِ ندائي
خمَـساً وفيها المؤمنـــــــونَ أعِــزَّة ٌ = لا يَرجُفـــونَ بفِتنـةٍ سـوداءِ
إياكمُ الظـــنَّ الأثيــمَ فإنَّهُ = سوقُ الفُسوق ِ و مَطمَحُ الأعداءِ
إنْ قاتلتْ إحدَى الطوائفِ منكمُ = أخرَى فإصلاحٌ بلا إبطاءِ
وإذا بَغَتْ فاستَقتِلوا في رَدِّها = للحقِّ فالإصلاحُ خيرُ وِقاءِ
حتى التنابُزَ بينكم حرَّمتهُ = والهُــزْءَ والتــَّنكيتَ بالأسماءِ
المؤمنونَ على البَسيطةِ إخوة ٌ = واللهُ زَكَّاهم بلا استِثناءِ
لكنني ناديتُ قومـا عَطَّـلـوا = آلاتِ حِسِّــهِمُ عن الأنبــاءِ
جرَّبتُمُ بعدي المَذاهبَ والرُّؤى = هل تَنجَعُ الأهواءُ في الأهواء ؟
لو تَسمعونَ ، رفعتُ من أقداركم = في العالمينَ إلى ذُرَى الجَوزاءِ
أنــَسيتُمُ العـهـدَ الذي أوصلتُكم = فيه إلى العـَـلـيــاء بالإســراءِ ؟
فمحمّدٌ منكم وقد كان ارتقى = للعرشِ فوق السِّدرةِ الخضراءِ
جبريلُ صاحبُهُ وجوَّابُ المدَى =بالوحي لا يــَرقَى رُقاهُ النائي
وقد استمدَّ محمّدٌ من ربِّه = مَدَدَ الهُدَى في دَوحةِ العَلياءِ
وهو المــُـتــَـوَّجُ بالفــَخـَار لِوَحـدِهِ = حَلاَّهُ ربُّكَ أعظمَ الآلاءِ
فـَصُّ الخـواتم في بـَنـاصـرِ يــُمـْنـِهِ = والتاجُ زِينَ بدُرَّةٍ غَرَّاءِ
هي رُتبةٌ لا ؛ لم يُبَلـَّغْها الأ ُلىَ = سبقوهُ من رُسُلٍ ومن نـــُبــَّاءِ
وبه بَلغتمْ في الزمان مـَكانة ً = أعْيـَتْ مراتـبُها على الأَكـــْفـاءِ
المؤمنونَ بأرضِهمْ أو غيرِها = همْ وحدَهمْ في العِزَّةِ القَعساءِ
إنْ خاطبَ الأعداءَ مِنـَّا مؤمِنٌ = أخــْزَى العدوَّ بأقبحِ الأسماءِ
"يا كلبَ روما" لستَ من أندادِها = فدعِ المِــراءَ إلى كــلامِ سَـواءِ
يا عابدَ الصُّلبانِ أو يا شِيعةَ الشيـــــــ=ــطان يا مُستبدِلَ الأنوارِ بالظلماء
يا راعيَ الخنـزير جُندي غـالبٌ = عندي دَواؤُكَ مِن جِزًى وجَزاءِ
عندي مُزيلُ وَساوسِ الشيطانِ إنْ = برؤوسِكم كانتْ أو الأعضاءِ
والسيفُ يَهدي المُعتدينَ إذا بَغَوْا = للـحــقِّ بين مَصـارعٍ وسِــبـَــاءِ
والخيلُ تضربُ جَحْفَلاً في جَحفلٍ = وتدُكُّ عرشَ البَغي في الهَيجاءِ
كنتم عــلى مَـــرِّ الزَّمــانِ أعِـــزَّة ً = بعَــزيمــةٍ وصَـــلابـةٍ ومَــضــــاءِ
كتبَ الزمانُ بخطِّ نورٍ ساطعٍ = تاريخَكم في الكون كالطـُّغراءِ
زحفا إلى النَّصر المؤَزَّر إنَّما = نُصِرَ الهُدَى بكتائبٍ خَرساءِ
اللهُ آلـــَــى أنْ يــَرُدَّكَ ظــافـِراً = ويـُعـِــزَّ هَذِي الـرّايـةِ الخضراءِ
فلِما النُّكوصُ وقد بَدَتْ أعلامُهُ = ولِما التردُّدُ عنهُ في استحياءِ
ولقد رفعتُ لكم مَناراتِ الهُدَى = كي تـَتبَعوهُ فما أ ُجيبَ ندائي
واخترتـُمُ هذا الخُنوع َ تخاذُلا = خوفَ النــُّهوضِ بأثـقـلِ الأعباءِ
ورَضيتمُ الذلَّ المُقيمَ فأوْسِعوا = للـذلِّ في الأكنافِ والأرجاءِ
هذا جزاءُ الناقضينَ لعهدِهمْ = نَزْعُ الفــُحولةِ كان بالإخصاءِ
انظرْ حَواليـكَ الشعوبَ فإنَّها = في حَـيــْرةٍ من أمركمْ وحَياءِ
لم تفهمِ الدنيا مَصيرًا غامضاً = قد لـــَـفَّـكم أمواتَ كالأحياءِ
والرُّومُ حولَكَ يَهزؤونَ بخالدٍ = وأبي عُبيدةَ بعدُ والبـَـرّاءِ
القِسُّ جُونِزَ لم يـَـلـِـجَّ بغَيِّهِ = ويُحَرِّقَ القرآنَ مَحْضَ عَداءِ
لكنْ لأنَّ العُرْبَ فيهِ تَهَوَّدوا = وتَحكـَّمَ الجُهـَّالُ في العُلماءِ
هو مُدركٌ أنَّ العُروبةَ لم تَقُمْ = بل لن تقومَ فلجَّ في السَّوءاءِ
هو مُدركٌ أنَّ العروبةَ كـِـذبة ٌ = وقد اسْتُسيغَتْ عندنا بغَباءِ
والمُسلمينَ على المذاهبِ شُتِّتــُوا = شِيَعاً وأحزاباً بلا استِثناءِ
مَن ذا الذي يَخشَاهُ جُونِزَ بعدها = يا أمَّة ً مِن خُثـــَّـةٍ وغُثاءِ
قوموا فقد طال الهَوانُ وأثمرَتْ = أغصانُهُ بمَصائبٍ دَهماءِ
هذا زمانُ الهَرْج والفِتَن ِ التي = جَـلـــَّتْ بَوادرُها عن الإحصاءِ
ومَلاحِمٌ مثل القوافي في المــَـدَى = ها قد أظَـلـــَّتـــْكم بلا إيطاءِ
فِتَنٌ يــَـطوفُ القبرَ فيها المــُـتَّقي = ـ لو يَحتَويهِ ـ بحَسـرةٍ ورَجـاءِ
أ ُنـــْذِرْتـُموها في حَديثِ محمَّدٍ = ونــَسيتـــُموها اليومَ في الأنساءِ
****=****











 


رد مع اقتباس