منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا اهتم الله سبحانه بامر اليهود؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-21, 06:34   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا اله الا الله وحده لا شريك له..
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الخلق أجمع، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم على الأثر.


أما بعد: فيا عباد الله، حاجة العباد إلى معرفة ربهم وفاطرهم ومعبودهم -جل جلاله- فوق مراتب الحاجات كلها؛ فإنه لا سعادة لهم، ولا فلاح، ولا صلاح، ولا نعيم، إلا بأن يعرفوه ويعبدوه، ويكون هو وحده غاية مطلوبهم، ونهاية مرادهم؛ وذكره والتقرب إليه قرة عيونهم، وحياة قلوبهم. فمتى فقدوا ذلك كانوا أسوأ حالاً من الأنعام بكثير، وكانت الأنعام أطيب عيشاً منهم في العاجل، وأسلم عاقبة في الآجل.


ثم إن الله -جل جلاله- كما يسَّر على الإنسان طرق المعرفة بربه تبارك وتعالى، فقد يسَّر عليه معرفة ما يجب عليه من أفعاله التكليفية، فبيَّن بكلامه وكلام رسوله جميع ما أمر الله به، وجميع ما نهى عنه، وجميع ما أحله، وجميع ما حرمه، وجميع ما عفا عنه؛ وبهذا يكون دينه كاملاً، كما قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة:3].
كذلك أعطاهم -سبحانه- من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجتهم: كعلم الطب، والحساب، وعلم الزراعة، وضروب الصنائع، واستنباط المياه، وعقدة الأبنية، وصنعة السفن، واستخراج المعادن، وتهيئتها لما يراد منها، وتركيب الأدوية، وصنعة الأطعمة، ومعرفة ضروب الحِيل في صيد الوحش والطير ودواب الماء، والتصرف في وجوه التجارات، ومعرفة وجوه المكاسب، وغير ذلك مما فيه قيام معايشهم.


ثم منعهم -سبحانه- علم ما سوى ذلك مما ليس من شأنهم، ولا فيه مصلحة لهم، ولا نشأتهم قابلة له؛ فجهْلهم به لا يضر، وعلمهم به لا ينتفعون به انتفاعا طائلا: كعلم الغيب، وعلم ما كان، وكل ما يكون، والعلم بعدد القَطر، وأمواج البحر، وذرات الرمال، ومساقط الأوراق، وعدد الكواكب ومقاديرها، وعلم ما فوق السموات وما تحت الثرى، وما في لجج البحار، وأقطار العالم، وما يكنه الناس في صدورهم، وما تحمل كل أنثى، وما تغيض الأرحام وما تزداد، إلى سائر ما غرب عنهم علمه.


ومنعهم من العلم علمَ الساعة، ومعرفة آجالهم، فإن كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش، وخربت الدنيا لأن عمارتها بالآمال، وإن تحقق طول عمره لم يبال بالانهماك في الشهوات وأنواع الفساد، وقام بتأخير التوبة، وقد قال تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ، وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ، أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء:18].
لذا نمتثل لأمره ولا نحاول أن نكون كالمتشدقين مثل اليهود في تشكيك في امور الله وهم مغضوب عليهم لانهم أكثر القوم ماتجدهم يتحرؤون على الله ولا يخجلون حتى في أسئلة على الله وتشكيك في قدراته ..لذا الحذر كل الحذر ..لكل شئ خلقه بقدر وإذا تكلم عن شئ فلحكمة لنا ..










آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-09-21 في 13:27.
رد مع اقتباس