ووجدت اسرائيل أن سفير سوريا في الأرجنتين " أمين حافظ " من المرشحين الأقوياء لتزعم البعث وتولي حكم سوريا لذا سارعت الى ارسال " اليا كوهين " الى بيونس أيرس ليقيم فيها تحت اسم "كامل أمين ثابت " ويدعي أنه مواطن سوري مهاجر , واستطاع ثابت فعلا أن يوهم السوريين هناك بهويته الجديدة , وبدأ ينفق على النشاطات السورية بلا حساب حتى اعتبر من أبناء الجالية الأبرار . وحدث ما توقعته اسرائيل , وتولى البعثيون الحكم , وأصبح سفير سوريا في الأرجنتين رئيسا للدولة السورية , فطار كامل ثابت الى دمشق وأقام فيها ونسج علاقاته مع كبار القادة العسكريين والوزراء , واصبحت له " مونه " على الحكم وكان يدخل معسكرات الجيش دون اذن خاص , بل ويقال أن اسرائيل كان لديها خلال حرب عام (1967) تفاصيل وخرائط عن مواقع المدفعية والدبابات السورية حصلت عليها من خلال كوهين الذي أعدم في ساحة المرجة قبل الحرب بعدة أشهر .
أذهلت المفاجأة يومها الشعب العربي من المحيط الى الخليج لأن كامل أمين ثابت كان مرشحا لمنصب وزاري , وكان نجمه في صعود , ويقال أنه كان يطمع في رئاسة الجمهورية , وكان على علاقة بصلاح البيطار , وقد استأجر شقة في الطابق الرابع من بناية مقابلة لدار الضيافة في شارع أبو رمانه , ومن يدري فلولا ( الخربطة ) في البث في الوقت المخصص للسفارة الهندية لما اكتشفوه ولأصبح – ربما- وزيرا للدفاع وربما رئيسا للجمهورية . ويقال أن المخابرات المصرية هي التي نبهت سوريا بوجود اختراق اسرائيلي على أعلى المستويات , ويقال أن المخابرات المصرية كانت تستقي معلوماتها من رجل مخابرات اسرائيلي اسمه "برل فرانك" استطاع تجنيده ضابط في المخابرات المصرية اسمه "عثمان نوري" .
الذي لا يعرفه كثيرون أن الموساد غرس في مصر جاسوسا آخر في الوقت نفسه بعد أن شعرت اسرائيل بالقلق من ثورة الضباط الأحرار والشعارات التي رفعوها بتحرير فلسطين بخاصة وأن اسرائيل تعرف أن جمال عبد الناصر وجماعته قد صمدوا في حصار "الفالوجة" وأنهم قاموا أساسا بثورتهم احتجاجا على فساد الجيش خلال حرب فلسطين , وخشيت اسرائيل أن يتمكن عبد الناصر من تأليب الفلسطينيين وتحويلهم الى قوة في مواجهة اسرائيل بخاصة وأن مليوني فلسطيني هاجروا بعد الحرب الى الخارج وهم يشكلون قوة لا يستهان بها ان وجدت من يتعهدها بالتسليح والدعم ... لذا ارادت اسرائيل أن تغرس جاسوسا في صفوف الفلسطينيين ليتسلل الى المراكز العليا تماما كما فعلت مع كامل أمين ثابت , ولأنها لم تجد يهوديا مصريا يصلح لهذا الدور , فقد اختارت عربيا من سكان حارة اليهود في القاهرة ينحدر من اسرة اتسمت بالعمالة لليهود وطردت من القدس وغزة بعد حرق منزلها ... " انها أسرة عرفات القدوة " !!!!!!
فعندما قامت ثورة يوليو في مصر عام (1952) و بدأ عبد الناصر برفع شعارات فلسطينية أفاقت اسرائيل فعمدت الى تجنيد ياسر عرفات - و كان عمره (23) سنة – و طلبت منه سحب البساط من تحت أرجل عبد الناصر و ذلك بالعمل على تشكيل تجمعات فلسطينية سياسية و قام بتنفيذ التعليملت ; فالتحق بجامعة فؤاد بالقاهرة و أسس اتحاد للطلبة الفلسطينيين , ومن هناك بدأ نجمه يصعد و كان خلال هذه الفترة يتردد على الاسكندرية للقاء تاجر يهودي معروف اسمه " ماركابي " قيل أنه كان حلقة الوصل بين عرفات و اسرائيل , و قد تم اكتشاف جثة "ماركابي" بعد أيام ووفقا لما ذكرته "جنان العرابي" – أول خطيبة لعرفات – فان "ماركابي" كان يجتمع مع عرفات في منزلها حيث كان على صداقة بابنتيه "مريم , راشيل" , و لكن جنان العرابي تتهم عرفات بقتل ماركابي , و لا يزال هذا الأمر لغزا الى اليوم 000 0
في عام (1957) اجتمع جمال عبد الناصر وشكري القوتلي واتفقا على خورة الملك سعود وأنه يجب التخلص منه , وبعد أقل من شهر رفع "آلون" – مسؤول المخابرات المركزية الأمريكية – تقريرا الى الملك سعود بان هناك تعاونا بين اسرائيل و بعض الأفراد داخل مصر , وأن هناك أكثر من خمسة تقارير وصلت الى اسرائيل واطلعت الولايات المتحدة عليها , وأن المخابرات الأمريكية من خلال أجهزتها الخاصة تأكدت من صحة المعلومات : بأن مجموعة تخريبية من المصريين و بالاتفاق مع عناصر من المعارضة السعودية سينفذون عملية اغتيال الملك سعود في أحد لقاءاته العامة , فقام الملك سعود بترحيل أعداد كبيرة من المصريين والقاء القبض على البعض الآخر وزجهم في السجون . نشطت المخابرات المصرية في التحري عن كيفية وصول المعلومات الى اسرائيل و دارت الشبهات حول ياسر عرفات ووضع تحت مراقبة الاستخبارات المصرية فهرب الى الكويت قبل أن يكتشف أمره .
كان كوهين يعلم أن المستقبل لأمين الحافظ لذا رمى شباكه حوله ... وهذا ما فعله عرفات فقد كان يعلم - من خلال الموساد- أن المستقبل في مصر للضباط الأحرار لذا رمى شباكه حول "كمال الدين حسين" و "خالد محي الدين" واستطاع من خلالهما التعرف بجمال عبد الناصر وقد اعترف عرفات بذلك في حديث أدلى به فيما بعد للصحافية التونسية "رشيدة مهران" التي وضعت كتابا عن عرفات , والتي يقال أنها كانت احدى عشيقاته , و التي يقال أيضا أن عرفات أمر باغتيال الرسام "ناجي العلي" لأنه أشار الى هذه العلاقة في احدى رسوماته .
في هذه الأثناء بدأت تتشكل طلائع فلسطينية ثورية من عدد من الطلبة الفلسطينيين منهم "خليل الوزير"-أبو جهاد-,"صلاح خلف" -أبو اياد-, "فخري شقورة" و "عبد الرزاق المجايدة" وكان من الطبيعي أن يندس عرفات بينهم , وبدأ يؤيد حركة فتح ويشاركهم اجتماعاتهم في ملتقاهم الأول ومركزهم التأسيسي شقة أبو جهاد في حولي "بالكويت" .
كانت المخابرات المصرية ترصد عرفات وتشك فيه لذا ظلت تتعامل معه بحرص , وهذا يفسر السر في أن عبد التاصر اختار "أحمد الشقيري" لزعامة منظمة التحرير , ويبدو أن هذا الاختيار هو الذي دفع عرفات الى الهرب من مصر والاقامة في الكويت على أمل أن يتمكن هناك من تشكيل تجمع عجز عن تشكيله في القاهرة , وكانت المسألة تبدو وكأنها سباق بين اسرائيل وعبد الناصر ; فعبد الناصر يسعى الى تأسيس منظمة التحرير , واسرائيل سعت في الوقت نفسه الى تأسيس منظمة بديلة بواسطة عرفات , ولم تكن مصادفة أن تظهر المنظمتان في وقت واحد تقريبا ; الأولى يترأسها أحمد الشقيري , والثانية يترأسها عرفات , وكانت اسرائيل تعلم أن النصر في الصراع على زعامة الفلسطينيين يعود الى الانجازات على الأرض التي يمكن أن يحققها هذا أو ذاك , لذا أوعزت الى عرفات بالبدء ببعض العمليات الفدائية المحدودة التي يمكن استخدامها في الدعاية والمزايدة على عبد الناصر مثل تفجير محطة مياه – وهي أول عملية عسكرية لفتح – ونفذ عرفات الأوامر وبدأ يدفع بسخاء للصحف اللبنانية لنشر الأخبار وتلميع صورة ثورته والمزايدة على أحمد الشقيري واتهام منظمة التحرير بأنها أداة بيد الأنظمة العربية ... كانت اسرائيل قلقة جدا من نمو منظمة التحرير وكان عرفات أكثر المعادين للمنظمة وقد حضر أول مؤتمر للمجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في القدس عام (1964) لغرض واحد هو التخريب على المؤتمر ... 0
وجاءت حرب حزيران (1967) نتيجة لتخطيط مسبق من الموساد أوجد الذريعة لاسرائيل كي تضرب مدينة "السموع" قرب الخليل بدعوى وجود قاعدة لعرفات فيها ... وحدث ما حدث ... واستغل عرفات النهاية المأساوية للحرب فسيطر على المنظمة و أصبح رئيسا لها ... 0
لم يتمكن عرفات من ملء الفراغ الذي كان يشكله أحمد الشقيري الخطيب المارد للهجة عرفات المصرية وضحالة ثقافته العربية أبعدته عن الجماهير , بعكس الشقيري الذي كان يلهب حماس الجماهير بخطاباته , وكان لابد من عمل ما لرفع أسهم عرفات عربيا وفلسطينيا اذ أنه لم يكن من السهل أن يصبح شخص غير معروف ويبرطم بالعامية المصرية زعيما للشعب الفلسطيني ... وتفتحت قريحة الموساد عن مسرحية "معركة الكرامة " ; كان العرب قد خرجوا من حرب حزيران مهزومين وكانوا بحاجة الى بطل ... وكانت السلطات الأردنية قد سمحت لعرفات وجماعته بالاقامة في مدينة الكرامة على مقربة من النهر وكان عددهم لا يزيد عن مائتين (200) وبدأت اسرائيل تشن حملة اعلامية كبيرة بدعوى أن جماعة عرفات يهددون أمنها , ولكن هذه الحملة لم تعط أكلها بين العرب , فقررت القيام بمناورةعسكرية استعراضية تشتبك خلالها مع جماعة عرفات ثم تنسحب بدعوى أنها خسرت المعركة وانتصر عرفات , فقد يرفع هذا من رصيده , وتقدمت مئات الدبابات الاسرائيلية فعلا عبر النهر ومن عدة محاور , ولاحظ المراقبون أن تقدمها لم يسبقه تمهيد ناري بالمدفعية مما يؤكد أن العملية كانت استعراضا لا أكثر ولا أقل , لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ; فقد تدخل الجيش الأردني بصورة لم تكن تتوقعها اسرائيل , انهالت قذائف المدفعية السادسة الأردنية على أرتال الدبابات الاسرائيلية التي كانت تعبر النهر باستهتار , كما أن المقاتلين الفلسطينيين لم يرضخوا لأوامر عرفات الذي طالبهم بالانسحاب الى جبال السلط بعد أن هرب على دراجة نارية الى عمان , وقاد "صبري البنا" مجموعته على التلال , وصمد "أبو اياد" في الكرامة , وقاد "أبو جهاد" المقاتلين في المعابر الغربية , واستبسلت قوات الحجاب الأردنية في اصطياد الدبابات الاسرائيلية , وتحقق مساء ذلك اليوم أول نصر من نوعه للعرب . وكما هو متوقع "نط" عرفات أمام عدسات المصورين وسرق النصر من زملائه ومن أبطال الجيش الأردني . ولم تكن الحالة العامة في الأردن تسمح باصدار توضيحات تكشف أكاذيب عرفات ودور الجيش الأردني في التصدي للاسرائيليين
ودور الجيش الاردني في التصدي للاسرائليين. فقد كان الملك حسين يرى فيما حصل انهاضا للحالة النفسية المنهارة لدى الشعب... وظن الناس ان عرفات هو الذي قاد العركة فارتفعت اسهمه, وأصبح خلال اقل من سنة اشهر من الحاكم الفعلي في الاردن.
كانت خطة اسرائيل منذ البداية تقوم على سرقة أي إنجاز فلسطيني ثوري, وعزله عن الجماهير وتدميره اولا بأول ... لذا فإنها وان كانت قد خطت لرفع اسهم عرفات فلسطينيا إلا أنها لم تكن راغبة في خروج المعركة التي يتزعمها عرفات عن الحجم الطبيعي حتى لا تتمرد عليه فينقلب السحر على الساحر وتشكل خطرا على إسرائيل لذا اصدرت تعليمات لعرفات بالعمل على محورين :
الأول: شل التنظيمات الفلسطينية الأخرى.
الثاني: التصادم مع الجيش الاردني.
وأنجز عرفات المهمة ببراعة فقام بشق صفوف الجبهة الشعبية إلى ثلاث جبهات , وقاد الفلسطينيين إلى حرب أهلية خاسرة مع الجيش الاردني إنتهت بمقتل عشرات الالاف , وخروج المقاومة من الاردن, وإفساد العلاقة الاخوية المتميزة التي كانت تربط الاردنيين بالفلسطينيين وهي العلاقة التي كانت تحسب لها اسرائيل الف حساب.
وصدرت التعليمات لعرفات ان ينقل وساخته الى بيروت " للعمل" وقاد الفلسطينيين هناك الى حروب خاسرة مع جميع الطوائف اللبنانية بلا استثناء الى ان قضى على الجالية الفلسطينية القوية في لبنان ودمر كل الخيوط التي ربطت بين الشعبين اللبناني والفلسطيني فأثار ذلك حفيظة بعض القادة الفلسطينيين , وشككوا في تصرفات عرفات وسلوكياته وإنفراده في اتخاذ القرار, فقرروا استبعاد عرفات عن القيادة , وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في لبنان وربطه بعلاقات وطيدة وأخوية مع جميع الطوائف اللبنانية , والعجب كل العجب أنه ما أن أحس عرفات بما جرى حتى قامت اسرائيل باغتيال جميع القادة الفلسطينيين الذين كان يمكن ان يشكل وجودهم خطرا على زعامة عرفات أمثال :
كمال ناصر, وكمال عدوان, وابو يوسف النجار, في بيروت عام 1973, وعلي حسن سلامة, و زهير محسن عام 1979, وما تبع ذلك من اجتياح اسرائيل لبيروت لتصفية الشعب الفلسطيني الصامد, وللتغطية نشرت اشاعات أسطورية عن سوبرمانية عرفات الذي يغير خط سير سيارته قبل دقائق من غارة اسرائيلية , او يصحو في منتصف الليل لينام في بيت اخر او ينتقل بطائرته الخاصة في سماء الشرق الاوسط دون ان تستطيع اسرائيل اكتشافه, علما انه لما سقطت طائرته في ليبيا كانت اسرائيل هي التي اكتشفت مكان السقوط والتقطت اشارات استغاثته ودلت الامريكان على موقع الطائرة !!!!!
كانت اسرائيل ترى من ابواب الخطر على وجودها وأمنها القدرات العسكرية الايرانية والعراقية في منطقة الشرق الاوسط, وكان لا بد لها من درء الخطر بهجوم اسرائيلي على كل من تلك الدولتين. وبعد مشاورات اسرائيلية وامريكية , تخوفت امريكا على مصالحها وعلى حلفائها من الدول العربية , فلطالما اسرائيل خططت لتصعيد الحرب الايرانية العراقية وإطالت امدها وتزويد الدولتين بالاسلحة لانهاك الطرفين المتحاربين.
ان اكبر مشكلة تؤرق اسرائيل وبل ويهود العالم اجمع هي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, وعلى رغم كل المحن والمؤامرات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني فقد ظلت الجالية الفلسطينية في دول الخليج تشكل قلقا لاسرائيل, فهي جالية كبيرة وغنية وقادرة على تمويل اية تحركات وثورات ضدها, لذا بات على اسرائيل الخلاص من تلك القدرات, وجاءت حرب الخليج فرصة ذهبية لاسرائيل للقضاء على هذه الجالية, وقام عرفات بدوره كاملا حسب تعليمات الموساد, حيث توجه عرفات يوم 28/7/1990 ( قبل احتلال الكويت بخمسة ايام) الى بغداد والكويت حيث كانت حالة القلق و التوتر بين البلدين ( وطبعا لبذر الشقاق و تأزيم العلاقات تحت اسم الوساطة ) لحل الخلافات وإنهاء الأزمة الكويتية العراقية ( وكان دوره مكملا لدور سفير امريكا في كل من بغداد والكويت ) فقابل الرئيس صدام حسين وسانده بمطالبة الكويت بعائدات النفط المستخرج من حقول نفط الرميلة الواقعة ضمن الحدود العراقية, و ام على العراق التمسك بحقوقه ومكاسبه وانه سيحاول مع امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح اقناعه بتلبية مطالب العراق. ثم توجه عرفات الى الكويت وقابل امير الكويت وابلغه ان العرب يرفضون المطالب العراقية تحت التهديد والوعيد كما ابلغه ان صدام حسين يهدد ويتوعد اما بدفع مبلغ 10 مليارات دولار فورا, او اللجوء الى القوة العسكرية, وربما احتلال الكويت بأكملها, مما اضطر امير الكويت لطلب الحماية الامريكية. فأعلن عرفات وقوفه وتأييده للرئيس العراقي فاستعدى الدول الخليجية كلها على الفلسطينيين دون مبرر فكانت الضربة التي لحقت بهم المسمار الثالث الذي دقته اسرائيل في الجسد الفلسطيني في المهجر.
لقد اصبح الفلسطيني يائسا ومحاربا ومطاردا اينما حل وكان هذا هو المخطط الاسرائيلي منذ البداية والذي نفذه عرفات بحذافيره ... لكن اسرائيل التي اهتمت بملاحقة وتدمير الفلسطينيين في الخارج غفلت عن ورقة رابحة أُحسن لعبها و هي ورقة الفلسطينيين في الضفة والقطاع, و جائت الانتفاضة التي تزعمتها "حركة حماس" البعيدة عن نفوذ عرفات بمثابة الاعصار الذي يهدد الطموحات الاسرائيلية كلها ويفشل المخططات العرفاتية, وكان لا بد من التحرك.
حاول عرفات شراء الناس في الداخل كما اشتراهم في الخارج فلم يفلح ... وبسبب الخسائر المتلاحقة في صفوف الاسرائيليين تقرر ان تكشف اسرائيل اوراقها بالكامل واوعزت الى عرفات بالمسرحية الاخيرة ... مسرحية الحكم الذاتي في اريحا و غزة ... وهدفها من هذه المسرحية ضرب حركة حماس في غزة من خلال حسابات يقودها عرفات من مكتبه في اريحا وقدمت له اسرائيل تعهدات وضمانات لحمايته الشخصية من الفلسطينيين والاسرائيليين فحياة عرفات بالنسبة لها غالية ... إنه الجاسوس الاطول عمرا ... والاكثر حظا ... فليست هناك موجات ( هندية ) تعطل عليه ارسالياته كما حدث لزميله كوهين ... والمذابح والماسي التي قاد الفلسطينيين خلالها لم تترك للمواطن الفلسطيني العادي لحظة واحدة ليسال نفسه : من هو عرفات هذا ؟؟؟ من هو أبوه و من هي أمه ؟؟؟ و لماذا لا تُعرف له عائلة او بلدة او عشيرة , مثل باقي خلق الله من الفلسطينين !!!!!.