منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سؤال
الموضوع: سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-19, 17:43   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للمحدث العلاّمة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن جرير بن عبدالله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والنّصح لكلّ مسلم. وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي رقيّة تميم الدّاريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الدّين النّصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم)).وهكذا أنبياء الله فهم ناصحون لأممهم فقائل منهم يقول: {وَأَنْصَحُ لَكُمْ }[الأعراف:62] ، ويقول آخر: **وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ }[الأعراف:79].
ونصيحتنا هنا لإخواننا أهل السنة من الجن، والجن هم كبني آدم فيهم الصالحون وفيهم الفاسدون الأشرار المردة كما قال الله سبحانه وتعالى حاكيًا عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً }[الجن:11]، وفي آية أخرى: **وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً }[الجن:14]
فمنهم الكافر الشرير المفسد، وفيهم الجاهل وفيهم السّني، وفيهم الشيعي، وفيهم الصوفي وقد جاء جنيّ إلى الأعمش فأذن له الأعمش أن يأكل طعامًا ثم سأله الأعمش: أفيكم أحدٌأو شيء من هذه النحل؟ أي من أصحاب الأهواء قال: نعم، ونجد شرهم الرافضة.وكانوا ربما يأتون إلى العرب، فقد قال قائل العرب:
أتوا ناري فقلت: منون أنتم؟ فقالوا: الجن، قلت: عموا صباحًا
وكانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد أرسلهم الشيطان عند أن منعوا من استراق السمع من السماء، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32) }[الأحقاف:29-32]فلما أرسلهم إبليس لينظروا ما الذي حدث ومُنعوا بسببه من استراق السمع ومن الصعود إلى السماء، رأوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي بأصحابه بوادي نخلة ‑وهو واد بين مكة والطائف‑ كما أخبرنا ربنا في الآيات التي تقدمت، وأيضًا في قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2)}[الجن:1-2]، فقد استجابوا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتأثروا بقراءته، ورجعوا دعاة إلى الله بسبب سماع القرآن.
وأما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يخبر بهم إلا أنه أخبرته شجرة كما جاء في "صحيح البخاري" من حديث ابن مسعود. والله سبحانه قادر على أن ينطق الشجرة، ويجعلها تكلّم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كانوا تسعة أحدهم يقال له: زوبعة.
وكما أخبرنا عز وجل فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، فقد جاء في "مسند الإمام أحمد" عن ابن عبّاس قال: خرج رجل من خيبر فاتّبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول: ارجعا ارجعا حتّى ردّهما ثمّ لحق الأوّل فقال: إنّ هذين شيطانان وإنّي لم أزل بهما حتّى رددتهما،فإذا أتيتَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرئه السّلام وأخبره أنّا هاهنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه.ومنهم من أسلم كما أخبرنا الله عز وجل: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57) }[الإسراء:56-57].
وقد كان الإنس يعبدون الجن كما في "صحيح مسلم" من حديث ابن مسعود فأسلم الجّنيون والإنس لا يعلمون بذلك فبقي الأنس على عبادتهم للجن، فأخبر الله وسفّه الإنس الذين يعبدون الجن. ويقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: **وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }[الإسراء:128].وقال في آية بعدها: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ }[الأنعام130].ففي هذه الآية الكريمة أنه أرسل إليهم وقد اختلف العلماء هل من الجن رسل، أم الرسل من الإنس؟ وظاهر الآية أن منهم رسلاً، ولا يضرنا ذلك.
وهم مجزيون ومحاسبون إن أحسنوا دخلوا الجنة، لأن بعض الناس يقول: إن الجن لا يدخلون الجنة، وليس عنده دليل لا من الكتاب ولا من السنة.
وقد تقدم قول الله عز وجل: ** يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }، فيقول بعدها: ** وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[الأنعام132].وقول الله عز وجل: ** إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ }[آل عمران:190]، ثم بعدها: ** فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ }[آل عمران:195]. ويقول عز وجل في كتابه الكريم: ** وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) }[الفرقان:63-75]، ويقول الله تعالى: ** إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }[الكهف:107].
فمن الجن مؤمنون، وهم مكلفون تشملهم الآيات القرآنية: ** قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) }[المؤمنون:1-11].
فالقول بأنّهم لا يدخلون الجنة هو قول باطل، ليس هناك دليل من الكتاب والسنة.موضوع الجن موضوع طويل لو كتب فيه كاتب لأخرج كتابًا مثل "بلوغ المرام" أو "رياض الصالحين" من حيث انقسامهم إلى مسلمين وكافرين، ومن تسلط الشياطين والجن على بني آدم، ومن حيث وسوسة الشياطين لبني آدم، فإن المعتزلة يقولون: إن الجن لا يسلطون علىبني آدم، ورب العزة يقول في كتابه الكريم:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ }[البقرة:275].وفي "صحيح البخاري" عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عبّاس ألا أريك امرأةً من أهل الجنّة؟ قلْت: بلى، قال: هذه المرأة السّوداء أتت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: إنّي أصرع وإنّي أتكشّف، فادع الله لي. قال: ((إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)). فقالت: أصبر، فقالت: إنّي أتكشّف فادع الله لي ألاّ أتكشّف، فدعا لها.









آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-09-30 في 02:46.