نص السؤال: اذا كنت امام موقفين متعارضين الاول يؤكد على ان اساس العدل هو الواجب فيجيب و يؤكد على ان العدالة تقوم على الحق " مع العلم كليهما صحيح و يدفعك القرار فى ان تفصل بينهما فما عساك ان تفعل.
تحليل السؤال:
المقدمة : طرح الاشكال... لقد واجه العلماء مشكلة محورية تتعلق باختلاف في تجسيد الصورة التى تتميز بها العدالة و بالتالي لم يتفقوا فى تحديد العنصر المحوري التى تتميز بها العدالة ان كان الحق ام الواجب و للاجابة عن هذا المشكل نعرف الحق الذى هو ما كان مطابقا لقاعدة محكمة سواء كانت قاعدة اخلاقية او دينية او قانونية و ينقسم الحق الى طبيعي فطري و حق مكتسب اما الواجب فهو الخضوع لقاعدة محكمة تلزمنا و يلزمنا بها الضمير الاخلاقي او الاجتماعي و يتمثل الواجب اما في الصلاة او في الصدق و الاخلاص و التضحية ون ظهر الرأيين المختلفان قأن الاول يؤكد على ان الواجب اساس العدل فحين يؤكد الاخر على العكس و من هنا يمكن طرح الاشكال التالي على أي اساس تقوم العدالة اعلى الحق ام على الواجب .وكيف اعمل لازيل هذا الجدل والاختلاف ويا ترى أي الرايين صحيح واصح من الاخر وكيف يمكن ان نوفق بينهما.
المضمون: محاولة حل المشكل:
الرأي الأول: يؤكد فلاسفة القانون ان الواجبات تأتي في المقام الاول و ان العدالة تعمل على ان تقوم بالناس بتطبيق الواجبات و لهذا ادعى كانط على اقامة الاخلاق على فكرة الواجب لذاته و مقتضي الواجب يكون السلوك الانساني بدافع الالزام من غير نتائج او اهداف فالواجب امر صوري منزه من كل الشوائب وخال من أي منفعة فهو غاية في ذاته فالصانع يجب عليه ان يتقن صناعته بغض النظر عن المنافع التي يحققها او ينال ثناء الناس على صناعته يقول كانط "الواجب قيمة اخلاقية تفرضها على انفسنا" كما ينطلق اوغست كونت من فكرة الواجب فالواجب حسية هو القاعدة التى يعمل بمقتضاها الشخصي و يفرضها العقل و العاطفة لذا ففكرة الحق يجب ان تختفى و تستبعد من القاموس الاجتماعي و السياسي و القانوني و ليس للانسان أي حق بالمعنى الصحيح فالمطالبة بالحق للاخلاق لأنها مبدأ فردي فحق الفرد هو حتمية الواجبات للاخرين و بالتالي فالعدل يقوم على اساس الواجب يقول كونت "ان مراغاة الواجب ترتبط بروح الجماعة اما الحق فانه يؤدي انكار كل حكومة".
الرأي الثانى يؤكد على ان اساس العدالة هو الحق فالمطالبة به ضرورية لتكوين العدالة معتدلة باعتبار ان الحقوق الطبيعية ملازمة لكينونة الانسان فهي بمثابة حاجيات بيولوجية .يتوقف عليها الوجود الانساني و هي واضحة لا تحتوي على أي امور مثل حق الحياة و العيش و النوم ....و لا يمكن لأي كان اسقاط هذا الرأي و ان الحق هو الذي يحقق العدالة عندما يمتلك كل شخص حقه فهو لا يحتاج الي العنف حتي يمتلكه و بالحق تتحقق العدالة كما يعتقد مارتن لوثر كينغ و يعترف بان المطالبة بالحقوق تكون بالطرق السلمية و اخلاقية لأنه لا بد للانسان ان يمارسها و ينالها بالطرق الشرعية حتي تتحقق العدالة. التركيب: ان تقديس الحق على الواجب يؤدي الى اختلال توازن الحياة فالحق دائما ملازم الواجب مما يجعله مطلق و ان العدالة تقوم على مبدا تساوي الحق مع الواجب أي مبدا المساواة الذي هو المفتاح الرئيسي للعدالة يقول سيشرون "اننا خلقنا للعدالة و ان الحق يسند لا الى شيئ اخر.
الخاتمة :حل المشكل: ان عمل أي فرد و الوجب الذى يؤديه ينتظر من ورائه حقا و هذه حقيقة لا يمكن انكارها و تجاوزها فلا يوجد قانونا وضعي يفرض الواجبات على الافراد دون ان يقر لهم حقوقهم و الا كنا امام عدالة غير معتدلة الواجب التزام قبل الفرد و الحق مكسب اجتماعي و منه نستنتج ان هنالك تناسب بين الحقوق و الواجبات و هذا ما يؤدي الى تحقيق العدالة
تمت بالخير وعمت ت ح