ب: من منكرات الوليمة:
أولاً: دعوة الأغنياء وذوي الجاه، وترك الفقراء:
*وهذا لا يجوز لقوله "صلَّى الله عليه وسلَّم" : (( شرُّ الطعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويُمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله)) (رواه مسلم).
وقال "صلى الله عليه وسلم" : (( لا تُصاحب إلَّا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)) رواه أبو داود، وإسناده صحيح.
ثانياً: الإسراف والتبذير مع ما يصحبه من مباهاة
ولقد ذمَّ الله الإسراف في اثنتين وعشرين آية من القرآن، وعاب فاعله، قال تعالى: ((وَالّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً))، (الفرقان:67)
وقال عز وجل: ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))، (الأعراف:31).
ثالثاً: إحضار المغنييِّن والمغنيَّات والأشرطة التي فيها غناء وموسيقى واستخدام المكبَّرات:·
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (( إنَّ بعض الناس- ليلة الزفاف- يجمع المغنيات بأجور كثيرة ليغنين. والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر، وإنَّما المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة، الموجب للفتنة. وقد كان بعض المغنيات يأخذنَ الأغاني المعروفة التي فيها إثارة للشهوات، وفيها إلهاب للغرام والمحبة والعشق، ثم إن هناك محذوراً آخر يصحب هذا الغناء، وهو ظهور أصوات النساء عالية في المكبر. فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فيحصل بذلك الفتنة لا سيِّما في هذه المناسبة، وربَّما حصل في ذلك إزعاج للجيران لا سيما إن استمرَّ ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل.
*وعلاج هذا المنكر أن يقتصر النساء على الضرب بالدف وهو المغطى بالجلد من جانب واحد، وعلى الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت، فإن الغناء في العرس والضرب عليه والدف مما جاءت به السُنة)). [من منكرات الأفراح، ص 5]
*وأخيراً:تنبيه على عادتين جاهليتين:
الأولى: تهنئة الجاهلية:
*فمن العادات المنكرة تهنئة العروسين بقولهم: ((بالرفاء والبنين))
يقول الدكتور صالح السدلان: (( وهذه الضلالة الشائنة والعادة السيئة شاعت في عصر الجاهلية وهي تهنئة جاهلية..
*ولعلَّ الحكمة في النهي عن استعمال هذا الأسلوب في الدعاء للمتزوِّج بالرفاء والبنين هي: مخالفة ما كان عليه أهل الجاهلية لأنهم كانوا يستعملون هذا الدعاء، ولما فيه من الدعاء للزوج بالبنين دون البنات، ولخلوه من الدعاء للمتزوجين، ولأنه ليس فيه ذكر اسم الله وحمده والثناء عليه)).
وإنما الوارد في السُنة أن يقال للعروسين: (( بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في الخير)). [الأحكام الفقهية للصداق ووليمة العرس، ص112 بتصرف]
الثانية: شهر العسل:
·شهر العسل من العادات المنكرة والظواهر السيئة، وهو أن يصحب الزوج زوجته ويسافر بها قبل أو بعد الدخول عليها إلى مدينة أو بلد آخر. وهو من عادات الكفّار، ويزيد هذا السفر قبحاً إذا كان إلى بلاد الكفار إذْ يترتَّب عليه مفاسد كثيرة وأضرار تعود على الزوج والزوجة معاً؛ إذْ قد يتأثر الزوج بمظاهر الكفار من تبرج واختلاط وإباحيَّة وشرب وخمور وغيرها فيزهد في دينه وعاداته الطيَّبة، وتتأثَّر المرأة كذلك فتخلع تاج الحياء وتنجرف في تيار الفساد. وليس قليلاً إذا قلنا إنَّه من التشبه بالكفار المنهي عنه شرعاً.
·ونسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هذه المنكرات، ويهدينا جميعاً إلى سواء الصراط، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لسماحة الشيخ:عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
وفضيلة الشيخ:محمد بن صالح العثيمين.
إعداد:
القسم العلمي بمدار الوطن.
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالجموم.
تم تفريغ هذه المطوية من قبل/ مجموعة آل سهيل الدعوية.
تحت إشراف/ سهيل بن عمر بن عبد الله بن سهيل الشريف
.