منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السلفية منهج ام مذهب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-26, 16:40   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

حوار حول السلفية !!

واجهت الامة الاسلامية خلال القرنين الاخيرين غزوا فكريا وثقافيا مكثفا مما كان له اكبر الاثر واسوأه فلقد ساهمت الدراسات الاستشراقية والجامعات الغربية في صياغة الشخصية العلمية والفكرية لطائفة من ابناء المسلمين الذين زاد من انبهارهم بالمدنية الغربية ومخرجاتها تلك البعثات الاولى الى الخارج فكان لمثل هذه البعثات كاثر الصدمة الثقافية التي افرزت طلائع التغريبيين .
فانطلقت هذه الطلائع المسلوبة في ممارسة دورها المشبوه الذي رسمه اساتذتها المستشرقون بدقة وبحماس شديد وانطلقت خلف سراب التقدم والتحديث واعادة تشكيل العقل المسلم بما يتلائم والقيم الجديدة واتخذت من الهجوم على الموروث الحظاري للمسلمين شعارها الدائم بدعوى التجديد تارة وبدعوى الموائمة تارة اخرى و العجيب انك لا تكاد تقف على نمط من انماط السلوك او اتجاه من الاتجاهات الفكرية او مذهب من المذاهب الادبية او نوع من انواع القيم الغربية الا وتجد صداه عند هذه الطائفة وهذا التيار
ولعل اهم ما يميز هذه الطلائع والافكار الوافدة مع رياح التغريب عداؤها الشديد للسنة واهلها واحتقارهم لحملتها وتهكمهم بدلالتها ويظهر هذا الاتجاه جليا من خلال :

1-الاستهانة باحكام الله وشرعه والجراة على الفتوى والقول على الله بغير علم

2-استباحة الخوض في امور الغيب التي لا يعلمها الا الله وليس للعقل قدرة على تصورها فضلا عن الحكم عليها وعدم احترام مقررات الوحي بشانها

3-الحط من اقدار اهل الحديث ووصفهم بالنصية وقتل روح التشريع تمهيدا لنقض الشريعة والتحلل من واجباتها
4-احياء تراث الفرق البائدة واسبال هالة التقديس عليها بدعوى التسامح وحرية الاعتقاد

5-الجراة على احياء الشبهات والآراء الشاذة

6-اعتبار انتصار اهل الحديث وهزيمة الفرق الكلامية نكسة تاريخية وضررا بالاسلام والمسلمين وعاملا من عوامل التخلف والرجعية

7-الدعوة الى تفسير القرآن والسنة بالاهواء وتاويلها تاويلا عقلا نيا جديدا دون اعتبار للمنهجي الشرعي في التلقي والاستدلال


اقول :
في ظل هذه الهجمة الشرسة على الاسلام اصولا وفروعا برز في مقابل تيار التغريب تيار آخر هب للدفاع عن تراث المسلمين وحضارتهم والتصدي لمحاولات طمس الهوية الثقافية لامة الاسلام والرد على شبهات المستشرقين وانبرى لعلاج الخلل المنهجي الذي يعيق المسلمين عن التقدم والعودة الى المكانة التي تؤهلهم لها مقدراتهم ومسؤوليتهم بوصفهم اصحاب الرسالة الخاتمة واهلها وحاول هذا التيار الاصيل جهده في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي بثها تيار التغريب واعادة بعث الدفئ في العلاقة بين المسلمين والاسلام

اقول :
في ظل هذه المعركة الحامية الوطيس ظهر الى السطح مصطلح جديد القى بضلاله على الحياة الفكرية والادبية للمسلمين وشغلا حيزا مهما من السجال الفكري الدائر
ظهرت السلفية من جديد لتؤدي دورها الذي لم تتخل عنه لحظة واحدة في تاريخنا الاسلامي الطويل فمن عهد الدارمي الى عهد الامام احمد ومن عهد شيخ الاسلام ابن تيمية الى عهد محمد ابن عبد الوهاب برزت السلفية كاتجاه عام فريد من نوعه مميز في اصوله وقواعده عميق في طرحه وجذوره طموح في اهدافه وغاياته
اتجاه يدعوا الى :

1-الرجوع إلى القرآن العظيم، والسُّنَّة النبوية الصحيحة، وَفَهمُهُما على النهج الذي كان عليهِ السَّلَف الصالح رضوان الله عليهم، عملاً بقول ربنا جلَّ شأنه: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ))، وقوله سبحانه: (( فَإِنْ ءَامَنُوا بِمِثْلِ مَا ءَامَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا)).

2-تصفية ما علِق بحياة المسلمين من الشِّرك على اختلاف مظاهره، وتحذيرهم من البِدَع المُنْكَرة، والأفكار الدخيلة الباطلة، وتنقية السنة من الروايات الضعيفة والموضوعة، التي شَوَّهَت صفاء الإسلام وحالت دون تقدم المسلمين، أداءً لأمانة العلم، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يَحْمِلُ هذا العِلمَ مِن كُلِّ خَلَفٍ عُدولُه، يَنْفون عنهُ تحريفَ الغالينَ، وانتِحالَ المُبطِلينَ، وتأويلَ الجاهلين ))، وتطبيقاً لأمر الله عز وجل: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))

3-تربية المسلمين على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه، التي تَكْفُلُ لهم رِضوانَ الله، وتُحَقق لهم السعادة والمجد، تحقيقاً لوصف القرآن للفئة المُسْتَثناة من الخسران: (( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ))، ولأمره سبحانه: (( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ))

4-إحياء الفكر الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة، وعلى نهج سلف الأمة، وإزالة الجمود المذهبي، والتَّعَصُّب الحزبي، الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين، وأبعدهم عن صفاء الأخوة الإسلامية النقية، تنفيذاً لأمر الله جل وعلا: (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ))، وقوله صلى الله عليه وسلم : (( وكونوا عبادَ الله إخوانا )).

5 - تقديم حلول إسلامية " واقعية " للمشكلات العصرية الراهنة، والسعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على مِنهاج النبوة، وإنشاء مجتمع رباني، وتطبيق حكم الله في الأرض، انطلاقاً من منهج التصفية والتربية المبني على قوله تعالى: (( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ))، واضعين نُصب أَعيُنِنا قول ربنا سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ))، وتحقيقاً للقاعدة الشرعية: " من تعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه ".

فالسلفية اذا : ((هي الاتجاه المقدم للنصوص الشرعية على البدائل الاخري منهجا وموضوعا الملتزم بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي اصحابه علما وعملا المطرح للمناهج المخالفة لهذا الهدي في العقيدة والعبادة والتشريع ))

السلفيون واشكالية المنهج :يرجع الحديث عن "اشكالية" المنهج عند السلف الى محاولة فهم وادراك الاصول والقواعد التي ربطت بين طائفة من العلماء المباينين للدوائر الكلامية بمدارسها المعروفة ذلك ان المتابع للحركات الفكرية المناوئة للفرق المنشقة يعثر وبسهولة على ملامح عناصر ثابتة لتيار اسلامي اصيل يعبر عن عقائد غالبية المسلمين ظل يعارض منذ البداية كافة الانشقاقات التي خالفت الاصول الاسلامية الصحيحة
كما يتوقف على حل هذا "الاشكال" فهم العديد من القضايا الكلامية المتعلقة بصحة الفهم وصدق التصور ويظهر ذلك جليا من خلال :

1-التوجيهات الشرعية التي قررها الوحي لرسم الاطار المنهجي العام للعلاقة بين الشرع والعقل

2-النظر في التاريخ الاسلامي ومحاولة تفسير الانشقاقات المتكررة عن النهج الاسلامي الاصيل

3-محاولة فهم اثر الرواسب الفكرية للفرق المنشقة في رسم العلاقة بين التجمعات الدعوية الكبرى في العصر الحديث


فالمنهج بهذا الاعتبار هو:
المسلك الذي سلكه الصحابة والتابعون والطريقة التي امتازوا بها عن غيرهم سواء في التصورات العقدية او المنطلقات الفكرية او القيم السلوكية التي التزموها في مواجهة التحديات او التفاعل مع الاحداث
فالمنهج اذا هو منهج الاسلام نفسه يقول تعالى "وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"[الأنعام:153].
ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والنسائي بإسناد صحيح، عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ... "[الأنعام:153] ))
وهوايضا ذلك المنهج الرباني الجامع المتكامل سواء في التصورات والمفاهيم او في السلوكيات والقيم
..... يتبع
...................................
سآتي على ذكر المراجع .. آخر المقال
ومن اراد التفصيل عاجلا غير آجل فعليه بما قرره الاستاذ الاديب محمود شاكر في كتابيه اباطيل واسمار ورسالة في الطريق الى ثقافتنا