منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تأملات في صراعنا مع اليهود
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-26, 15:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

كرة بني اسرائيل


وانقضى عهد النبوة و الخلافة الراشدة و ابتعد المسلمون عن القرآن شيئا فشيئا ، فتفرقت بهم السبل ، وغرقوا في بحر الفرقة اللجب ، فاستوت بهم سفينة الافتراق على صخرة التنازع ، حتى بلغوا الفشل و ذهبت ريحهم .
و في غفلة من المسلمين و بُعد عن دينهم لملت فلول الشرذمة الخبيثة قواها المبعثرة ، واعاد الكرة على شر خلف لخير سلف ، فأذلوهم و اذاقوهم العذاب و التشريد و التنكيل و التضييق الوانا ، وانهالت المساعدات على دولة الصهاينة ، ذلك الطفل المدلل للمعسكرين الشرقي الشيوعي و الغربي الرأسمالي ، فالأول يمدها بالرجال ، والثاني يمدها بالأموال ، فأصبح يهود أكثرنفيرا من المسلمين الذين وصلوا في هذه الآونة الى حال لا نظير لها في تاريخهم الطويل ؛ فإن الخط البياني لوجودهم الروحي و العسكري يمس القاع .
ولدت دولة اليهود في وقت هان كثير من المسلمين فيه على الله ، و على الناس و على أنفسهم ، فالغرب الصليبي في عنفوان قوته ، وعندما قرر إقامة دولة يهود على أنقاض شعب فلسطين المسلم ، لم يحسب للعرب المسلمين أي حساب ، ولم يقدر لوجودهم أي قيمة ، أما الشرق الشيوعي الذي تبوات روسيا قمته ، فقد كان ينظر للمسلمين على انهم امة تافهة تائهة ، ويرمق حكامهم بازدراء و من ثم أيدت روسيا وجود دولة يهود و قررت إزالة أهل فلسطين ، وشاركت الغرب الصليبي في اقذر جريمة .
و لماذا نلوم أعداءنا على هذا المسلك؟ فهم قوم يخدمون مصالخهم و اهدافهم و قد استجابوا بهذه الفعلة مع طبيعتهم ، إنما تقع اللائمة على كثير من المسلمين الذين نسوا الله ، فأنساهم انفسهم ، الذين يأبون الاسلام شعارا لهم في المجال العالمي ، أو حياة لهم في الميدان الداخلي .
و قامت دولة المسخ اليهودي في فلسطين على قدميها وسط المسلمين المشدوهين ؛ ولذلك قد يقول قائل : إن عدد المسلمين اليوم يزيدون عن الف مليون نسمة ، و اليهود لا يتجاوزون بضعة ملايين .... نقول له : على رسلك فإن المراد ان بني اسرائيل يصبحون اكثر نفيرا من المؤمنين المخلصين ؛ لأن الصراع الحقيقي بين الفرقة الناجية التي تمثل الحق و بين جماهير الباطل مهما اختلفت ألوانهم و جنسياتهم.
عن عمران بن حصين – رضي الله عنهما - : " لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوئهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال "


ومن المعلوم: ان اليهود من اتباع المسيح الدجال .



و أمر آخر فإن كلمة (نفير) تعني : القوم الذين يتنافرون الى القتال ، واليهود من هذه الناحية قد فاقوا المسلمين من حيث القوة و التدريب و التجهيزات العسكرية و الاستعدادات الحربية مصداقا لقوله تعالى "وجعلناكم أكثر نفيرا"



و هذه الكرة تأديب لكثير من المسلمين الذين نسوا منهج الله و فتنوا بمناهج الأرض، فأرادوا التحليق في الدنيا بجناح المادة، فخذلهم جناخ الايمان، فكبكبوا على وجوههم، و يكبوا على مناخرهم، و الله إذا أراد تأديب قوم انسلخوا عن منهجه بعدما كانوا مؤمينن به،سلط عليهم قوما يرقبون فيهم إلا و لا ذمة.




و لكن هذه الكرة لن تطول بإذن الله ذي الحول و الطول، ففي هذه الآيات تعبير بحرف العطف (ثم) الذي يفيد الترتيب مع التراخي، و التاريخ أثبت بدون شك أن كرة بني إسرائيل حدثت بعد مدة طويلة بل بعد قرون من الإفساد الأول، و لكن التعبير القرآني عن الإفساد الثاني يستخدم حرف العطف (الفاء) الذي يفيد الترتيب مع التعقيب إعلاما للمسلمين أن الكرة و الزهو و الخيلاء لن تطول، إنما هي فترة محدودة وجيزة تم تمكنهم من التجمع في الأرض المباركة كي يلقوا مصارعهم هناك بإذن الله على يد جند الله من عباد الرحمن الذين يحققون في أنفسهم و مجتمعهم العبودية الخالصة لله وحده، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.




الإفساد الثاني




و أصبح لليهود في بيت المقدس واقع، فعاثوا في الأرض فسادا، و قتلوا النساء و الشيوخ و الولدان الذين لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا، و خرقوا مسرى رسول الله و مزقوا كتاب الله، و عم الفساد و كم و بلغ ذروته حيث العهر و الفجور و الرذيلة، و القتل، و استباحة أعراض المسلمين، و سلبهم و التنكيل بهم و نقض العهود و المواثيق.



إذن، فالإفساد الثاني مستمر، و هو الآن – و الله أعلم- في قمة علوه و عربدته، لأن ليس بعد هذا الإفساد إفساد.



أيوجد إفساد أعظم في تحريق بيوت الله؟



أيوجد إفساد أشد من تمزيق كتاب الله و ركلته بالأرجل؟




أيوجد إفساد أكبر من إعلان الحرب جهارا نهارا على الاسلام و دعاته؟



إن هذا –وأيم الله- لهو قمة الفساد.




و جميع المحاولات التي طرحت لحل الخلاف العربي اليهودي، و لتسوية قضية مسلمي فلسطين باءت بالفشل الذريع و الخسران المبين، لأن الأمر كله بيد الله لا بقرارات (هيئة الأمم) و (مجلس الفتن).




و أمامنا اليوم بسطة من الأدلة و وفرة من البراهين تتيح القول: بأن قضية فلسطين غدت سلعة للمساومة و التراضي بعدما عجزت الأطراف المشاركة في (اللعبة) من التوصل الى حل يشبع رغبات و ميول الجميع، و لكن الأخطبوط الصهيوني لا يفتأ يمد أذرعه السامة بين الفينة و الفينة، ليجد فريسة يحقق على كاهلها مآربه التورانية – و مما هو جدير بالقول أن هذا ديدن اليهود قديما و حديثا، فلعل مسلمي فلسطين بخاصة يستفيقون من غفوتهم التي كبكبوا فيها، لأنهم تنكبوا جادة الحق و الصواب – و هاكم دليل من التأريخ المعاصر نسوقه للعبرة و التذكير .... فهل من مدكر؟



يعتمد الصهاينة الى رشوة الزعماء و الحكام لتحقيق أهدافهم التلمودية، و لبناء وطنهم في أرض الميعاد المزعومة على أنقاض الشعوب المغلوبة على أمرها ... و لكن المعصوم من عصمه الله،فعندما عقدوا مؤتمر (بال) و قررت الشرذمة المشرذمة أن تجمع فلولها في أرض الميعاد المزعومة، صمموا على إتباع السبل الشيطانية المغرية في البداية ليتجنبوا المواجهة المباشرة مع مسلمي فلسطين، فعرضوا على السلطان عبد الحميد – رحمه الله – مبالغ طائلة – و كان في مأزق اقتصادي- بشرط أن يسمح لهم بالهجرة الى فلسطين فرفض .



و في سنة 1941 حاولوا رشوة الملك عبد العزيز – رحمه الله- فأوفدوا الكولونيل (هوسكنس) من كبار موظفي القسم الشرقي في وزارة الخارجية الأمريكية في محاولة لإقناع الملك عبد العزيز بالتنحي عن قضية فلسطين مقابل عشرة ملايين جنيه استرليني ذهبا، فلما علم الملك عبد العزيز بذلك رفض أن يبحث مه (هوسكيس) الأمور التي تتعلق بفلسطين، فعاد (هوسكنس) من مهمته بخفي حنين.



و زعماء اليهود و أنصارهم ما انفكوا يعلمون منذ أعطاهم (بلفور) وزير خارجية الانجليز
ما لا يملك ووعدهم بإنشاء وطن قومي في فلسطين عام 1918 و بشتى الوسائل و مختلف الأساليب على تحقيق مآربهم و أهدافهم و غاياتهم/ و إن تغنوا بالسلم و السلام و حفظ الجوار و المعاملة بالمثل، فإن هذا كله شنشته عرفناها من أخزم.




و في الآيات لفتة لغوية رائعة فلم يذكر الله –سبحانه- دخول المسجد الأقصى في المرة الأولى منفصلا مستقبلا، لأنه كان طليقا منهم، و ذكره في المرة الثانية ملحقا مع ذكر الدخول....فما نكتة ذلك؟




الآيات تتحدث عن اذلال بني اسرائيل، و أن المؤمنين المخلصين لله سيتبرون ما علا اليهود، و سوءون وجوههم، فدخول المسجد الأقصى في المرة الأولى لم يكن اذلالا لبني اسرائيل لأنه كان تحت سيطرة الرومان، بينما في المرة الثانية سيكون اليهود فيه ودخوله و هم في اذلال و مسخ و هوان لهؤلاء المغضوب عليهم "و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة" لأن الآيات تدل على أن المسلمين المخلصين الممثلين في الفرقة الناجية سيهزمون اليهود، و ينكلون بهم، و سيدخلون المسجد الأقصى، ليستعيدوا هذه الضالة من الأمة الضالة، و هذا يعني : ان اليهود سيكونون في البيت المقدس حيث المسجد الأقصى، و ها هم اليوم اتخذوا القدس عاصمة أبدية لهم، كما يزعم سادتهم و كبراؤهم