ما فعله هذا الرجل خطأ قطعا، فإن نصح الناس وتوجيههم لا ينبغي أن يكون بالطرائق المنفرة، ولا ينبغي أن يرى نصحَ الناسِ عبئًا عليه بحيث يكتب لهم ورقة أو يقول لهم كلمة ثم يقول لهم: أقمتُ عليكم الحجة!!!!
فإن المخطئ ينبغي أن ننظر إليه بعين الرحمة لا بعين الانتقام، حتى إن فاعلي الكبائر ينبغي أن نبغضَهم بما عندهم من فسوق، ولكن ننظر إليهم بنظر الرحمة من جهة أخرى: كون إبليس قد تسلَّط عليهم، فأغواهم، كما قال ابن القيم في نونيته:
واجعل لوجهك مقلتين كلاهما ---- من خشية الرحمن باكيتان
لو شاء ربك كنتَ أيضا مثلهم ----- فالقلب بين أصابع الرحمن
هذا في أصحاب الكبائر، فضلا عمَّن لا ترتقي معصيتُه إلى أن تكون كبيرةً.
فالرفقَ الرفقَ.