منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مواضيع يجب التنبه لها والحذر منها - لم يخل منها منتدى.للأخوين المهاجر إلى الله و أبو الشفاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-25, 16:16   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
الماسة الزرقاء
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الماسة الزرقاء
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام الحفظ وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي


الجواب :
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيراً
الكلام في الإعجاز العددي دحضمزلّـة ، ومزلق خطير !
والملاحظفيه كثرة التكلّف ، والتعسّف للقول بموجبه .

ففي هذا السؤال :
مُقارنة السحر بالفتنة في الأعداد ..
والفتنة في القرآن ليست مقصورة على السّحر ، بل تُطلَقعلى الكفر وعلى الفتن الصِّغار والكبار
فمن إطلاق الفتنة على الكُفر قوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّمِنَ الْقَتْلِ) وقوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .
ومن إطلاق الفتنة في القرآنعلى الفِتن الصِّغار قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْوَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وقوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْفِتْنَةٌ) .
وقد تُطلق الفتنةعلى ما يتعلق بالعذاب الأخروي ، كقوله تعالى : (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْشَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) .
ولا أعلم أن الفتنة أُطلِقتعلى السِّحر إلا في موضع واحد في قوله تعالى : (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍحَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) .

وهذا على سبيل المثال ،وإلا تتبع هذه الأشياء المذكورة يحتاج إلى وقت .
كما أنهم قد يعتبرون اللفظ أحيانا دون ما يُقابِله منمعنى .

كما في حساب عدد ذِكرالأيام أو اليوم ، فإنه قد يعتبرون اليوم الآخر في حساب الأيام ، وقد يعتبرونالأيام بمثابة كلمة يوم ، ثم هذا الناتج المتوصّل إليه أي إعجاز فيه؟!

فالعدد ( 365 ) ماذايُمثّل ؟!
السنة المعتبرة عندالمسلمين هي السنة الهجرية ، وهي أقل من ذلك !

وأما التكلّف والتعسّف فهو واضح في الوصول إلى نتائج بعدعمليات حسابية مُعقّدة !
كما فيمسألة حساب نسبة الماء إلى اليابسة ، فإنهم لم يتوصّلوا إلى ما توصّلوا إليه إلابعد عمليات حسابية مُعقّدة .
وهذا من التكلّف ، وقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليهوسلم : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَالْمُتَكَلِّفِينَ ) .

فلايَجوز مثل هذا التكلّف والتعسّف .
كما لا يجوز ربط مثل هذه الأعداد بما لا يُقابِلها ، كما رأينا فيالفتنة مع السِّحر !

وقبلسنوات حدّثني أحد الزملاء عن الإعجاز العددي عند شخص اسمه ( رشاد خليفة )
فقلت له : إن الأعداد في القرآنغير مقصودة ، خاصة أرقام السور والآيات ..
ثم بعد فترة إذا بهذا الشخص الذي يقول بالإعجاز والذي توصّل إلى إعجازعددي بزعمه يَزعم أنه ( رسول ) ! وتوصّل إلى ذلك بموجب القيمة الرقمية لاسمه !!
وتوصّل إلى أن القرآن فيهزيادة ونقص نتيجة القول بالإعجاز العددي ..
كما تبيّن أنه بهائي المعتقد ..
ولبّس على الناس بمثل هذا الكلام ليتوصّل إلى إيصال الرقم ( 19 ) الذيتُقدّسه البهائية الكافرة ، الذين يُؤلِّهون البهاء !

إلى غير ذلك مما هو موجود عند ذلك الشخص مما هو ضلالمُبين ، وكفر محض .

فليُحذرمن هذا المزلق الخطير .
ولِنعلمأن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية ودلالة وإرشاد للعباد .

كما أن حقائق العلم الحديثليست قطعية الثبوت ، حتى تلك التي يُسمونها " حقائق عِلمية " .

يقول سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائقالنهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعةالوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذهالحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بمايسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائقالقرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانتالأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربهوظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائيةالقرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .

والله تعالى أعلم .