قال ابن القيم رحمه اللَّه في كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (7/1ـ8):
( وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم ، والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر اللَّه ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ، فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله، فسلم في محبة اللَّه مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه ، والإنابة إليه والذل له ، وإيثار مرضاته في كل حال ، والتباعد من سخطه بكل طريق وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده .
فالقلب السليم: هو الذي سلم من أن يكون لغير اللَّه فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى؛ إرادة ومحبة ، وتوكلاً ، وإنابة ، وإخباتاً ، وخشية ، ورجاء ، وخلص عمله لله، فإن أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في اللَّه ، وإن أعطى أعطى لله ، وإن منع منع لله ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسوله صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم...) إهـ.