- (ومعرفة نبيه) وهو محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه هو الذي أُرْسِل إلينا.
ومعرفتُه تكون بالدلائل الشرعية، كقوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، وكقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)، وغيرها من الآيات.
وتكون أيضا بالدلائل العقلية أيضا، وهو بالنظر فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشريعة الغراء -من عند ربه-، التي فيها صلاح للبشرية جمعاء، صلاحٌ لدينهم ودنياهم.
وكذلك: ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب التي صدَّقها الواقع، فيُقطَع بأنه مُرْسَلٌ من عند الله، وأن الله تعالى أعلمه ببعض أمور الغيب، (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
- (ومعرفة دين الإسلام) وهو هذا الدين، فـ (ال) فيه للعهد.
وإلا فإن الشرائع السابقة: إسلام، كما قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، وقال الله تعالى عن موسى عليه السلام: (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)......... وغير ذلك من الآيات.
ولكن لما أُرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، صار الإسلام هو ما جاء به، وما خالفه ليس من الإسلام، والله لا يقبل إلا الإسلام.
- (بالأدلة) هو جمع (دليل)، وهو في الأصل: المرشد إلى المطلوب، كما قال العمريطي في نظم الورقات:
وحد الاستدلال قل ما يجتلب ----- لنا دليلا مرشدا لما طُلِب
- واصل الدليل يكون في الحسيات، وهو من يدل على الطرق الوَعِرَة، كما قال الشاعر:
إذا حَـل دَينٌ لأحْصَبِيٍّ فقل له ---- تزوَّد بزاد واستَعِن بدليلِ
سيُصْبِح فوقي أقتَم الريش واقعًا ----- بقَالِي قَلى أو مٍن وراءِ دَبِيلِ
- ثم استُعْمل الدليل في كل مُرشدٍ للمطلوب، ومنه أدلة الشرع.
وبعضهم يُعرف الدليل -في الاصطلاح- بقوله: هو ما يُوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري! ولعل الأول أوضحُ.
- وقوله: (بالأدلة) يرجع إلى الجميع، لا إلى الأخير -وهو دين الإسلام-، هذا هو الظاهر.
والعلم عند الله تعالى
يُتبع..................