منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الظلم .........الظلم ظلمات يوم القيامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-12, 15:58   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

« الظلم ظلمات يوم القيامة »


عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« الظلم ظلمات يوم القيامة »

متفق عليه .

هذا الحديث فيه التحذير من الظلم ،

والحث على ضده ، وهو العدل .

والشريعة كلها عدل ، آمرة بالعدل ، ناهية عن الظلم .

قال تعالى :

{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } .

[ الأعراف : 29 ]

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } .

[ النحل : 90 ] .

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ

مُهْتَدُونَ }
.

[ الأنعام : 82 ]

فإن الإيمان أصوله وفروعه ، باطنة وظاهره - كله عدل ، وضده

ظلم .

فأعدل العدل وأصله :

الاعتراف وإخلاص التوحيد لله ، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى ،

وإخلاص الدين والعبادة له ، وأعظم الظلم ، وأشده الشرك بالله ،

كما قال تعالى :

{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } .

[ لقمان : 13 ]

وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه ،

والقيام بالحقوق الواجبة ، والظلم عكسه ،

فأعظم الحقوق وأوجبها :

حق الله على عباده : أن يعرفوه ويعبدوه ، ولا يشركوا به شيئا ،

ثم القيام بأصول الإيمان ،

وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ،

وحج البيت الحرام ، والجهاد في سبيل الله قولا وفعلا ،

والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر .

ومن الظلم :

الإخلال بشيء من ذلك ،

كما أن من العدل : القيام بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم

من الإيمان به ومحبته ، وتقديمها على محبة الخلق كلهم ،

وطاعته وتوقيره وتبجيله ،

وتقديم أمره وقوله على أمر غيره وقوله .

ومن الظلم العظيم :

أن يخل العبد بشيء من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الذي

هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ،

وأرحم بهم وأرأف بهم من كل أحد من الخلق ،

وهو الذي لم يصل إلى أحد خير إلا على يديه .

ومن العدل :

بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وأداء حقوق الأصحاب والمعاملين .

ومن الظلم : الإخلال بذلك .

ومن العدل : قيام كل من الزوجين بحق الآخر ،

ومن أخل بذلك منهما فهو ظالم .

وظلم الناس أنواع كثيرة ،

يجمعها قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع :

« إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا

في شهركم هذا في بلدكم هذا »
.

فالظلم كله بأنواعه ظلمات يوم القيامة ،

يعاقب أهلها على قدر ظلمهم ،

ويجازى المظلومون من حسنات الظالمين ،

فإن لم يكن لهم حسنات أو فنيت أخذ من سيئاتهم

فطرحت على الظالمين .

والعدل كله نور يوم القيامة :

{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ

بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }


[ الحديد : 12 ] .

والله تعالى حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده محرما .

فالله تعالى على صراط مستقيم في أقواله وأفعاله وجزائه ،

وهو العدل .

وقد نصب لعباده الصراط المستقيم الذي يرجع إلى العدل ،

ومن عدل عنه عدل إلى الظلم والجور الموصل إلى الجحيم .

والظلم ثلاثة أنواع :

نوع لا يغفره الله ،

وهو الشرك بالله :

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ }

[ النساء : 48 ] .

ونوع لا يترك الله منه شيئا ،

وهو ظلم العباد بعضهم لبعض ،

فمن كمال عدله : أن يقص الخلق بعضهم من بعض بقدر مظالمهم .

ونوع تحت مشيئة الله :

إن شاء عاقب عليه ، وإن شاء عفا عن أهله ،

وهو الذنوب التي بين العباد وبين ربهم فيما دون الشرك .





بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي رحمه الله

__________________
أموت ويبقى كل ماقد كتبته... فياليت من يقرأ مقالي دعا ليا

لعل إلهي أن يمن بلطفه … ويرحم َ تقصيري وسوء فعاليا










رد مع اقتباس