السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في لحظة جنون نادرة ومُستحبة تصورت لو أن شهداءنا الأبرار قرروا العودة .
تصورتهم يحطون الرحال في إحدى قرانا المنسية التي تعمر ريفنا الجميل وهم يتساءلون :
ما بال الأوضاع لم تتغير ؟ ألم نتركها هكذا يوم رحلنا ؟
ليجيبهم مستقبلوهم والخجل يعلو محياهم : تعالوا لمدننا العامرة وسترون كم تطورنا
وفي الطريق يتساءلون مندهشين : ما بال جل اللافتات مكتوبة بلغة المستعمر ؟
ويطأطأ المستقبلون رؤوسهم مرة أخرى خجلا ؟
تصل القافلة مدينة كبيرة من مدننا الصاخبة : مرة أخرى يندهش الضيوف
ما هذه الازياء ؟ أهؤلاء شباب الجزائر ؟
وتطأطأ الرؤوس مرة أخرى خجلا .
يطلبون تشغيل إذاعة الجزائر ، يصادف ذلك حوار مع مسؤول رفيع المستوى :ما باله يخاطب مواطنيه بلغة المستعمر ؟
وتطأطأ الرؤوس مرة أخرى خجلا .
يسألون عن فريق كرة القدم سليل فريق جبهة التحرير الوطني فيعرفون أن لاعبيه نصف جزائريين والنصف الأخر ....
وتطأطأ الرؤوس خجلا .
يمر الموكب صدفة على مجموعة من الشباب يتسامرون يسألونهم :
ما رأيكم في جزائر الإستقلال ؟
ليرد عليهم أحدهم : ليت الإستعمار يعود يوما ؟ ليضيف أخر : وهل نلنا إستقلالنا ؟
وتطأطأ الرؤوس مرة أخرى خجلا .
إلى هذا الحد المهين قررت أن أوقف التصور فالكثير الكثير
ما يجعلنا نحس بالخجل إزاء من ضحوا من أجل هذا البلد .
ألم نخن الأمانة ؟