منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حملة الوفاء لغزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-24, 14:45   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أمينة..
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B1



كفوا عن الاستهتار بدماء أطفال فلسطين!






الصور أو الرسومات تختزل الكلمات، وصورة خير من ألف كلمة. إن الواقع الأليم الذي تعبر عنه الصور والرسومات التي تصلنا من غزة والضفة لا تعبر عن قتل الأطفال الأبرياء دون رحمة فحسب، بل تشير وبكل وضوح إلي قتل فرص الاستقرار والأمن والسلام. ونحن نعلنها صرخة عالية مدوية أمام الضمير العالمي الغارق في سباته العميق! كفوا عن الاستهتار بدماء أطفال فلسطين! إنهم أقدس من كل تاريخكم وحاضركم ومخططاتكم! ولتذهب المصالح الاستراتيجية إلي الجحيم! الطفولة والأطفال ليسوا علب طلاء لدهن الشوارع والطرقات وعتبات البيوت بالأحمر القاني! افتحوا كتب الأدب والتاريخ والطب والهندسة الوراثية وعلم التنجيم وعلم النفس وأدب الأطفال ستجدون عن أطفال فلسطين المعلومات التالية:

إنهم ملائكة جاءوا إلي هذا العالم ليلعبوا بتراب أحيائهم وحواكير قراهم.

جاءوا ليحملوا الزوادة ليهرولوا بفرح إلى الروضة وصف البستان.

جاءوا ليسمعوا كلام المعلمة الناعم وهي تقص عليهم قصة ليلى والذئب.

جاءوا ليتعلموا: أ ب ت ث ج ح خ د وباقي حروف العربية.

جاءوا ليركضوا إلي بيوت جداتهم ليحصلوا على النقود والحلوى.

جاءوا ليحتفلوا بالعيد كما يحتفل كل أولاد العالم بأعيادهم.

جاءوا ليركضوا وراء جرو صغير يعدو بين الأزقة والحواري.

جاءوا ليقهقهوا ليرقصوا ليغنوا ليشاهدوا الصور المتحركة والمغامرات العجيبة.

أيها النائمون في حلمكم الأسطوري:

اخرجوا من الدبابات.

لعل العشب الأخضر يذكركم بالسلام.

اخرجوا من الصاروخ.

لعلكم تشاهدون الخوف والموت في وجوه الأطفال.

اخرجوا من الثكنات العسكرية.

فخلفكم مباشرة سترون مجموعة أطفال في الحديقة العامة تبني بيوتاً من الطين.

اخرجوا من بدلاتكم العسكرية وأوسمتكم.

وارتدوا ثياب الرياضة.

فقد قسم الأطفال أنفسهم إلى فريقين كي يلعبوا كرة القدم.

اخرجوا من عقدة المطارد.

فليس خلفكم من أحد سوى ظلالكم وفريق من الأطفال يبحث عن كرته المتدحرجة وراء التل.

اخلعوا خوذاتكم.

ففي زمن السلم لا تصلح الخوذات العسكرية إلا لأبراج الحمام كي تبيض الحمائم فيها بهدوء.

اخرجوا من فوهة البندقية.

كي تشاهدوا مدى امتداد الغيمة في السماء.

العالم أكبر من أن تحتويه هذه الفوهة الخرساء اللئيمة.

لا تحولوا العالم إلى مقصلة لدرب الطفولة الصباحي ولحلمه المسائي.

أطفال الضفة وغزة دماؤهم حمر كباقي أطفال العالم.

امنحوهم فرصة ليعيشوا.

ليكونوا رسامين وممثلين ومنشدين.

ليكونوا عمالاً وحرفيين بارعين، يبنون وطنهم ودولتهم العتيدة.

ليكونوا أطباء ومحامين ومدرسين ومهندسين.

ليكونوا آباء وأمهات كما أحببتم ذلك لأولادكم.

أنا أريد أن أخبركم بسر عظيم: أطفال فلسطين يحبون بينوكيو وسندريلا والسنافر والبوظة ويلبسون بناطيل الجينز ويتسللون إلى الانترنيت ليدخلوا مواقع الألعاب. هذا السر الخطير لا تعرفه الفضائيات الأجنبية والمعادية لأنه مادة غير إجبارية في مناهج وميكروفونات الإعلام المجند!

وا فضيحتاه!!

وا فضيحتاه!!

لمن لا تهز مشاعرهم دماء الأطفال الزكية المراقة في فلسطين!



د. رافع يحيى
صحيفة القدس العربي اللندنية









رد مع اقتباس