منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - يا من هو عاق لوالديه............اياك وايك ........وانظر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-11, 13:02   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

December 2010 - 02:16 AM بر الوالدين



الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ،
اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عبادَ الله،
للأبوين حق عظيم وشأن كبير أوجبه الله على الأولاد فليس على المخلوق بعد حق الله وحق رسوله أوجب من حقوق الوالدين وذلك أن الله أمر بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته فما أمر بعبادته إلا وأمر بالإحسان إلى الوالدين وقرن شكرهما مع شكره (أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
أيها المسلم،
وحق الوالدين واجب على الأولاد ذكور وإناثا بنص القرآن العزيز وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وأجمع المسلمون على هذا الواجب العظيم إجماع قطعيًا لا إشكال فيه قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، فأمر بعبادته ونهى عن الشرك به وأمر بالإحسان إلى الوالدين وقال جل وعلا: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، وقال جل وعلا: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً)، وقال: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير)، وقال جل وعلا: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).
أيها المسلم،
فهذه آيات القرآن دالت على وجوب الإحسان بالأمر الصادر من رب العالمين والنبي صلى الله عليه وسلم لما سأل من أحق الناس بصحابتي قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك".
أيها المسلم،
إنه حق أكيد وواجب عظيم سهل ويسير على ذوي المروءة والشهامة وذوي الإيمان الصادق والوفاء ومعرفة قدر الجميل وشاق على أراذل الخلق ضعفاء الإيمان من لم يعرف للمعروف هذا وللجميل شأن.
أيها المسلم،
إن لبر الوالدين فضائل عديدة فمن فضائل بر الوالدين أن برهما من أحب الأعمال إلى الله قال ابن مسعود سأل النبي صلى الله عليه وسلم سأله سائل قال: أي الأعمال أحب إلى الله قال: "الصلاة على وقتها"، قلت ثم أي قال: "بر الوالدين"، قال ابن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال: "الصلاة على وقتها"، أي بأول وقتها قلت ثم أي قال: "بر الوالدين"، قلت ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، إذا فشأن الوالدين جعل من أحب الأعمال إلى الله وجعلت منزلته بعد منزلة الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام ومن فضائل بر الوالدين أن برهما سبب لرضا الله عن ذلك الابن وتلك البنت البارة يقول صلى الله عليه وسلم: "رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد"، ومن فضائل برهما أن برهما سبب لتوفيق الله لدخول الجنة مع الإيمان والعمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: "رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه من أدرك أبويه أحدهما أو كليهما فلم يدخلاه الجنة"، ذلك بأنه عقهما وأساء إليهما وتجاهلهما فلم يظفر بالجنة لأسباب عقوقه لوالديه، ومن فضائل برهما ما جاء أن الجنة تحت قدم الأم استأذن رجل النبي في الجهاد قال: "ألك أم"، قال نعم قال: "ارجع وأحسن صحبتها"، فأعاد عليه فقال: "ويحك الزم رجلها فالجنة ثم"، ومن فضائل بر الأبوين أن برهما سبب لتكفير عظائم الذنوب مع التوبة إلى الله جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إني أصبت ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبة قال: "ألك أم"، قال لا قال: "ألك خالة"، قال نعم قال: "بر بها"، ومن فضائل بر الأبوين أن برهما يعدل جهاد التطوع في الإسلام وما أعظم أجر المجاهدين وما أكثر ثوابهما فالبار بوالديه مجاهد في سبيل الله ساع في الخير أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستأذن للجهاد فقال: "أحي والديك"، قال نعم قال: "ارجع ففيهما فجاهد"، فجعل برهما وخدمتهما والقيام بحقهما جهاد في سبيل الله وفي لفظ أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يبايعه على الهجرة والجهاد قائلا أبتغي بذلك أجر من الله قال: "ألك أبوان"، قال نعم، قال: "وتبتغي الأجر"، قال نعم قال: "ارجع وأحسن صحبتهما"، ومن فضائل برهما أن برهما سبب لبر الأبناء بك سبب لبر أولادك وبنيك وبناتك بك جاء بالحديث يروى أنه صلى الله عليه وسلم قال: "بروا بآبائكم تبركم أبناؤكم"، وأن البر يشملهما ولو كانا غير مسلمين بل لو كان كافرين قال تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)، جاء في السنة أن سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة كان بالجاهلية معروفًا ببر أمه مشهورًا بهذا الخلق الحميد فأسلم رضي الله عنه في أول الإسلام بمكة فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد لن أقبل طعام حتى تتخلى عن دينك وإلا أموت فتعير بي فيقال أنه عق أمه فقال يا أماه لا تقولي هذا والله لا أدع دينًا دخلت فيه بعد ذلك فحاولت أمه وامتنعت عن الطعام يومين أو أكثر فقال يا أماه تعلمين أني لن أتخلى عن ديني والله لو أن لك لمئة نفس تخرج نفسًا نفسا ما تخليت عن ديني فكلي أو لا تأكلي فلمننا رأت ذلك أكلت ثم أسلمت وحسن إسلامها ومن فضائل بر الوالدين أن برهما سبب لإجابة الدعاء والتخلص من المضائق والمشاق والهموم والأحزان أخبر صلى الله عليه وسلم عن قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فانحدرت صخرة أغلقت عنهم رأي الناس فأصبحوا في معزل عن الناس ففتشوا فعلموا أنه لا منجى لهم إلا صالح أعمالهم فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فأحدهم قال: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت غبوقهما وانتظرت استيقاظهما والصبية يتغاضون تحت قدمي هذا فلم أطعمهما حتى استيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت تعلم فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فانفرجت الصخرة شيئا.
أيها المسلم،
هكذا آثار البر وآثار الإحسان إلى الوالدين إجابة الدعوة وصلاح العمل والنجاة من الكربات والمضائق بتوفيق من الله.
أيها المسلم،
وإن البر بالوالدين له وجوه عديدة فمنها اتمام الصلة وبذل المعروف ومخاطبة بالتي هي أحسن بالأمر والنهي وعدم مرادفة السيئة والملاسنة ومنها القول الحسن والبعد عن القول السيئ قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً اً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا)، هكذا الأدب الرفيع والخلق الكريم الذي يعامل به الابن المسلم والبنت المسلمة آبائهما وأمهاتهما قولا لينا سهلا يشف عن خلق طيب وعن قلب رحوم وعن عطف وإحسان ورفق وعلم بهما.
أيها المسلم،
ومن أنواع البر رحمتهما عند كبر سنهما فعند كبر السن تقل المعرفة وتضطرب الحال فلا تضجر بهما فكم تسمع قولا وكم ترى شيئا لا يعجبك لكن رتب نفسك على الصبر والتحمل وذكر نفسك أيام طفولتك وكيف تفعل الأم تنظف وترضع وتشفق وتحزن لحزنك وتبكي لحزنك لو جئت وسهرت ليلك لأسهرت ليلها ولو بكيت لبكت منك ولو آنست أمر، اذكر لياليها وأيامها ومواقفها الحميدة وصيغتها النبيلة اذكر لها فضلها وسابقتها ومعروفها وجميع إحسانها اذكر تلك الليالي الغابرة كم كانت ساهرة لأجلك وكم جاعت لشبعك وكم مرضت لمرضك وكم وكم فهل حقها اليوم أن تجعلها في سقيط المتاع ولا تبالي بها أو تخرجها لدار العجزة تهربًا وفرارا وضجرا منها وما كأنها عملت بك خير قط.
أيها المسلم،
ومن أنواع البر بها أن تعرف أن للأم حق عظيم فالنبي جعل لها حقوقا ثلاثة (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)، انظر أخي وتأمل مراحل مرت بك مع أمك الكريمة واليوم وإن تطلع إلى برك ولخدمتك وإلى إحسانك فتواجهها بقبيح القول والتجاهل والتناسي وما كأن أم لك قط، إنه لقلة الإيمان وضعف المروءة وفساد الأخلاق أعادني الله وإياكم من السوء، ومن برهما أن تشكر لهما جميلهما وتثني على ذلك ومن برهما أن تنفق عليهما إن احتاجا وتحسن إليهما وتقوم بخدمتهما ومن أنواع برهما أن تدعو الله لهما في ظهر الغيب بما قدم لك من معروف وفي الحديث "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"، أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم قائلا يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بهما بعد موتهما قال: "الصلاة عليهما [أي الدعاء لهما] والاستغفار لهما واكرام صديقهما وإمثال عهدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما"، فإكرام صديقهما ومن له به صلة وإمثال عهدهما من وصية أوصى بها أو أمر أمراك به لا يخالف الشرع فكن بذلك ممتثلا ولقد طبق الصحابة هذا الأمر العظيم فعبدالله بن عمر رضي الله عنهما يزور أحد أصحابي ويقول إنما زرتك لأن أباك كان صديقا لعمر وإني سمعت رسول الله يقول إن من أبر البر أن يبر العبد أهل ود أبيه بعده جاءه أعرابي فأعطاه عمامة يلبسها وحمار يرتاح عليه بعد الراحلة قيل له هم الأعراب القليل قال إني سمعت رسول الله يقول: "إن أبر البر أن يبر الرجل أهل ود أبيه بعده وإن أبى هذا كان صديقًا لعمر".
أيها المسلم،
هذا خلق الإسلام يربي الشباب المسلم على امكارم الأخلاق وفضائل الأعمال إنه الخلق الكريم والأعمال الصالحة فهل يليق بإبن أن يخاصم أباه أو يجادل أباه أو يشق أباه ولا سيما في الأمور المادية الذي كل سينتقل ويدعها.
أخي المسلم،
وإذا سمعت البر بالوالدين فأسمع حكم عقوقهما وما فيه من الضرر العظيم فعقوق الوالدين عصيانهما وإساءة الخطاب معهما أو والعياذ بالله ضربهما لمن قل إيمانه وانحلت أخلاقه نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة يقول صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" قالوا بلا يا رسول الله قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئا وجلس وقال: "ألا قول الزور ألا وشهادة الزور"، فما زال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت اشفاقًا عليه صلى الله عليه وسلم وفي حديث عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الكبائر أن يلعن الرجل أبويه" قالو: كيف يلعن الرجل أبويه قال: "يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه"، فأحذر أن تعرض أبويك لسيء أقوال من لا خلاق له ولا مروءة له.
أيها المسلم،
إن من أسباب العقوق أمور فأولًا ما يتعلق بالأبوين فإن الأبوين أحيانا يكون سبب في بر وقد يكون سبب في العقوق فالأب والأم إذا شاهدهما الأولاد من بنين وبنات شاهد أمهم وهي تبر بأمها وتحسن إلى أمها وشاهد الأولاد جميع آبائهم وهو يبر لأبيه ويحسن إلى أبيه ويقوي الصلة بأبيه ترست تلك الأخلاق في ضمائرهم فعملوا مثل ما عملوا وإن رأوا الأب جافيًا لأبويه معرضًا عنهما مسيئًا إليهما تخلق بأخلاقه الخبيثة السيئة ومنها أن بعض وسائل الإعلام تنشر من الشر والفساد وسيء الأخلاق ولا تنشر يومًا دعوة إلى هذه الفضائل وهذه الأخلاق الحميدة بل يتجاهلها كثير من وسائل الإعلام ومنها أن التربية والتعليم ورجال العلم والتربية قد يغفلون عن هذا الأمر ولا يولونه عناية والواجب أن يكون هذا الأمر دائما يذكر به الأولاد والبنين والبنات في مراحل التعليم لأنه خلق إسلامي واجب الاهتمام به والعناية به.
أيها المسلم،
وإن للعقوق عقوبات عاجلة وآجلة فمن عقوبات العقوق أن الله جل وعلا يعجل عقوبة العاق في الدنيا مع ما ادخر له في الآخرة يقول صلى الله عليه وسلم: "كل ذنب قد يؤجله الله إلا العاق لوالديه"، وقال: "ما من ذنب أحرى من أن يعجل الله له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم"، وأيضا من عقوبة العقوق أن العاق لا يقبل عمله والعياذ بالله وأن أعماله الصالحة معرضة للنقص العظيم جاء في الأثر ثلاثة لا تقبل أعمالهم المنان والعاق والمكذب بالقدر فأحرص أخي المسلم على أن تلقى الله بارًا بأمك بار بأبيك محسنًا إليهما قائما بواجبهما مرب أبنائك وبناتك على هذا الخلق الشريف والخلق الكريم لتنال ثواب الله ومن آثار بر الوالدين راحة النفس وطمأنينة القلب وعموم الخير في البيت وأن البيت ينبني على خير وتواصل فيدوم الاستقرار وراحة النفوس وصفاء القلوب والعقوق يوجب كدر الحياة ومغص الحياة وشقاءها وتفرق الأمر وشتات الشمل والبعد بعضهم عن بعض فلنتق الله في آبائنا وأمهاتنا ولندعوا الله لهما أن نقول اللهم اغفر لأمهاتنا واغفر لآبائنا وارحمهما كما ربيانا صغار وجازيهم عنا أحسن الجزاء، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ،
اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، عباد الله، عباد الله،
أخلاق الإسلام أخلاق الشرف والعز والكرامة أخلاق المروءة والفضائل هذا الإسلام الذي جاء بالبر بالأبوين والإحسان إليهما وأن الإحسان إليهما سبب لخير بل هي نسأ العمر وبركة في الرزق "من أحب أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه"، هذه أخلاق الإسلام الذي يشعر بها المسلم ويرفع بها رأسه ويستعز بها ويعلم أنها الأخلاق العالية جاءت من رب العالمين (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير)، أما النظم البشرية المحضة المادية المحضة فهي بضد ذلك تعتمد على النفس كما يقولون ولا يرى الأب ارتباط بينه وبين أبناءه وبناته ولا الأولاد والبنات ارتباط بآبائهم وأمهاتهم إذا بلغ سن معينة فارق كل صاحبه ولا يراه ولا يدري عنه ولو التقيا في مطعم لكل حاسب عن نفسه وما كل يعرف أحد إنما هناك في أول الأمر ثم ينسى ذلك ويصبح كل طريق نفسه لا ميراث بينهما لأن القوانين الوضعية تبيح له أن يتصرف بكل أمواله ولو صرفها للقطط والكلاب وأي أمر ما من الأمور لا يرتبط بعضهم بعض ولا يعرف بعضهم بعض حياة بهيمية لكن دين الإسلام الذي جاء المسلم أسباب في سعادة في حياته وأسباب لسعادته يوم لقاء ربه فهو يعمل في دنياه لصلاح دينه ودنياه.
أيها المسلم،
فأخلاق الإسلام هي الأخلاق الكريمة التي يكون المسلم بها عزيز رافعًا رأسه بها حامدًا لله على هذا الخلق الكريم والعمل الصالح أسأل الله أن يصلح قلوبنا وأعمالنا.
أمة الإسلام، إن الله جل وعلا حذر الأمة من طاعة أعدائها ولما خير فيهم ومن يريدون للأمة الشقاء والبلاء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، إياكم والإصغاء إلى أفواه الحاقدين والحاسدين والحاقدين على الأمة الذين يتربصون بنا الدوائر ويفرحون بما يصيبها من حزن وهم إنهم أعداؤنا بالحقيقة فليكن المسلم على حذر من الإصغاء لكلماتهم السيئة وآرائهم الشاقة الظالة التي لا تريد بالإسلام خير وإنما تريد الفوضى والبلاء بلادنا بلاد الإسلام وأهل الإسلام ولله الحمد على قلب واحد في طاعة ربهم ونبيهم وباجتماع كلمتهم وطاعة ولاة أمرهم هكذا يسيرون على هامة الصالح الزكي ويبتعدون عن الإصغاء للآراء الساقطة والدعوات الضالة المشينة التي هي محض أعداء الإسلام لما يأسوا من كل شيء وعلموا أنهم أسقطوا في أيديهم فلا حول لهم ولا قوة أرادوا من وراء ذلك بث الدعايات المضللة والآراء السيئة ولكن المسلم واثق في دينه ثم واثق في ولاة أمره محب للخير كارهًا للشر ماقتًا له أسأل الله أن يعافي الجميع من كل سوء.
واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك، اللهم صح قلبه وبدنه وعافه في كل مكروه إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز لكل غير وسدده في أقواله وأعماله، ووفق النائب الثاني بكل خير واجعلهم جميعًا أئمة هدى وقادة خير إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك ومتاع إلى حين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا يا أرحم الراحمين، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.


تفريغ مؤسسة الدعوة الخيريةحفـظ










رد مع اقتباس