[رَكان]

السلام عليكم...

كنت صباح اليوم أمام مدخل عيادة طب العيون انتظر حروج الوالدة التي بدورها تنتظر دخولها عند الطبيب...جلست والإنتظار طويل أعبث بمحتويات هاتفي .منتظرا وصول مكالمة ...عادة اكتسبناها ارتبطت بمفهوم الإنتظار لدينا..كنت أسمع حوارا على مقربة مني فارق السن بين المتحاورين شد انتباهي لم أرفع رأسي لأرى شكلهما مركزا سمعي..طبعا أخوكم ليس بصريا..كاننت المحادثة طويلة سجلت على شريط الذاكرة أهم ما فيها..

الصغير : ماذا تفضل الصيف أم الشتاء ؟؟؟

الكبير : الشتاء طبعا أحبه أحب السمر قرب النار لياليه الباردة..

الصغير : أنا أحب الصيف ..أحب التواجد على الدوام أمام نسائم المكيّف المنعشة..

ينتهي الحوار ..المحادثة ولّدت لديّ فضولا لآخذ صورة للمتحاورين..

التفت ناحيتهما..

الكبير تجاوز العشرين أما الصغير في حدود العاشرة من العمر..

كان فضولي شديدا لأعرف شيئا عن سلوكهما خارج تلك المحاورة بعدما أسدلا الستار عنها..

الكبير ..مصاب بإعاقة عافاكم الله ...ذراعه الأيمن مثبت علها شيئا كقطع الجلد الخشن مع قطع معدنية تثبته...

لم تسلم رجله اليسرى من الإعاقة فبالكاد يتوكأ عليها..حالة الفقر صارخة على مظهره كان الله في عونه..

الصغير ابتعد عن المكان ولكن لم يغادره.. لم يغادر حقل رؤيتي ..يدخل منزلا مجاورا للعيادة...عذرا ..بناية من ثلاث طوابق هي هي أقرب منها الى القصر..كان يخرج تارة يلعب الكرة وحيدا ويعود ليدخل مرة الكبير يتابع حركاته..هذا حال الدنيا ياناس...

تستغربون مالذي استغربته حتى أكتب هذا الموضوع...

لكم الحق في ذلك..لتعرفوا إذن أن ماشدني في ذلك الحوار هو استرجاعي لقول كان ولايزال مرسلا..دارجا..يقولون فيم مضى .

الصيف حبيب الزوالي.

.والمقصود بذلك أن الفقير تقل معاناته خلال فصل الصيف فيستبشر بقدومه ..عكس مايذوقه من ويلات فصل الشتاء..

فمالذي تغيّر ؟؟؟؟؟

هاهو فصل يرحل عنّا ويترك مكانه مهلة الخريف ليقوم فصل الشتاء بشحذ ذخيرته من مطر وثلج وبرد يلسع وزمهرير شديد بلياليه الطويلة

أنتم...

ماذا تفضلون ؟؟؟

الصيف ...ماصور الجمال أو المتعة أو الإزعاج والمعاناة ماالذي يشدكم اليه ؟؟؟؟.أو مالذي ينفركم منه ؟؟؟؟

الشتاء ....مالذي فيه يشدكم اليه حبا أو ما يزعجكم منه قسوة ؟؟؟