- تابع للبسملة:
- الله: علم على الباري جل جلاله.
وهو مشتق على الصحيح؛ تبعا لقاعدة أهل السنة والجماعة: من أن أسماء الله أعلام وأوصاف.
- وأصل (الله): الإله، حُذِفَت همزته تخفيفا؛ لكثرة الاستعمال، كما حُذفت في (خير وشر)، والأصل: أَخْـيَرُ، وأَشَــرُّ، كما قال ابن مالك:
وربما أغناهُمً خيرٌ وشرْ ----- عن قولهم: أخيرُ منه وأشر
وفُخِّمت اللام تعيظما لله جل جلاله، هذا إذا وقعت بعد فتح أو ضم، كما قال ابن الجزري:
وفخم اللام من اسم الله ----- عن فتح أو ضم كـ: عبدُ الله
أما إذا وقعت بعد كسر فتُرقق؛ لا لأن الله لا يُعظم في هذا الموضع، ولكن للثقل الناتج من الانتقال من الكسرة إلى التفخيم.
- وإله: على وزن (فعال)، بمعنى: مفعول، ومعناه: معبود، قال الراجز:
لله در الغانيات المدهِ ---- سبَّحن واسترجعن من تألهي
أي: من تعبُّدي.
- الرحمن والرحيم: اسمان لله تعالى، مشتقان من (الرحمة) على جهة المبالغة.
واختلف في الفرق بينهما"
:
1- فقيل: هما سواء.
2- وقيل: إن الرحمن: عبراني، والرحيم: عربي، بدليل أن العرب لم يعرفوا (الرحمن)، كما قال الله عنهم: (وإذا قيل اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن؟)، وهذا خطأ، لأن العرب أنكرت الرحمن تكبرا وعنادا، بدليل أنه ورد في شعرهم، فقال قائلهم: (وما يشأِ الرحمن يَعقد ويُطلقِ).
3- وقيل وهو الأصح: إن الرحمن هو اسم لله متضمن لصفة الرحمة، باعتبارها وصفا قائما لله تعالى، والرحيم: اسم لله متضمن لصفة الرحمة باعتبار تعلقها بالمرحومين، ولهذا لم يرد في القرآن قط: إنه رحيم بهم [ذكره بمعناه ابن القيم في بدائع الفوائد].
4- وقيل: الرحمن: للمؤمنين والكفار، والرحيم: خاصة بالمؤمنين، بدليل: (وكان بالمؤمنين رحيما)، وأصل الجملة في غير القرآن: (وكان رحيما بالمؤمنين)، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والقصر.
وهذا القول، وغن كان في ظاهره وجيها، إلا أن فيه نظرا.
ويبقى القول الثالث أصح.