منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الثورات العربية.. رأي مختلف !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-06, 21:07   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
matrixano02
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

خطاب المؤامرة في تفسير الثورات العربية يخفي 3 حقائق لا بد من إبرازهما
الحقيقة الأولى:
1-أن مصيرنا كشعب ووطن معلق على إرادة الغرب ..فان رضي عنا كنا بخير وإذا لم يرضى عنا لم نكن كذلك
وهذا في حد ذاته إعتراف ضمني بالعجز على حل مشاكلنا الداخلية ..ومحاولة للتهرب من مسؤولية ماحدث وما يحدث من مشاكل والتمويه عن الأسباب الداخلية التي أدت الى ذلك...لاننا لا ننتظر من الأخرين أن يعطوننا المفتاح للخروج من أسر تخلفنا في حين ان الجميع يعرف من البداية أن مصلحتهم في بقائنا متخلفين .-- والتعميم هنا خاص بالأنظمة الغربية وليس بشعوبها طبعا--
أما الحقيقة الثانية
2- فهو يخفي الإستخفاف بهذه الشعوب الغفيرة الثائرة واتهامها بالغباء وعدم القدرة على التمييز..وهذا في حد ذاته يكشف فشل سياسات التعليم وإفلاس منظومات التربية و الإعلام و الجامعات التابعة للأنظمة المتحكمة في هذه الشعوب...بالإضافة الى فشل السياسات الإقتصاديةالتي يلخصها مبدأ :جوع كلبك يتبعك..ومن ثم العجز على نشر الوعي وتكوين المواطن الصالح القادر على التكيف تكيفا سليما مع محيطه الصغير والكبير...
أما الحقيقة الثالثة
فهو يخفي عدم الرغبة في إجراءات إصلاحات حقيقية لحل المشاكل الداخلية....بما انه يعتبر مصدر هذه المشاكل في الخارج وليس في الداخل..وبما ان هذه الشعوب غبية لا تعي ما تفعل...ومن ثم ليس لها الحق في الكلمة أو الإحتجاج حتى لو كان سلميا والعمل بكل الوسائل على تشويهها وقمعها بالقتل والترويع..ولنا أن نتساءل في هذه الحالة أين هو الغباء والجنون..هل في جهة الشعوب التي انتفضت بطريقة سلمية وحضارية بعد سبات طويل لتطالب بالعدالة والمساواة والديمقراطية والحق في العيش الكريم...أم في الأنظمة الحاكمة التي قابلتها بأبشع الأساليب وحشية وقمعا ؟ أليس في الإستماع و الإستجابة لهذه المطالب المشروعة او جزء منها ما يغنينا عن الدخول في صراع معها مما يؤدي الى ليس فقط تهديد الزمر الحاكمة بل الدولة ككل.؟ إذن لماذا تغامر هذه الزمر الحاكمة بمصير الوطن للحفاظ على مراكزها؟ أليست كل الدساتير تكفل حق الإحتجاج والتظاهر السلمي؟ من يخلق الفوضى في هذه الثورات إذن؟ هل هم من يطالبوا بحقوقهم المشروعة بطريقة سلمية طبقا للدستور ام من يقابلها بمثل هذا العنف الذي تجاوز كل مبادئ حقوق الإنسان؟


ما معنى ذلك في النهاية؟ معنى ذلك أنه لايمكن لاي مؤامرة ان تنجح في تفريق شعب ما عندما يحقق النظام نوع من العدالةالإجتماعية والكرامة الإنسانية بين جميع المواطنين ..فالشعوب التي تنهار بسهولة امام مؤامرة خارجية..هي الشعوب التي فقدت مناعتها وبدأت في التآكل والتفكك من الداخل بسبب الظلم المسلط من طرف فئة تملك زمام السلطة على بقية الفئات في بيئة لا يطبق فيها القانون إلا على الطرف الضعيف .عندها ينتاب الأفراد الشعور بالخوف و القلق من المستقبل و تنكسر رابطة الثقة بينهم وبين الحاكم و يصبح التحايل على النظام والقانون شطارة ..بحيث يصبح شعار كل واحد منهم طاق على من طاق...تخطي راسي وتفوت .. .. حينها يكون المجتمع قد تفكك وانهزم بسبب مؤامرة ذاخلية ...مؤامرة الحاكم على المحكوم .مؤامرة الغني على الفقير ..مؤامرة الإخوة الأعداء على بعضهم من أجل السلطة والمال...باختصار الكلام عن المؤامرة الخارجية دليل آخر يكشف فشل النظام القائم في ترميم البيت الذاخلي بحيث لا يسقط لمجرد هبت ريح غير مضمونة في عالم السياسة الدولية القائم بطبيعته على المصالح وليس الأخلاق ..إذن لكي لا يسقط مجتمع أمام مؤامرة خارجية يجب أن يسقط نظام الإستبداد الداخلي الذي يعمل دائما على نشر أسباب الفساد و تفريق فئات المجتمع و زرع الفتنة بينهم لكي يسود .










رد مع اقتباس