منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الميلاد الجديد
الموضوع: الميلاد الجديد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-05, 10:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الخليل 11
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الخليل 11
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أحد قصص التائبين والعائدين إلى الله المذكورة في الكتيب .. أنقلها لكم عسى الله أن ينفعنا بها جميعا ..

اعترافات تائب
مر عشرون خريفا من عمري وأنا بظلام دامس أتخبط خبط العشواء أعيش اللحظة .. لا أنظر للمستقبل فرحٌ بشبابي وأظن بأني خالد .. من بين الناس الموتى .. عشرون خريفا مروا .. لا أحس للدنيا طعما ، المال كثير الأخلاء كثير ماذا ينقصني ؟ في نفسي جوع وفي صدري ضيق ما الذي يشبع ذلك الجوع ومن ذا يشرح هذا الضيق .. لم تُشبع نفسي قط معازف .. لم تشرح صدري ملاهي .. على العكس تماما فالجوع زاد والضيق ازداد .. بدلت أخلائي سافرت وعدت .. غنيت للدنيا أغنية حلوة .. سهرت طويلا .. لهوت كثيرا .. وتعبت والجوع دوما يزداد والضيق كذلك .. أحسست كأني مسجون في دنياي وأن الأرض برحابتها ضاقت .. نفسي دوما تشكو جوعها .. جوع .. لم يشبعه مال الأرض .. صدري دوما يشكو ضيقه .. ضيق .. لم يشرحه ملاهي الأرض .. فكرت كثيرا .. وطويلا .. وأخيرا .. ظهر الحق !! الآن سأشعر بالراحة وسأشبع جوع نفسي .. وسأشرح ضيق الصدر .. هذي سكيني بيدي تلمع باسمة .. راضية عن هذا الحل !! الناس هجوع والأهل نيام ، لم تبق سوى لحظات .. وأعيش ساعات الراحة .. لكن .. وأنا في تلك اللحظات وسكيني بيدي تقترب من قلبي الميت .. جاء من أقصى الصمت .. صوت يسعى .. ويقول : ” الله أكبر .. الله أكبر ” .. سقطت سكيني .. وتحرك قلبي الميت .. ويح النفس !ماذا جد ! أغريب هذا الصوت ؟ عشرون خريفا تسمعه .. أما أحسست معناه إلا الآن ؟! وشرعت أحقق رغبة نفسي بإجابة هذا الصوت .. أخذت وضوءا .. وبدأت وضوئي .. أسلت الماء على وجهي المرهق .. فارتاح وأراح براحته نفسي ..خرجت إلى الشارع .. متجها نحو المسجد والكون مخيف بهدوئه .. لا صوت يعلو .. لا ضوضاء .. دخلت المسجد مع تثويب صلاة الفجر .. وقفت في الصف مع الناس .. طراز من الناس لم أعهده بحياتي !! وجوه بيضاء .. يشيع منها نور .. ونفوس طيبة مرتاحة .. تقدم من بين الناس إمام .. أقبل عليهم بوجهه .. يحثهم على تسوية الصف .. استوقفني وجه الرجل .. وجه أبيض .. تحيط به لحية سوداء كثة .. تزيد الوجه جمالا .. وتظهر بجمال حسنه وكأن هذا الوجه .. وهذي اللحية .. بدر أبيض .. بديع المنظر .. في كبد سماء سوداء زادته حسنا وجمالا .. وكأنهما .. قطعة جمان لامع .. يشع منها نور وزاد هذي القطعة نورا .. أن وُجدت في وسط حرير أسود .. بدأ الرجل صلاته .. وشرعت أصلي خلفه .. ونفسي مرتاحة .. وصدري مشروح .. بدأ يقرأ آيات .. وأنا أنصت .. في تلك اللحظات .. نزلت دمعة .. !! أحسست بملوحتها .. وشعرت بلسعتها .. تبعت تلك الدمعة غصة .. نزلت دمعة .. تبعتها دمعة .. تبعتها عبرات .. أجهشت ببكاء صادق صنع في نفسي أزيزا .. كأزيز المرجل .. وكأن هذا الرجل .. استمطر قلبي بكلام الله .. فنزل الدمع غزيرا .. وسال على خدي .. وسقى أرضا جدباء في قلبي الميت فأحيا بهذا الدمع بعد كلام الله موت فؤادي .. وكان بمعية هذا الغيث صوت الرعد .. رعد التوبة .. صوت نحيبي وبكائي من خشية رب العالمين .