بارك الله فيك
اعجبتني هذه العبارة
((ولما أخذ الصندوق وجده خفيفاً، فقد كان فارغاً. وكاد يعود إلى حالة الغضب، ولكنه تمالك نفسه هذه المرة، وقال لها بلهجة المؤنب: ألا تعلمين أنك عندما تقدمين هدية فإنه يجب أن يكون بداخلها شيء؟. فأجابت الصغيرة والدموع تملأ عينيها: يا أبي إنه ليس فارغاً، فقد نفخت فيه كل ما استطعت من قبلاتي، وكل هذا لك يا أبي. فاحتضنها وأخذ يقبِّلها من جديد، ويطلب منها أن تسامحه، لأنه لم يدرك عمق أفعالها ودقة مشاعرها.
ولشدة ما أُخذ بذلك الدرس البليغ وضع الصندوق المذهَّب بجانب سريره، وتركه هناك سنين طويلة، ينظر إليه كل يوم ويستمد منه العواطف واللمسات الإنسانية الحانية. وكان كلما شعر بوهن في عزيمته أو ضعف في معنوياته تصور قبلة تخرج من الصندوق لتنطبع على خده، من ذلك الحب الكبير الذي وضعته الصغيرة فيه.
((