منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد علي من يري حرمة الخروج علي الحاكم الظالم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-28, 01:47   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

أحاديث النهي عن القتال في الفتنة :

كما أن مما يدل على ذلك الأحاديث الواردة في النهي عن القتال في الفتنة ، وهي أحاديث كثيرة منها :

1- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي rأنه قال : « ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به » ([1]) . أي : من وجد عاصمًا وموضعًا يلتجئ إليه ويعتزل فيه فليعتزل ([2]) .

2- وعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللهr: « يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن » ([3]) .
وهذا يدل على فضل اعتزال الفتن عند وقوعها ، وأنها مفسدة للدين الذي هو أول ما يجب على المسلم صيانته وحفظه .

3- وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللهr: « إنها ستكون فتن . ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها ، والماشي فيها خير من الساعي إليها . ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه» . قال : فقال رجل : يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟ قال : «يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ، ثم لينج إن استطاع النجاء . اللهم هل بلغت - ثلاثًا -» . قال : فقال رجل : يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجئ سهم فيقتلني ؟ قال : «يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار» ([4]) .

4- وعن عديسة بنت إهبان بن صيفي الغفاري قالت : جاء علي بن أبي طالب إلى أبي فدعاه للخروج معه ، فقال له أبي : إن خليلي وابن عمك عهد إلى إذا اختلف الناس أن اتخذ سيفًا من خشب فقد اتخذته فإن شئت خرجت به معك ... قالت : فتركه ([5]) .

5- وعن أبي موسى أن النبي r قال في الفتن : « كسروا فيها سيوفكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة ، فإن دخل على أحدكم فليكن كخير ابني آدم » ([6]) .

فهذه النصوص جميعها تدل على النهي عن القتال في الفتنة ولا شك أن الخروج على الأئمة مما يؤدي إلى الفتنة ، فدل ذلك على النهي عن الخروج على الأئمة الظلمة . قال الحافظ ابن حجر : ( والمراد بالفتنة في هذا الباب : هو ما ينشأ عن الاختلاف في طلب الملك حيث لا يعلم المحق من المبطل ) ([7]) .




([1]) متفق عليه . رواه البخاري في ك : الفتن . ب : 9 ، الفتح (13/30) ، ومسلم في ك : الفتن . ب : نزول الفتن كمواقع القطر ، ح2886 ، وروى نحوه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص في ك : الفتن . ح2194 (4/486) ، وأحمد في المسند (1/169) .


([2]) انظر : فتح الباري (13/30) بتصرف يسير .


([3]) رواه البخاري في : الفتن . ب : التغرب في الفتنة الفتح (13/40) ، وأبو داود في الفتن . ب : 4 ، عون (11/349) ، والنسائي في : الإيمان . ب : 30 ، وابن ماجة في : الفتن . باب : 13، ح3980 (1317) .


([4]) رواه مسلم في : الإمارة . ب : نزول الفتن كمواقع القطر . ح2887 (3/2212) .


([5]) رواه الترمذي واللفظ له . في : الفتن . ب : 33 ، ح2203 . وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد (4/490) ، ورواه ابن ماجة في : الفتن . ب : 11 ، ح3960 (2/1309) . وانظر : مسند الإمام أحمد (5/69) بنحوه .


([6]) رواه ابن ماجة مختصرا في ك : الفتن . ب : 11 ، ح3961 (2/1310) ، والترمذي في الفتن . ب : 33 ، ح2204 . وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح (4/491) ، وأبو داود في : الفتن . ب : 2 ، عون المعبود (12/337) .


([7]) فتح الباري (13/31) .