اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحفيظ بن علي
والله موضوع مهم، أخي برك الله فيك خاصّة في هذا الزمان الذي قلّ خيره وكثر شرّه، لأنه مع فساد الزمان وتلاحق الأيام يتحقق في المسلمين ما أخبر به النبي حين قال: « إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» رواه البخاري (100)، ومسلم (2673).قال الإمام الطرطوشي رحمه الله« فتدبَّروا هذا الحديث؛ فإنه يدلّ على أنه لا يُؤتَى الناسُ قط من قِبَل علمائهم، وإنما يُؤتَوْن من قِبل أنه إذا مات علماؤهم أفتَى مَن ليس بعالم، فيُؤتَى الناسُ من قِبَله» وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :«سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّوَيْبِضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة »
قال أبو شامة رحمه الله« وأكثر ما أُتي الناس في البدع بهذا السبب؛ يُظَنُّ في شخص أنه من أهل العلم والتقوى، وليس هو في نفس الأمر كذلك، فيَرْمقون أقواله وأفعاله، فيَتَّبِعونه في ذلك، فتفسد أمورهم؛ ففي الحديث عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنّ مما أتخوَّف على أمتي الأئمةَ المُضلِّين » أخرجه ابن ماجه والترمذي وقال: هذا حديث صحيح...قال « وقد صرَّف عمر رضي الله عنه هذا المعنى تصريفاً فقال: « ما خان أمين قط، ولكن ائتُمن غير أمين فخان» قال ابو شامة: ونحن نقول « ما ابتدع عالِم قطّ، ولكن استُفتي مِن ليس بعالم فضلّ وأضلّ» الباعث على إنكار البدع والحوادث ص (175ـ179).
ولهذا لا يحق للإنسان أن يتكلّم في مسائل لو عرضت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجماعة الصحابة واستشارهم فيها، ولكن ماذا نقول، ونحن في زمان تقدّم فيه الأصاغر على الأكابر قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر» صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ح 695
قال عبد الله بن مسعود « لا يزال النّاس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمّد ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا» رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1059 وهو صحيح.
وقال قاسم بن أصبغ عن عمر رضي الله عنه «فساد الناس إذا جاء العلم من قبل الصغير استعصى عليه الكبير. وصلاح الناس إذا جاء العلم من قبل الكبير تابعه عليه الصغير» أخرجه المصنف قال ابن حجر سنده صحيح.
وقال ابن قتيبة رحمه الله "لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ، ولم يكن علماؤهم الأحداث، لأن الشيخ قد زالت عنه حِدَّة الشباب ومتعته وعجلته، واستصحب التجربة في أموره، فلا تدخل عليه في علمه الشُّبه، ولا يستميله الهوى، ولا يستزله الشيطان، والحَدَثُ قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمِنَت على الشيخ، فإذا دخلت عليه وأفتى، هلك وأهلك » نصيحة أهل الحديث للخطيب البغدادي (93).
أخي برك الله فيك
|
بارك الله فيك أخي الكريم على إثراء الموضوع بالأدلة
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك