جمهور مرسيليا يُشجع المنافس! والسبب الجزائر..
حدث فريد من نوعه عرفه ملعب "فيلودروم" سنة 2003، عندما التقى النادي المُضيف أولمبيك مرسيليا بالمنتخب الوطني الجزائري في إطار مواجهة ودية احتفالية نظمتها شركة طيران الخليفة الممول الرسمي للفريق الفرنسي آنذاك، وخرجت جماهير "الأوام" عن العادة ولم تُشجع فريقها المُفضل، حيث غُصت مدرجات الملعب بالرايات الوطنية المساندة لـ"الخضر"، والسبب أنّ أغلبية أنصار بطل أوروبا سنة 1993 هم بالدرجة الأولى جزائريون في الأول، الأمر الذي أثبته الواقع مجدداً بمناسبة هذا الموعد الذي انتهى بفوز الفرنسيين بهدفين لواحد.
زياني يحظى باستقبال الكبار والعلم الجزائري زين سماء "فيلودروم"
شهدت مباراة أولمبيك مرسيليا أمام رين في الجولة الثانية من البطولة الفرنسية موسم (2007/2008)، استقبالا منقطع النظير لجماهير "الكانبيار" لنجمهم الجديد كريم زياني، حيث صُنعت لوحات رائعة في مدرج الجهة الشمالية لملعب "فيلودروم"، عندما قامت إلتراس "أم تي بي" بتشكيل "تــيــفــو" جميل جدا كان العلم الجزائري واجهته واسم زياني يُزينه، وخُص اللاعب الجزائري المستقدم حينها بمبلغ 8 مليون أورو من سوشو، باستقبال كبير من طرف الجالية الجزائرية التي وعدته بمفاجئة قبل هذه المواجهة، وتبقى صورة العلم الجزائري مرسومة في تاريخ الفريق الأزرق بفضل زياني رغم مغادرته بعد موسمين فقط.
جمال أشهر مناصري مرسيليا قاد أوركيسترا الترحيب
ولم يكن الاستقبال الرائع لزياني وليد الصدفة، إذ خُطط له مسبقا من قبل مجموعة الإلتراس المعروفة باسم "أم تي بي" (وتعني مرسيليا قوية جدا) والتي تحتل عادة المدرج الشمالي لملعب "فيلودروم"، ويقود هذه المجموعة شاب جزائري اسمه جمال غنيدر عباس، ويُعتبر الشاب الذي ينحدر من مدينة وهران صاحب فكرة تشكيل العلم الجزائري لعلمه التام بمدى تعلق زياني بوطنه، وجاءت هذه المبادرة كتأكيد موجه من الجزائريين نحو المسؤولين الفرنسيين على أنّ مرسيليا أصبحت حقاً الولاية رقم 49 للجزائر، ويُعتبر الشاب الجزائري جمال أشهر مناصر بين صفوف جماهير فريق "الكانبيار" في السنوات الأخيرة، ومعروف عنه حبه الشديد للجزائر كما عبر عن ذلك في عدة مناسبات، وخاصة أنّ العلم والقميص الجزائري لا يفارقاه تقريباً عند حضوره للملعب سواء داخل الديار أو خارجها.
زار الجزائر رفقة زياني وأعجب كثيرا بالبلاد
قام المناصر المعروف جمال بزيارة الجزائر لأول مرة في حياته خلال السنوات الأخيرة، حيث حضر رفقة صديقه الجديد كريم زياني لحضور حفل تكريم اللاعب بجائزة أحسن لاعب جزائري لـسنة 2007 والمقدمة من طرف صحيفتي "الهداف" و"لوبيتور"، وعبر حينها رئيس إلتراس "أم تي بي" عن إعجابه الكبير بالعاصمة خصوصا وبالوطن عموما عقب حديث جانبي له مع "الهداف" عندما ذهب لزيارة معالمها مصحوبا بكريم، ولا يعتبر جمال الجزائري الوحيد الموجود ضمن شبكة الجماهير في المدينة الجنوبية، إذ يوجد شباب جزائريون كثيرون وعديدون يعشقون ألوان "الأوام" ويتنقلون إلى كل مكان لتشجيعه ومشاهدته.
حاضر رفقة العلم الجزائري في كامل أوروبا وتحدى البرد القارس في روسيا!
يبدو أن شهرة الجماهير الجزائرية تعدت الحدود الفرنسية فبعدما أثبت جمال ورفاقه لأنصار ليون، باريس سان جرمان، سانت ايتيان ولونس أنهم حاضرون بقوة بجزائريتهم حتى النخاع، راح هؤلاء يسافرون مع الأولمبيك خلال خرجاته الأوروبية فكانت العلامة الجزائرية مسجلة بقوة في ملاعب عديدة سواء في إيطاليا، إنجلترا، اسبانيا أو في دول أخرى، حيث شاهدنا العلم الوطني يُرفرف في سماء "الأنفيلد" معقل ليفربول وأيضا في مسرح الأنتير "جوزيبي مياتزا" إضافة لمحطات أخرى عديدة، لكن ربما أبرز ما علق في الأذهان، هي حادثة جمال الذي بقي طوال 90 دقيقة يحمل في يده العلم الوطني وعاري الجسد في جو قارس جداً، وذلك في الملعب الخاص بنادي سبارتاك موسكو الروسي خلال المباراة بين الفريقين في منافسة الإتحاد الأوروبي قبل عدة مواسم، هذه اللقطة الطريفة جعلت المخرج الروسي لتلك المواجهة لا يبعد الكاميرا عن صورة هذا المشجع المتعصب الذي جعل الروسيين يتساءلون عن هوية منافسهم، هل هو فريق جزائري أم فرنسي؟.