مصر شرق النيل بالأصل أرض تاريخية للعرب
لا يشير هيرودوت بأن الموطن الأصلي للعرب هو الجزيرة العربية، لكنه يجعل من البحر الأحمر خليجا عربيا ومن الساحل الجنوبي للجزيرة بحرا أحمرا أو بحرا أريتيريا؛
"وحينما يتجاوز المرء هيليابوليس ويتوغل في البلاد باتجاه الجنوب تضيق المسافة، إذ تحدها التلال العربية التي تتجه من الشمال إلى الجنوب والتلال الليبية من الطرف الآخر(...) وليس هناك، في أعلى هيليوبوليس، إذن متسع من العرض لبلد مثل مصر، وتظل المساحة ضيقة طوال أربعة أيام من ركوب النهر؛ وأما الوادي الواقع بين سلسلتي التلال فهو أرض منبسطة، ويبدو لي أن المسافة في أضيق نقطة بين التلال العربية والليبية لا تزيد عن مئتي فرلنج(...)وفي بلاد العرب، غير بعيد عن مصر، خليج ضيق طويل هو الخليج العربي يمتد في البر من البحر المعروف الأرتيري(...) ويزعم الأيونيون أن مصر هي أرض دلتا النيل(...) أما باقي مصر فهو إما ينتمي إلى ليبيا وإما هو من أرض بلاد العرب(...) وجدير بالتنويه أن النيل حين يفيض لا يقتصر غمره على منطقة الدلتا، وإنما يمتد الغمر إلى المنطقتين الليبية والعربية، على جانبيه، وعلى مسافة يومين، تزيد أو تنقص قليلا حسب الموقع"
ومن المدن العربية على شاطئ البحر الأحمر الغربي يذكر هيرودوت مدينة باتومس؛ "ونخاو هذا هو الذي بدأ شق القناة إلى خليج العرب [البحر الأحمر] ثم أكمل العمل داريوس الفارسي (...) والمياه ترد من النيل الذي تفترق عنه على مسافة قصيرة من بوباستيس وتتجاوز مدينة باتومس العربية"