منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ✿ تفسير سورة هود ✿, تابعة لـ حلقة " لحفظ سورة هود"برعاية~*~ مُلْتَقَــى مُحِبَّآتِ الْجَــنَّـــةِ ~*~
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-15, 12:31   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي



اليوم الحادي عشر الآيات من 85-91

وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ ﴿٨٥﴾ بَقِيَّتُ اللَّـهِ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ
وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿٨٦﴾


(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ )أي: بالعدل الذي ترضون أن تعطوه،( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ )أي: لا تنقصوا من أشياء الناس،
فتسرقوها بأخذها، بنقص المكيال والميزان.

(وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) فإن الاستمرار على المعاصي، يفسد الأديان، والعقائد، والدين، والدنيا، ويهلك الحرث والنسل.

(بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ )أي: يكفيكم ما أبقى الله لكم من الخير، وما هو لكم، فلا تطمعوا في أمر لكم عنه غنية، وهو ضار لكم جدا.

(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فاعملوا بمقتضى الإيمان،( وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)أي: لست بحافظ لأعمالكم، ووكيل عليها، وإنما الذي يحفظها الله تعالى،
وأما أنا، فأبلغكم ما أرسلت به.



قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُ‌كَ أَن نَّتْرُ‌كَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّ‌شِيدُ ﴿٨٧﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَ‌أَيْتُمْ إِن كُنتُ
عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّ‌بِّي وَرَ‌زَقَنِي مِنْهُ رِ‌زْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِ‌يدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨﴾


(قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )أي: قالوا ذلك على وجه التهكم بنبيهم، والاستبعاد لإجابتهم له.

ومعنى كلامهم: أنه لا موجب لنهيك لنا، إلا أنك تصلي لله, وتتعبد له، أفإن كنت كذلك، أفيوجب لنا أن نترك ما يعبد آباؤنا، لقول ليس عليه دليل
إلا أنه موافق لك، فكيف نتبعك، ونترك آباءنا الأقدمين أولي العقول والألباب؟!

وكذلك لا يوجب قولك لنا: (أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا) ما قلت لنا، من وفاء الكيل، والميزان، وأداء الحقوق الواجبة فيها، بل لا نزال نفعل فيها ما
شئنا، لأنها أموالنا، فليس لك فيها تصرف.

ولهذا قالوا في تهكمهم: (إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )أي: أئنك أنت الذي، الحلم والوقار، لك خلق، والرشد لك سجية، فلا يصدر عنك إلا رشد، ولا تأمر إلا برشد، ولا تنهى إلا عن غي، أي: ليس الأمر كذلك.

وقصدهم أنه موصوف بعكس هذين الوصفين: بالسفه والغواية، أي: أن المعنى: كيف تكون أنت الحليم الرشيد، وآباؤنا هم السفهاء الغاوون؟!!

وهذا القول الذي أخرجوه بصيغة التهكم، وأن الأمر بعكسه, ليس كما ظنوه، بل الأمر كما قالوه. إن صلاته تأمره أن ينهاهم، عما كان يعبد آباؤهم
الضالون، وأن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأي فحشاء ومنكر، أكبر من عبادة غير الله، ومن منع
حقوق عباد الله، أو سرقتها بالمكاييل والموازين، وهو عليه الصلاة والسلام الحليم الرشيد.

(قَالَ) لهم شعيب: (يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي) أي: يقين وطمأنينة، في صحة ما جئت به،(وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا) أي: أعطاني
الله من أصناف المال ما أعطاني.

( وَ ) أنا لا (أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )فلست أريد أن أنهاكم عن البخس، في المكيال، والميزان، وأفعله أنا، وحتى تتطرق إليَّ التهمة
في ذلك بل ما أنهاكم عن أمر إلا وأنا أول مبتدر لتركه.

(إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ )أي: ليس لي من المقاصد إلا أن تصلح أحوالكم، وتستقيم منافعكم، وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي،
شيء بحسب استطاعتي.

ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ )أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا
بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي.

(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ )أي: اعتمدت في أموري، ووثقت في كفايته،( وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) في أداء ما أمرني به من أنواع العبادات، وفي هذا التقرب إليه بسائر
أفعال الخيرات.

وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه، كما قال تعالى: (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) وقال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .




وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِ‌مَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ﴿٨٩﴾ وَاسْتَغْفِرُ‌وا رَ‌بَّكُمْ ثُمَّ
تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَ‌بِّي رَ‌حِيمٌ وَدُودٌ ﴿٩٠﴾ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا
بِعَزِيزٍ ﴿٩١﴾



(وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي) أي: لا تحملنكم مخالفتي ومشاقتي( أَنْ يُصِيبَكُمْ )من العقوبات( مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ
وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ
) لا في الدار ولا في الزمان.

(وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) عما اقترفتم من الذنوب (ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )فيما يستقبل من أعماركم، بالتوبة النصوح، والإنابة إليه بطاعته، وترك مخالفته.

(إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ )لمن تاب وأناب، يرحمه فيغفر له، ويتقبل توبته ويحبه، ومعنى الودود، من أسمائه تعالى، أنه يحب عباده المؤمنين
ويحبونه، فهو "فعول" بمعنى"فاعل" وبمعنى "مفعول"

(قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ) أي: تضجروا من نصائحه ومواعظه لهم، فقالوا: (مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ) وذلك لبغضهم لما يقول,
ونفرتهم عنه.

(وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) أي: في نفسك، لست من الكبار والرؤساء بل من المستضعفين.

(وَلَوْلا رَهْطُكَ) أي: جماعتك وقبيلتك( لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) أي: ليس لك قدر في صدورنا، ولا احترام في أنفسنا، وإنما احترمنا قبيلتك،
بتركنا إياك.









رد مع اقتباس