الشبهة الرابعة: أن فتاوى العلماء لم تحرض على الجهاد
والجواب على هذا: أن العلماء دعوا للنصرة المعنوية والمادية ومعلوم أن النصرة يدخل فيها كل شيء بما فيه الجهاد ولو دعوا للجهاد فقط دون النصرة لوقعوا في التسرع والتعجل لأن الأمور الآن شائكة والدماء تسيل فنوع النصرة يحددها أهل البلد والعسكريين فقد تكون بالسلاح والجهاد وقد تكون بتقديم المال فليس العلماء من يحدد نوع النصرة ولكن السفاحون للفلسطنيين من أتباع الفكر الوحشي لا يفرقون بين تمرة وجمرة
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
: ((أنَّ الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان، فليس قتالهم بأولى مِن قتال المشركين والكفار؛ومعلوم أنَّ ذلك مشروط بالقدرة والإمكان؛ فقد تكون المصلحة المشروعة أحياناً هي التألف بالمال، والمسالمة، والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمرأصلح)) [مجموع الفتاوى 4\442]، فقيَّد رحمه الله تعالى الجهاد بالقدرة والنظر إلى المصالح والمفاسد فالنصرة لا تكون كل مرة بالجهاد بل العبرة بالمصلحة التي يقررها العسكريون وخبرائهم.
الشبهة الخامسة: إستنكارهم لفتوى تحريم المظاهرات
(دفاعا عن العالم الرباني صالح اللحيدان)
فمما أنكره الخوارج المارقون وجهلة الإعلاميون أن علماء السلفية خاصة السعوديين وعلى رأسهم العلامة النحرير صالح اللحيدان حرموا المظاهرات وبالتالي فهم يفتون وفق السلطان.
والجواب على هذه الشبهة:
أولا: حتى لو سلمنا لكم جدلا أن الشيخ أخطأ-بزعكم-فإن هذا لا داعي للتشنيع عليه لأن له حق الإجتهاد فهو يدور بين أجر أو أجرين بخلاف الطاعن فيه فليس له إلا الوزر.
ثانيا: إن الإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولا يقره بل هو محدث من عمل الكفار وقد انتقل من عندهم إلينا، أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه وتابعناهم عليه؟!.
إن الإسلام لا ينتصر بالمسيرات والتظاهرات، ولكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنيا على العقيدة الصحيحة والطريقة التي سنها محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - ولقد ابتلي الرسل وأتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر فهذا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون وقومه من تقتيل الذكور من المواليد واستحياء الإناث يقول لهم: ما أخبر الله عزّ وجلّ به عنه قال موسى لقومه : { استعينوا بالله واصبروا إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [ سورة الأعراف : 128] .
وهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول لبعض أصحابه لما شكوا إليه ما يلقونه من المشركين (إنّ من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه وليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الرجل من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلى الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات.
قال علامة اليمن مقبل الوادعي رحمه الله((وكيف يكون من الراسخين في العلم من يجعل الحزبية التي فرقت شمل المسلمين تحزبا للإسلام ويجعل تعدد الجماعات ظاهرة صحية, والمظاهرات المخالفة للإسلام وسيلة للتعبير عن الرأي, والعصيان المدني نوعا حضاريا في التعبير عن الرأي, والثورة والانقلاب أسلوبا لقيام الدولة المنشودة؟!
إلى غير ذلك من الشبه التي تنطلي على من لم يرسخ في العلم.)).
ثالثا:كبار علماء السنة في العصر على تحريمها وإليك أخي القارئ بين يديك فتاويهم المبنية على الأصول الشرعية:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوةوهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجاليةمن العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن وم نأسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.
فتوى العلامة العثيمين:
سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -
رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة
من وسائل الدعوة المشروعة؟
فقال رحمه الله: ( الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان)
[انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75].
لا يجوز المظاهرات حتى لو أذن ولي الأمر
(صفعة في وجوه المخرفين السياسيين وجهلة الإعلاميين المتربصين)
وفي سؤال ثان حول المظاهرات، ولو أذن بها الحاكم.
أجاب فضيلته: عليك باتباع السلف، إن كان هذاموجود عند السلف فهو خير، وإن لم يكن موجود فهو شر، ولا شك أن المظاهرات شر، لأنها تؤدي
إلى الفوضى لا من المتظاهرين ولا من الآخرين،وربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض وإما على الأموال، وإما على الأبدان لأن الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران ما يدري ما يقول ولا ما يفعل.فالمظاهرات كلها شر، سواء أذن بها الحاكم أو لم يأذن وإذن بعض الحكام بها ما هي إلا دعاية وإلا لو رجعت لما في قلبه لكان يكرهها أشد الكراهة، لكن يتظاهر كما يقولون إنه ديمقراطي. وأنه قد فتح باب الحرية للناس وهذا ليس من طريق السلف.
(عن شريط / لقاء الباب المفتوح ( الجلسة
الثانية)
وبهذه الفتوى يتبين أن العلماء لا يداهنون ولي الأمر في الحق البتة بحمد الله فالحرام حرام والحلال الحلال ولا مجاملة في ذلك.
رابعا: العلماء ينظرون للغالب لا للنادر ومعلوم أن غالب المظاهرات فيها الإفساد والإختلاط بين الرجال والنساء ويخرج فيها الكثير من النساء المتبرجات ويظهرن في الشاشة والتلفاز ولا إله إلا الله ناهيك عن التخريب والفوضى وكما قال العلامة الجليل صالح اللحيدان أنها من الصد عن ذكر الله...إي وربي إنها لمن الصد الكبير عن الدعاء لإخواننا هناك فليس للمسلم وقتا للمظاهرات ومشاهدة الأخبار في مثل هذه الأيام إنما فقط للعبادات والتقرب إلى الله بالحسنات لا بالبدع والتشبه بالكفار فهل عقل هؤلاء الغثاء والبهائم الذين يسيرون في الشوارع هذا؟!!!
الله المستعان وعليه التكلان من هذه البدع المنتشرة .
يتبع.........