اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kadirou831
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
سؤال يطرحه بعض طلبة العلم " هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة أم لا ؟ " ، وإني لأعجب من هذا الطرح الذي لم يكلف فيه الطالب نفسه أدنى كلفة بالنظر في أصول مذهب الفريقين ليقف على حقيقة الأمر بلا شك ولا أدنى ارتياب ! لأن طالب العلم لم يبلغ هذه المرتبة إلا لقدرته على البحث والطلب .
وإني سأعينك أخي الطالب على هذا الأمر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها صدقة ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) .
وإعانتي لك يا أُخي هو عرض أصول الفريقين من كتب أئمتهم المعتمدة وليست تقولاً على أفراد منهم من غير تعرض للمناقشة ، لأن المقام لا يحتمله وأترك لك الحكم بعد ذلك ، فإن رأيت الفريقين على أصول متفقة فأحمد الله تعالى على الاجتماع ، وإن رأيت الاختلاف فاسأل الله تعالى الهداية إلى الحق بصدق ، فإن من سأل الله بصدق بلغه الله ما يريد .
فأول هذه الأصول ( مصدر التلقي ) : فعند الأشاعرة هو العقل .
قال السنوسي في " شرح الكبرى " : ( وأصول الكفر ستة . والسادس التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية ) . وانظر " أساس التقديس " للرازي ، و " الشامل " للجويني وغيره .
وعند أهل السنة والجماعة مصدر التلقي هو السمع ، أي : الكتاب وصحيح السنة . أنظر " شرح أصول أهل السنة والجماعة " للالكائي ، و " الشريعة " للأجري وغيرهما .
الأصل الثاني : ( إثبات وجود الله ) : فعند الأشاعرة الدليل على إثبات وجود الله الحدوث والقدم .
وعند أهل السنة والجماعة أمر فطري معلوم بالضرورة ، ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد ، قال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا . سورة الروم ، ( الآية : 30 ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة ) .
الأصل الثالث : ( إثبات توحيد الله تعالى ) : فعند الأشاعرة توحيد الله نفي التثنية أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي : ( نفي الكمية المتصلة والمنفصلة ) ، وأول واجب عند الأشاعرة النظر أو القصد إلى النظر .
وعند أهل السنة والجماعة توحيد الله يكون بالإقرار بربوبية الله واختصاصه بالإلوهية والعبادة ، وإثبات صفاته وأسمائه ، وأول واجب على المكلف الإيمان بذلك لحديث أو ما تدعوهم إليه أن يوحد الله .
الأصل الرابع : ( الإيمان ) : فعند الأشاعرة هو التصديق القلبي واختلفوا في النطق والزيادة والنقصان وهي في ثوابه لا في نفسه عندهم .
وعند أهل السنة والجماعة الإيمان نطق اللسان وتصديق القلب وعمل الجوارح ويزيد وينقص في ثوابه ونفسه .
الأصل الخامس : ( القرآن ) : فعند الأشاعرة هو معنى كلام الله وليس هو بذاته كلام الله على الحقيقة لأن كلامه نفسي فإذا عبر عنه بالعبرانية فهو توراة ، وبالسريانية فهو إنجيل ، وبالعربية فهو قرآن وكلها مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه .
وعند أهل السنة والجماعة القرآن كلام الله حقيقة غير مخلوق ، وأنه تكلم به فسمعه جبريل من الله ثم بلغه محمدًا صلى الله عليه وسلم كما سمعه على حقيقته .
الأصل السادس : ( القدر ) : فالأشاعرة أرادوا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاءوا بنظرية الكسب التي مآلها جبرية خالصة حيث تنفي أي قدرة أو تأثير للعبد .
قال الرازي : ( إن الإنسان مجبور في صورة مختار ) .
وأهل السنة والجماعة يوجبون الإيمان بالقدر كله وأن كل شيء عند الله مقدر معلوم وهو سر الله المكتوم لا يُعلم إلا بعد وقوعه وللعبد إرادة ومشيئة لقوله تعالى : فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ . سورة الكهف ، ( الآية : 29 ) .
وهي داخلة في مشيئة الله تعالى لقوله : وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللهُ . سورة الإنسان ، ( الآية : 30 ) .
الأصل السابع : ( النبوات ) : ويتعلق فيها أكثر من مسألة ولكني أذكر واحدة ، فعند الأشاعرة لا نبي إلا بمعجزة ، والسحر والكهانة من جنس معجزات النبوة ، إلا أن الساحر لا يدّعي النبوة مع سحره ، ولو ادعاها لسلبه معرفة السحر .
وعند أهل السنة والجماعة : النبوة تجمع بين صفات ثبوتية وإضافية ، وهي اصطفاء من الله ، والله أعلم حيث يجعل رسالته يخصه بدلائل وبراهين وصفات توجب تصديقه وإتباع أوامره على حد جواب صاحب القبر فيما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدى فأمنا وأتبعنا .
الأصل الثامن : ( الصفات لله تعالى ) : فالأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات معنوية فقط دلَّ عليها العقل .
وأهل السنة والجماعة يثبتون جميع الصفات لله تعالى المعنوية والخبرية الذاتية والفعلية التي دلَّ عليها كتاب الله وصحيح السنة من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على حد قول أئمتهم : ( أمروها مثل ما جاءت غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ) ، وهذا الأصل من أشد الأصول اختلافًا بين الفريقين .
وإلى هذا الأصل نقف على اختصارها واقتضابها وإلا فهناك اختلاف في السمعيات وأفعال المخلوقات والحكمة الغائية والتأويل والتكفير مما يُظهر لنا أن لكل فريق أصولاً لا توافق أصول الفريق الآخر .
اسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يسلك بنا سبيل مرضاته إنه جواد كريم .
والحمد لله رب العالمين
-------------
منقول
|
في هذه المشاركة
هناك ثمانية اصول
لماذا رددت على اصل واحد فقط
وسكت عن البقية
هل هو اقرار منك لها
ام قصرت همتك عن الاجابة عليها