منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كُــلــنــا غـــــزه ،،، وذلك أضعفُ الإيمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-09, 19:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
gatboulerbah
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية gatboulerbah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في الحديث عن البُكاءِ




ماذا ورثنا، نحن العرب، عن أسلافنا القُدامى؟ يبدو أنّ الإجابةَ المناسبةَ لواقعنا هي أنّ التّركةَ التي ورثنا لا تتجاوز "قِفَا نَبْكِ". منذ خمسين سنةٍ، ونحن نبكي من كثرةِ انكساراتنا رغم ما أوْهَمَنا به الغربُ الاستعماريُّ من استقلالٍ وَرَقيٍّ.

خسرنا كلّ شيءٍ ونحن مستقلّون، بل انكسرت أحلامُنا القومية ونحن نلوكُ "عِلْكةَ" الحريّةِ ونجترُّ الماضي السعيد، هل قلتُ مستقِلُّون؟ نعم نحن مُسْتَقِيلُون... عَوَّلْنا على نُخبِنا الفكريّةِ، فملأت عقولَنا بأكداسِ النظريّات السياسيّة والاجتماعية والاقتصادية التي جلبت من وراء البحارِ وأدخلتنا بها متاهةَ البحثِ عن الذّاتِ التائهة، عوّلنا على قياداتنا القومية في استنهاضِ الشعوب من سُباتِها الوطنيِّ، فإذا بها تُدجِّنُ فينا مفاهيمَ الوطنية والعزّة والكرامة من باب الإيمان بالتواصل مع الآخر والاعتدال في التعامل معه والتسامح وضبط النفس.

عوّلنا على ثرواتنا الوطنية فإذا بها تتسلّلُ كالسارِقِ من أيدينا إلى غيرنا وتعودُ إلينا قنابلَ وصواريخَ وطائراتٍ تذبحُ ما بقيَ فينا من رميمِ الأرواحِ. فعلنا كلَّ ذلك ونحن نبكي وُقوفًا على الأطلالِ.

***
لا أُخفي أنّي صرتُ أشكُّ في صفاءِ سُلالةِ العربِ. بل إنّي أزعم أنّ سُلالتَنا هجينةٌ، سلاسِلُ سُلالتِنا الجينيّةُ غير صافيةٍ، لا بل أكادُ قول إنّها مليئةٌ بالتشوُّهاتِ الأخلاقيّة والفكريّةِ والسلوكيّةِ والزَّعاماتيّة. كيف يمكن، بالله عليكم، لشعوبٍ كتب أسلافُها "الخيل والليل والبيداء تعرفني.." و"متى بلغ الفِطام لنا رضيع تخر له الجبابرُ ساجدينا"، كيف يمكن لأحفاد هؤلاء أن يتنازلوا عن حقوقِهم بالمجّان ويسمحوا للأعداء بتقتيل رعاياهم وهم يدخِّنون النارجيلا ويشربون الويسكي احتفالاً برأس العامِ ؟

كيف يمكن لأحفاد هؤلاء أن يُغْلِقوا معابرهم مانعين المُصابين بنيران أعدائنا من التداوي؟ كيف يمكن لأحفاد هؤلاء أن يزجّوا بمواطنيهم في حرب غير متكافئة القُوى ويكتفون بالتهديد اللفظويِّ؟ إنّي أكادُ أجنُّ من انكساراتي، أكادُ أُجنُّ وأنا أشاهدُ بعضَهم يشرب دماءَ الأبرياء التي أسالتها قنابل إسرائيل وأمريكا ويُقايِضُ بها على البقاء في كرسيِّه؟ لقد جُنِنْتُ، أو هكذا يبدو لي الأمرُ الآن.

***
السيناريو معروفٌ: غزّة انفصلت عن رام الله، وكلتاهما محتلّتان، وانفصال غزّة "وهو خطأ تاريخي ارتكبته حماس" أشعل الغيضَ في رأسِ السيد عبّاس، فانتقل إلى القاهرة وأخافَ مُبارك من خطر تنامي قوّة حماس الإسلامية على أمن مصر، ولأنّ مبارك حريصٌ على عرشِ مصرَ، فقد استقبل ليفني في بيتِه، ومن بيته بالقاهرة انطلقت أوّل إشارة لغزوِ غزّةَ وإعادتها إلى بيت طاعة السيد عبّاس، ومن ثمّة سيبدأ بثُّ مسلسلِ المفاوضات، ونحن نعرفُ أبطالَه، ولكنّا سنبكي على سوء مصائرهم ...


(منقول)









رد مع اقتباس