السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من منّا يستطيع أن يُنكر أن أغلب حواراتنا تنتهي وما كادت تبدأ لأنها تتحوّل إلى صخب وجعجعة لا نرى لها طحينا أبدا بل أبعد من ذلك تتحول إلى خلاف ـ لأننا أبعد من أن نؤمن بالإختلاف ـ وهو صناعتنا التي لا يضاهينا فيها مضاهٍ ؟
من منّا يستطيع أن ينفي أن دخولنا لساحات الحوار والنقاش هو أشبه بدخول ساحات الوغى سلاحنا فيها : رأيي ولا رأي سواه ! ومنطلقنا قاعدة غريبة وشاذة : "من ليس معي فهو بالضرورة ضدي " ؟!
من منّا يستطيع أن يُفند أننا نلجها بمنطق الهزيمة والنّصر فترى أحدهم يتشبث برأيه رغم يقينه من زيغه حتى يحفظ ماء وجهه ونصاعة شرفه ؟!
إنه منطق : معزة ولو طارت !!
وما طارت إلاّ آمال وأحلام أمة هي في أمس الحاجة للحوار بين كلّ أطيافها ..
بين الحاكم والمحكوم ....ألا نرى حجم الثقة المتردي بينهما ؟
بين المعلّم والتلميذ ...ألا نرى أن الأول يرى الثاني متعنتا والأخير يراه متسلطا ؟
بين جيل الآباء والأبناء ....ألا نشهد صراعا ندفع ثمنه غاليا بينهما ؟
بين ....وبين ....
كلُّ ذلك جعلنا نبدو مجتمعا خارج مجال التغطية ـ بل نحن كذلك فعلا للأسف ـ لأن الرسائل لا تصل ولن تصل حتى لو أعدنا المحاولة بعد كلّ حين لأننا نفتقد لأسس الحوار الغائبة بل المُغيبة على الأرجح فجعلناه حوارا للطرشان .
أين نحن من ثقافة الحوار ؟