هل يحق لنا أن نسأل؟
الأمم المتحدة تدين غارات الناتو على المواقع المدنية في طرابلس : رئيس الانتقالي الليبي ينقلب على أعضاء مكتبه التنفيذي
حرام!
قال إن التحالف أصبح اسما بلا فعل، أبو جرّة سلطاني لـ “الفجر” : “أجرينا محادثات مع الإسلاميين داخل السجون والكثير منهم مؤهل لحل الأزمة”
عبر فيها عن رفضه مغادرة البريمر ليغ ويأمل في نيل فرصته : الصحافة الإنجليزية تختصر الطريق على حليش وتحمل رسالته إلى مدرب فولهام
هل يحق لنا أن نسأل؟
2011.08.09
مصر حاكمت مبارك محاكمة مذلة لأنه أخذ 5 فيلات وأهدر ما يقارب المليار دولار في صفقة الغاز المشبوهة مع إسرائيل، ونحن كدنا نحاسب ونشنق بومدين في قبره ونشنق معه مجموعة بلعيد عبد السلام بسبب صفقة الغاز مع أمريكا المسماة "بالبازو"! حدث هذا سنة 1980 حين فتح البرلمان نقاشا رقابيا حول ملابسات هذه الصفقة، وبالفعل تم إلغاؤها مع الخسائر المعروفة وغير المعروفة في إلغاء هذه الصفقة.
وكانت الأرقام التي خسرتها الجزائر في هذه الصفقة غير بعيدة عن أرقام مصر في صفقة مبارك مع إسرائيل.
نعم، الحزب الواحد كان يحكم البلد، لكن الشفافية كانت موجودة في تسيير المال العام بصورة أفضل مما هي الآن.. لأن الحكام كانوا يتعرضون للمساءلة عن تصرفاتهم. لكن اليوم لا توجد أية مساءلة من أية جهة لأية جهة، ولا نرى هذه المساءلة إلا في سياق تصفية الحسابات والتراشق حول المناصب بالملفات القذرة للفساد!
ترى من يتحمل مسؤولية ما حدث لاحتياطات الصرف المودعة في الخزينة الأمريكية بفوائد لا تغطي حتى عشر خسائر تآكل الدولار؟! وكم خسرت وتخسر الجزائر من هذه العملية؟! وهل ما حدث كان مع سبق الإصرار والترصد أم كان مجرد خطإ؟
لماذا البلدان الأخرى ترهن أراضيها وسواحلها للأجانب من أجل الحصول على الأموال للاستثمار وتطوير البلدان ونحن نقوم بوضع أموالنا من احتياطي الصرف عند الغير ببلاش تقريبا؟! هل هذا سوء تسيير أم وراءه أسباب سياسية أخرى من قبيل رضى الصهاينة على مبارك مقابل أخذ الغاز المصري بغير ثمنه الحقيقي؟!
لماذا يحاسب المصريون والتوانسة وربما غدا الليبيون والسوريون من قتلوا الشعب وأبناء الشعب ومن بذروا المال العام ولا نحاسب نحن من قتل في 5 أكتوبر ومن قتل بعد 5 أكتوبر ومن سرق قبل 5 أكتوبر ومن سرق بعد 5 أكتوبر.. ونسجل ذلك ضد مجهول؟! هل السرقة والفساد وسوء تسيير البلد لا يعاقب عليها القانون عندنا كما هو حاصل في البلدان الأخرى؟!
هل يمكن أن نطمع في معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، حول كارثة وضع احتياطات الصرف في الخزينة الأمريكية؟! ولماذا لم نضع هذا الاحتياطي كسبائك ذهب كما فعل بومدين؟!
نعم، الصين هي أيضا وضعت احتياطاتها في الخزينة الأمريكية، لكن الصين كان لها هدفها وهو محاربة أمريكا من الداخل، فهل نحن أيضا أردنا أن نفعل بأمريكا ما تريد فعله الصين؟
هذه مجرد تساؤلات.. عندما نضع المؤسسات القادرة على مساءلة الحكومة، يمكن أن نطمع في معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، وإن كان الأمر سيكون أكثر ألما من عشرية الدم...
بقلم: سعد بوعقبة جريدة الفجر