بارك الله فيك أخي .
يبدو أنك من المعلمين - المدرسين - الذين قدموا إلى الجزائر لتعليم إخوانهم الجزائريين .
بالرغم من أن الاستدمار الفرنسي بقي في الجزائر مائة و ثلاثين سنة و سعى كل السعي للقضاء على اللغة العربية إلا أنه لم ينجح . فالجزائريون الذين تلقوا تعليما فرنسيا على أيدي الفرنسيس نسبتهم قليلة جدا بالنسبة لباقي الجزائريين، و أغلبهم في المدن الكبرى، أما باقي الشعب صغيره و كبيره فأغلبه أمي لا يتكلم إلا اللهجات العربية أو الأمازيغية المنتشرة في الأرياف و البوادي . و إطلاق حكم الفرنسة على الجزائر و الجزائريين سببه يكمن في أن الإدارة مفرنسة و أن المثقفين الذين يمثلون الجزائر مفرنسون، أما الشعب حقيقة فهو أبعد ما يكون عن الفرنسية و التفرنس . أغلب الجزائريين حينها هم سكان البوادي و الأرياف المنتشرة في الجبال لا يعرف أبناؤهم إلا الكُتاب و اللوح و الصمغ، و منهم آباؤنا و أمهاتنا .
و لي تعليق على كلمة ( بَزَّاف ) التي حاولتَ إيجاد أصلها العربي فحذفت حرف الجيم من أولها فجانبت الصواب أستاذي . كلمة ( بَزَّاف ) أصلها ( بِجُزَاف ) حُذفت الجيم للتخفيف فصارت ( بَزَّاف ) . مثال آخر كلمة ( لَمْسِيد ) المنتشرة في الأحياء الشعبية، و تُطلق على المدرسة . هي كلمة أصلحا ( مَسجد ) قُلبت الجيم ياء للتخفيف فصارت ( مْسيد ) سابقا كانت تُطلق هذه اللفظة على الكُتاب - و الكُتاب يكون إما بداخل المسجد أو بجواره - و بانتشار المدارس التي أخذت وظيفة الكتاب في تعليم الصبيان و البنات أطلق عليها عامة الناس لفظة ( مسيد ) التي كانوا يطلقونها على الكُتاب . و لا زالت هذه اللفظة واسعة الانتشار في الأحياء الشعبية بالعاصمة إلى اليوم . و أخبرني أحد الأعصاء السعوديين هنا - الغنام - أنه بالسعودية يُطلق بعض كبار السن عندهم على المسجد اسم ( المسيد ) .
جُزيت الجنة أستاذنا .