أختي الغاليــــــــة
أُقلب طرفي أتأملُ،فيتألم القلب ويأمل،ويحزن ويفرح،
ويسعد ويشقى .من أجلك أنت،
فأنا كغيري من الناصحين أحمل همك في الليل والنهار،
وفي اليقظة والمنام ..
أيْ والله
فما طَوَّفَتْ بالقلبِ مني سحــابةٌ من الحزنِ إلا كنتِ منها على وعـدي
ولا رقصتْ في القلبِ أطيافُ فرحةٍ فغنّتْ إلا كنتِ طــالعـةَ السّعـدِ
أثـرتِ ابتسامتي وأحييتِ لوعـتي فمن أنتِ يا اُنسي ومن أنتِ يا وَجْدِي
إنها أنت أيها الأمل
فالقلب يشقى ويحزن ويتألم عندما أراك أُلعوبة تتأرجح ،
وسلعة رخيصة ، وفتاة لعوبه لا هم لها سوى اللذات والشهوات .
ويسعد القلب ويفرح ، ويعقد الآمال وأنت تصارعين طوفان الفساد ،
وتصرخين في وجه الرذيلة ..
أنا مسلمة مستقيمة ، وبنت أصيلة ،أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة .
أختاه ..أيتها الغالية ..
يا نسمة العبير ،أنت بسمتنا المنشودة ،وأنت شمسنا التي تبدد الظلام،
عندما خُضت في أسرار العلاقات المحرمة رأيت تعدد أسبابها وأذكر لكِ منها ...
ღ ضعف الإيمان ღ
وغالبا ما تكون "العلاقات المحرمة" ناشئة عن الهوى وضعف الإيمان، لا سيما إذا كانت الفتاة هي التي تبادر إلى معاكسة الآخرين فترقم الأوراق برقم هاتفها وترميها في الأسواق أو تلتقطها من الطرقات بعد أن تدرك من المعاكس قصده، بإشارة يدوية أو "بلغة العيون " المعروفة عند الشباب الطائش..
ولا يتصور صدور مثل هذه الحماقة ممن كمل إيمانها واستقامت جوارحها على طاعة الله ورسوله، فقد وصف الله جل وعلا المؤمنين بحفظ الفرج والبعد عن نواقض ذلك.
قال سبحانه :{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }
وقال تعالى في وصف المؤمنات { وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ }
ولا شك أن مثل هذه العلاقات هي سبيل لهتك الأعراض، فلا تصدر إلا من ضعف إيمانها، وهانت يقينها وغلبت عليها نار الشهوة وفتنة المعصية!
ألأجـلِ لهـو أم لأجل فساد عاكست هاتفة بغير رشاد
ترمين من عذب الكلام وسحر للسامعين بشهوة وودادي
أوما علمت بأن عرضك وقتها يشرى لنذل سافل رواد!
وكأن أذنك لم تسمع ما جرى لمعاكسات في الضياع تنادي
وستعلمين إذا رماك ذليــلة ماذا جنيت " بهتفة" وعناد!!
ღ سوء التربية ღ
إن إهمال الفتاة وعدم تربيتها التربية الصالحة المستمدة من الكتاب والسنة منذ نعومة أظفارها لها أثر سيئ على سلوكها، حيث إن الفتاة التي لم تتلق تربية صالحة فإنه في الغالب عندما تكبر وتشب تقع في المحرمات والموبقات.
يقول الإمام الغزالي: الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش، وهو قابل لكل ما نُقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوّد الخير وعُلّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه وكل معلم ومؤدب، وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والولي له،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: { كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه }
وإذا كان للمنزل كل هذا الأثر في حياة الفتاة وجب تحقيقاً للغاية المنشودة أن تحاط بكل ما يغرس في نفسها روح الدين والفضيلة.
ღ رفيقات السوء ღ
إن رفيقات السوء هم أولئك اللاتي يردن لصديقاتهم الدمار والضياع، ويردن بهم التعاسة والشقاء، والغرق في بحر المعاصي والمنكرات.
ولقد حذرنا الله عز وجل من الرفيق السيئ فقال تعالى:
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا }
فكم من فتاة أو امرأة أرادت أن تسير في طريق الله تعالى، ولكن لم تفلت من براثن الرفقة السيئة التي تجرها إلى المعصية وتحببها إليها.
فاحذري اُخيه من أن تصاحبي من تكون متبرجة نازعة لجلباب الحياء و التي تبحث عن الموضة وآخر الموديلات ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ღ الإعلام المدمرღ
والإعلام الآن له دور مؤثر في إفساد الفتيات و أعني الإعلام بكل أنواعه المرئي والمقروء والمسموع وخاصةً ما سُمي (بالدش) والذي ينقل لنا جميع القنوات الفضائية من أنحاء العالم، والتي تحمل الشر والفساد والفجور والرذيلة.
إن أعظم جرم يرتكبه الأب بحق أسرته هو إدخال هذه الأجهزة الفتاكة المدمرة إلى بيته. فبدلاً من أن يربي بناته على الطهر والعفاف، فإنه يربيهم على رؤية الفاسقين والفاسقات ورؤية المجون والخلاعة.
ღ التساهل في تناول الهاتفღ
وهذا السبب قد يشمل حتى الملتزمات الخاشعات، لأن مجرد الرد على الهاتف والجرأة على الكلام مع الأجانب قد يسقط الأخت المسلمة في شباك الفساق، ولو كانت نيتها حسنة، ذلك لأن الأخت المسلمة قد يستغفلها الشاب بعذب كلامه لا سيما إذا كان ممن يحسن فن إثارة العواطف، وتعسيل الكلام مع إظهار البراءة والخلق.
لذا أختي المسلمة احذري أن تعرضي نفسك لهذه الفتنة لغير ضرورة , لأنها وإن لم يلحقك الضرر من معاكسة ومعاكستين، فستجدين صعوبة بالغة في مجاهدة فتان ثالث، وقد يخطر ببالك سلوك هذا الطريق والثقة بمن يظهر حسن النية، كالرغبة في الزواج أو الخطبة.
فكم من فتاة بريئة ردت على الهاتف- لا لقصد المعاكسة- فإذا بها تسمع من كذب الكلام وسحره ما جعلها تتردد في زجر المتكلم وإغلاق الهاتف في وجهه.
وبقيت على حالها حتى سقطت في شباك المعاكسة.. بل واللقاء.. والفضيحة.
ღ التبرج والخروج لغير حاجة ღ
ولأن التبرج دليل على انحلال من تتصف به، وبُعدها عن الحياء والحشمة فإن السفلة من الشباب يطمعون في الكلام مع المتبرجات، أشد من طمعهم في غيرهن، فلو لم ير الشاب عنوان الفسق في لباس المرأة لما تجرأ على مضايقتها ومحاولة الإيقاع بها في أحضان الرذيلة.
لذا- أختي المسلمة- عليك أن تصوني عرضك بالحجاب، وأن تلتزمي بالحشمة والوقار فإن ذلك يدفع عنك سلوك طريق العلاقات المحرمة ويجنبك الوقوع في الفتن والموبقات.
إن الرجال الناظرين إلى النسـا مثل السباع تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمـان
وأما الخروج لغير حاجة فإنه مضنة الوقوع في الفتن، لاسيما إذا تخلله البعد عن الحياء، ولذلك فقد قرر الإسلام أن لزوم المرأة في بيتها هو المخرج من الفتنة والكفيل بإبعاد الفتنة عنها وعن المجتمع، وكلما لزمت الأخت المسلمة بيتها كانت آمنة من حيل الذئاب الذين يتربصون في الأسواق والطرقات، ويتفننون في التعريف بأرقام الهواتف أو استخراجها من الأطفال والجيران. قال تعالى : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }
ღ الفراغ ღ
وليس الفراغ في حد ذاته سبباً في الوقوع في العلاقات المحرمة وإنما الفراغ المقترن بالغفلة، فإذا غفلت المرأة المسلمة عن ذكر الله جل وعلا، وأفرغت نفسها لخواطر النفس ووساوس الشيطان أصابها الضعف والهوان، وأصبحت رهينة شهواتها وملذاتها..
ولذلك فقد قرن الله جل وعلا بين الغفلة و إتباع الهوى فقال { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }
أختاــآآه
اعلمي أن الفراغ نعمة من النعم العظيمة.. لو عرفتِ كيف توظفينه في الخير لكان لكِ فوزاً في الدنيا وذخراً يوم القيامة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "
بادر شبابك أن تهرما وصحة جسمك أن تسقما
وأيام عيشك قبل الممات فما قصر من عاش أن يسلما
ووقت فراغك بادر ربه ليالي شغلك في بعض ما
فقدم فكل امرئ قادم على علم ما كان قد قدما
وخاصة الفراغ العاطفي
فلدى الفتاة قدرة على العطاء العاطفي للآخرين كما
أنه لديها الرغبة في سماع بعض الكلمات الرقيقة، وحرمان الفتاة من
الحنان والعطف قد يدفعها إلى مثل هذه العلاقات التي قد تدفع عمرها
ثمنًا لها.
ღ تأخير الزواج ღ
وكثيراً ما يكون الآباء سبباً في دفع بناتهن إلى اقتفاء طريق العلاقات المحرمة والمغامرة بأعراضهن من أجل الزواج.
ذلك أن الأب إذا كان ممن يرفض تزويج بنته لأسباب تافهة فإنه بتصرفه ذاك يحرمها من السكينة و التحصن، وقد يدفع بها إلى مهاوي الفساد والهلاك ..
ألا فليتق الله الآباء في بناتهن، وليبعدوهن عن أسباب الفتنة والضياع، لا سيما في هذه الأزمان، حيث كثرت الفتن وأصبحت نساء المؤمنين أضعف عن مواجهة زلازل الشهوة وبراكين الفتنة، فكل أب مسئول عن ابنته ولا يجور له أن يقذف بها إلى مسار المعصية بحرمانها من الزواج والعفاف،
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
أبى هذا العتاب وذاك قـلبي يـؤرقـه بآلامي السـقام
أبي حطمتني وأتيت تبـكي على الأنقاض ما هذا الحطام
أبي لا تغض رأسك في ذهول كما تغطيه في الحفر النعـام
لجاني الكرم كاس الكرم حلو وجنى الحنظل المرء الـزوام
ومن الأعراض التي تظهر على الفتاة مع تعرضها لهذا النوع من العلاقات:
*انخفاض المستوى الدراسي إن كانت من الدارسات.
*السرحان الدائم والسباحة في عالم الخيال (أحلام اليقظة).
*تبتدع الفتاة الأكاذيب الدائمة على أهلها للخروج ولقاء الحبيب.
*الخوف المستمر من معرفة الأهل والقلق والتوتر.
* تأنيب الضمير إذا خلت بنفسها.
أختاه
...أيتها الدرة المصونة والجوهرة الغالية !
أرعي لي سمعَك وقلبَك فإن لي إليكِ حديثاً .. مازال يتردد في جناني ويملأ عليّ فؤادي
الذي اكتوى غيرة عليك ومحبة للخير لك ...
فلكل شئ يا اُخيــه بداية وأيضاً له نهاية
فقبل أن تفكري بالبداية فكري قليلاً بالنهاية
فهذه العلاقات غاليتي تتسبب لكِ في آثار جمة نذكر منها ..
1ـ خوف الفتاة المستمر من ترك صاحبها لها أو الانحدار معه إلى الهاوية
فهي علاقة مزيفة وعالم خيالي لا ينتهي إلا بالأخطاء والندم .
2ـ وقد تقع الفتاة ضحية الابتزاز والتهديد والفضيحة وإخبار الأهل إن قررتْ
ترك الشاب الحبيب المزعوم .
3ـ قد تتعرض لصدمة نفسية ومحنة كبيرة واضطرابات عصبية ونفسية
وقد تصاب بالجنون بعد ابتعاد الحبيب عنها .
4ـ انكسار قلب الفتاة إذا لم تستمر هذه العلاقة وتنتهي بالزواج .
5ـ وإذا تم الزواج فقد يحدث الطلاق بعد الزواج بسبب كثرة الشكوك بين الزوجين ..
لقوله تعالى
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ }
6ـ المشاكل الدائمة بين الفتاة وبين الأسرة.
7ـ وقد يترتب على هذه العلاقة انحراف وعلاقة غير شرعية قد يكون
ثمرتها الحمل [الكارثة الكبرى] .
8ـ فقدان الفتاة لسمعتها وفقدها لثقة الآخرين.
9ـ فقد الفتاة لمستقبلها، وقد تفقد حياتها ثمنًا لمثل هذه العلاقات .
ولذلك غاليتي فإن الأنثى تختلف عن الذكر بطغيان العاطفة على العقل ، فحينما تحب يصبح ذلك
الرجل محور حياتها كلها ، وفقده يعني خسارة الحياة بأكملها ، وهذا يعني إذا تعلّقت الأنثى مع ذكر
بعلاقة عاطفية غير ناضجة وليس بالمعلوم أتنتهي بزواج أم لا، ثم حدث الانفصال
بسبب أن الذكر كان غير جاد أو غير قادر على الاستمرار معها ، نجم عندها معاناة
نفسية شديدة الوطأة كبيرة الأثر، تتراوح ما بين الكآبة الشديدة إلى
الحالات الذهانية و الوسواس وما إلى ذلك من الآلام النفسية المبرحة التي نصادفها في عياداتنا
النفسية، والأهم من ذلك تأثر العلاقة مع الشريك الحقيقي الشرعي في المستقبل،
بسبب أن قلبها لا يزال في شَرك العلاقة القديمة الغير شرعية
.