بعد اطِّـلاعي علـى تعليــقات الزمـلاء ، لاحظــتُ أنــها تتلخــص في ثلاث نقــاط سبَّبــتْ اختــلافات بينــنا ، نحن ـ عمال التربية ـ . هذه الاختلافات تصل أحيانـا إلى حـدِّ الخلافات ، عموما ، النقاط الثلاث هي :
1 ـ أداء المعلم لواجبه : إن المعلم هو الموظف الوحيد الذي يلتحق بمقر عمله في الموعد ، لأن عمله مرتبط بالتلاميذ ، بينما يلتحق أغلب الموظفين بمقارِّ أعمالهم متأخرين ، دون ان يُفكروا في تعطيل مصالح الناس ، وهؤلاء هم الذين يسخرون من المعلم ، ويجعلونه بطلاً لحكاياتهم ونوادرهم ، حتَّى شعر ضعاف النفوس منـّا بأنهم حثالة المجتمع بالفعل .
أمَّا داخل القسم ، فإنـني لا أتصور أن يبقى المعلم يتفرج على التلاميذ ولا يُعلمهم !! إلاَّ إذا كان ميت الضمير . وهذه فئـة قليلة أُرغمتها الظروف على امتهان التعليم ، ولم تختَرْهُ عن رغبة واقتناع .
2 ـ ـ دورو خير من وجوههم ـ : مقولة تشعرني بالتعـرق كلما سمعتها أو قرأتها ، لأنها تـَنِـمُّ عن ضعف ويأس واستسلام،
واستغلوا فينا هذا الوهن ليستمتعوا بالهَبــْر ويرموا لنـا بعض العظام ويتفرجون علينا ونحن نتسابق إلى مكاتب البريد !
3 ـ الآن وقد أدرك الجميع ، أن عمال قطاع التربية ظُلموا ، واعترف بذلك الوزير نفسه ، كما اعترف بالخطإ الذي ارتكبه المقتصدون في بعض ولايات الجنوب فحُرِمَ الأساتذة من حقهم في منحة الجنوب ـ منحة المنطقة ومنحة الجنوب الكبير ـ ولكن لم يتحقق شــيء ، وعلـــيه فإن الحق لا يمكن إن يتحقق إلا بالقوة ، وحان الوقت للخروج من قوقعة الطيبة وشماعة مصلحة التلميذ .
لا بد إذًا من اتخاذ مواقف حاسمة لاسترجاع مكانتنا الاجتماعية ، ليس فقط بتحسين الوضع المادي، بل بدفع المسؤولين إلى إعادة النظر في المناهج التربوية والسعي لرفع مستوى التعليم .