نتاب الانسان في بعض الاحيان حيرة ودهشة ازاء بعض الامور التي لا يجد لها أي تفسير فيعصر عقله وفكره بعناء دون جدوى ، من ذلك ما يحصل من فوضى في تسيير كرتنا وانديتنا في عصر الاحتراف والتقدم المتسارع وأخص بالذكر نادي مولودية الجزائر لأنه النادي الاعرق والاكثر شعبية في الجزائر ....
أيعقل أنه وفي ناد كبير كالمولودية لا يوجد من بين جماهيره العريضة -والتي تفوق بكثير عدد سكان الكثير من الدول - رجل رشيد غيور..؟؟؟
كيف يمكن لناد كالمولودية أن يسير تماما كما يسير محل لبيع المأكولات السريعة ...!!!؟؟؟
محل لا يهم صاحبه الا ملء جيبه بالنقود الوسخة وفقط وآخر همه جودة ما يقدم للزبون بل لا يهمه حتى ان كان الاكل نقيا ام متعفنا لان عنده معريفة في الشرطة ومصالح التجارة ...لا تهمه أبدا صحة مرتادي المحل ، هؤلاء المرتادين والزبائن غير العاديين، نعم غير عاديين لأنهم ورغم الخدمات السيئة والتي قد تصيبهم بالتسمم والضغط والسكر و...الا انهم متعلقون به أشد التعلق ، بل ويعشقونه حتى النخاع لأن حبه وتعلقهم به نشأ وترعرع فيهم من زمن طويل تماما كما تتشبث النخلة المتفرعة الاغصان بالارض القاحلة الجرداء......
ألا يوجد من هؤلاء المحبين رجل واحد فقط ممن حباهم الله بالمال والحكمة لينقلب على أولئك الطماعين الذين عاثوا بالمحل فسادا....؟؟؟
ان تاريخ المولودية وعراقة هذا النادي تستحقان بامتياز أن يكون لها ادارة احترافية متكاملة ، بل منظومة تسيير لا تتأثر بتغير الأشخاص المسيرين، علاوة على مقر كبير وملعب خاص بالنادي ومدرسة تكوين ...
أنا لست من مناصري المولودية ولكن أحترم كثيرا تاريخه ، لذلك يحز في نفسي بل ويحزنني بعمق الحال التي هي عليها الآن ..
في رأيي المتواضع لن تستقيم هاته الحال الا اذا خرج مناصروا المولودية الاوفياء والشرفاء من الظل ومن بوتقة انعزالهم التي وضعوا أنفسهم ووضعتهم الظروف فيها مكرهين أو مخيرين ليتركوا الساحة خاوية لاولئك العشوائيين الذين لا يقدرون تاريخ النادي ولا عظمة جماهيره حق تقدير...الحل في استرجاع المولودية لمكانتها -التي تستحق- هو عندهم ...فلينهضوا ليعصفوا برياح التغيير السلمي الحضاري....الحكيم والهادئ.
وعندها فقط يصبح المحل المشبوه مطعما بمواصفات وشهرة عالمية ليقدم اشهى وأنقى وأجمل المأكولات ...تحت شعار : "هنيئا للشناوة"
ما لمولودية الا انموذج فالامر ينطبق تماما على باقي الاندية وعلى الاتحادية ...بل ينطبق على الجزائر كلها ...حان للشرفاء وللأكفاء أن يأخذوا زمام الأمور ...وحان لنا نحن أيضا أن نتغير ...لانه وفي الحقيقة فالعيب فينا بالاساس ...ولا تنسوا أنه كما تولوا يول عليكم...