قد تكون مشاكل القذافي* السياسية صغيرة نسبة لما* يتعرض له من جراء أعمال أولاده*. في* ما* يلي* تقرير* يسلط الضوء على أسلوب حياة أولاد القذافي* ومغامراتهم*:
هم سبعة إخوة وأخت وحيدة* يعيشون في* عالم لا* يمت بصلة إلى عالم جدهم البدوي*. ثمانية أطفال نشأوا في* بذخ البترودولار*. خليط* متفجر* يجمع ما بين المال والإسراف المنقوش على ما* يبدو في* الشيفرة الجينية لآل القذافي*.
وللإنصاف،* ينبغي* الإشارة إلى أن نصف الإخوة،* محمد* (40* عاماً،* مدير شركات الاتصالات في* ليبيا*) وعائشة* (33* عاماً،* محامية*) وسيف العرب* (30* عاماً،* ضابط*) وخميس* (29* عاماً،* ضابط*) هم جميعاً* غامضون إلى حد ما*. فمحمد هو ابنه الوحيد من زواجه الأول،* هو الوحيد الذي* يعيش بعيداً* عن الأضواء ويجني* ثروة بصورة معقولة في* قطاع الاتصالات*. وكان رجل الظلّ* هذا هو الذي* تفاوضت معه شركةEADS * الفرنسية بخصوص عقدها الثاني* مع ليبيا،* وهو عقد* »تيترا*«Tetra * للاتصالات المشفّرة*. في* المقابل،* فالأشقاء السبعة الآخرون،* وهم أبناء الزوجة الثانية* »صفيّة*«،* ليسوا من أنصار* »الشيفرة*«!
صغيرا العائلة،* »خميس*« و»سيف العرب*«،* بعيدان عن الأضواء،* وقد اختارا المهنة العسكرية كما فعل أشقاؤهما جميعاً* باستثناء* »سيف الإسلام*«.
* أما سيف الإسلام* (37* عاماً*)،* فهو حالة أخرى*. بصرف النظر عن بعض المغامرات الشبابية السخيفة والتي* تندرج في* إطار الاستعراض الديبلوماسي* والإنساني* الذي* منحه مزيداً* من الشعبية،* هو الوحيد الذي* نجح في* صنع اسم له في* الخارج*.
ملوك الليل
الأكثر حراكاً* هم الساعدي* (36* عاماً*) والمعتصم* (34* عاماً*) وهنيبعل* (32* عاماً*). منذ أكثر من عشرة أعوام،* ينظر إلى هؤلاء على أنهم ملوك الليل،* يعكفون على حضور الليالي* الملاح بأزيائهم المبهرجة*… ولا* يختمون سهراتهم من دون فضائح*. خلال صيف* 2001* بدأ الحديث عن هذا الثلاثي* الجهنمي* يتصاعد*. الساعدي* العازب،* ولكن* غير الوحيد،* يطوف بيخته الفسيح* (370* متراً*) على شواطئ الريفييرا وموناكو وسان ريمو ونيس الفرنسية وفي* جزيرة سردينيا حيث* يقضي* سهراته منفقاً* ملايين الدولارات من موازنة الجماهيرية*. الابن الثالث،* »المعتصم بالله*«،* هو الابن* »السرّي*« في* هذه العائلة*. ويحمل* »المعتصم بالله*« رتبة عقيد،* كان قد دخل في* نزاع مع والده لأنه نظّم،* داخل الجيش،* كتائب لمكافحة الفساد*. وقد اختار اللجوء إلى مصر،* حيث قلّده الرئيس مبارك وشاحاً،* قبل أن* يعود إلى ليبيا بصفة* »منسّق أجهزة المخابرات*«. وقد انحاز* »المعتصم بالله*« إلى* »سيف الإسلام*« في* نزاعه مع* »الساعدي*«.
إيطاليا لنا*! هناك أقام الساعدي* بين* 2003* و* 2007*.* »الساعدي*«،* كان لاعب الوسط في* فريق* »بيروز*« الإيطالي*. وكان* »الأمل الرياضي* الشاب*« يحتل طابقاً* كاملاً* في* أفخم فندق في* المدينة الإيطالية ويحجز* غرفة لكلبه،* وغرفة أخرى لسائقه*. وبعد سنتين من التمارين،* »نجح*« في* فحص للمواد المنشّطة الممنوعة،* ومُنِعَ* من اللعب لمدة ثلاثة أشهر*. أعيد* »الساعدي*« على الفور إلى ليبيا،* حيث بات مسؤولاً* عن فريق لكرة القدم*. بعد خسارة فريقه في* مباراة مع فريق* »الأهلي*«،* قام حرس* »الساعدي*« بإطلاق النار على مؤيّدي* الفريق المناوئ*. وكانت الحصيلة* 3* قتلى*. ولسوء حظّه،* كان الفريق المناوئ مملوكاً* من أحد أشقائه*. تخلّى* »الساعدي*« عن كرة القدم وبدأ* يهتم بـ»القوات الخاصة*«،* التي* تستند إلى* »اللجان الثورية*«. يتميز على مسارح الرقص أكثر منه في* الملاعب الرياضية؛ طويل وأسمر ومعروف بسيارته* »لمبرغيني* ديابلو*« الصفراء المصنعة بكمية محدودة والتي* يبلغ* ثمنها* 300* ألف* يورو،* وهو مثابر على ارتياد الأندية الليلية والمطاعم الفاخرة*.
افتعال أزمة ديبلوماسية*.. وارد
بناء على طلب والده،* انسحب الساعدي* من رياضة كرة القدم وجرب اقتحام هوليوود*. بطاقة دخوله إلى هوليود باعتباره ممولاً* رئيسياً* لشركة* »ناتشورال سيليكشن*« الأميركية،* التي* قررت إنتاج* 20* فيلماً* خلال السنوات الخمس المقبلة،* خصص لكل فيلم من هذه الأفلام ميزانية وقدرها* 15* مليون دولار،* وقد بادر الساعدي* البالغ* السخادبدفع فقط مئة مليون دولار كبداية للعقد مع الشركة،* لكن الذي* حصل أن الولد الشقي* عمد إلى توظيف خبرته ليعود إلى اللهو،* فأنشأ مشروع* »الجنة*« لأصحاب المليارات والذي* يمتد على* 40* كلم من الخط الساحلي* بين زويرة ورأس أجدير* غرب ليبيا*. هذا المكان الذي* يتطلب بضعة مليارات* يورو كاستثمارات،* يحظى بحصانة سياسية ما* يسمح بتسهيل عملية البيع واستهلاك الكحول المحظورة في* باقي* أنحاء جماهيرية العقيد* »المتزمتة*«.
شقيقه الكابتن هنيبعل القذافي* يلهو في* أكبر مرافئ العالم والعواصم الأوروبية حيث لا تنتهي* الأمور دائماً* على خير*. و»هنيبعل*« هو المجنون الذي* يعشق قيادة سيارته* »البورش*« بسرعة* 140* كلم*/ الساعة وبعكس اتجاه السير في* جادة* »الشانزيليزيه*« في* باريس*. هذا حينما لا* يمضي* وقته في* ضرب عشيقته الحامل في* فندق باريسي* فخم*. وهذا ما دفع العدالة الفرنسية للإدعاء عليه بتهم* »حيازة سلاح حربي*« و»خطف*«،* و»ارتكاب أعمال عنف*«…. في* تموز*/ يوليو* 2008* أوقفته الشرطة السويسرية مع صديقته عارضة* الأزياء اللبنانية ألين سكاف في* الجناح الذي* يشغله في* أحد القصور في* جنيف بعد شكوى تقدمت بها خادماته بسبب سوء المعاملة،* ونتج عنها أزمة ديبلوماسية بين سويسرا وليبيا لا تزال تداعياتها تترددحتى الآن*.
اليوم،* هوذا المعتصم العازب حتى الآن* يحمل المشعل*. بعد أن تلقى دروسه مع سعدي* في* سردينيا تم تعيينه مستشاراً* في* الأمن القومي* من دون أن* يعيقه ذلك عن رحلاته الممتعة إلى الخارج،* كسهرة ليلة رأس السنة في* أحد ملاهي* جزر الكاريبي* التي* دعا إليها عدداً* محدوداً* من المدعوين وكانت نجمتها المطربة الأميركية الشهيرة بيونسيه نولز*. وكانت صحيفة* »ديلي* ميل*« البريطانية وجهت انتقادات لاذعة للمعتصم بالله ووصفته بـ»المستهتر ابن الديكتاتور*« بسبب ما قالت عنه إنه* »أصبح مشهوراً* بفضائحه في* الملاهي* الأوروبية*«. وذكرت الصحيفة أن المطربة الأميركية لم تستطع أن تقاوم مليونين من الدولارات ألقاها أمام أقدامها في* أحد ملاهي* جزر الكاريبي،* فراحت تتلوى أمامه برقصات فاضحة بينما ثبّت المعتصم* »عينيه الشبقتين*« على جسد المطربة السمراء،* وهي* ترقص بخلاعة*.