لقد تأملت في كلام الشيخ ابن عثيمين فتبين لي:
1- أن كلام الشيخ من ناحية ما يفهمه الناس من فهم خاطئ نتيجة هذه الكلمة؛ كلام صحيح.
2- يبدو أن سر المسألة: هل كلمة ( كريم ) تطلق على الأشياء الحسية و المعنوية، أما تطلق على الحسية فقط.
فالآيات التي ذكرت فيها أشياء و وصفت بالكرم:نلاحظ أنها أشياء محسوسة: الكتاب، و الظل و الزوج من النبات، و الرسول ، و الملك كلها محسوسة.
أما قوله : ( مقام كريم ) فالمراد به المنزل كما في زاد المسير.
و أما قوله تعالى : ( فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الحج:50)
فالظاهر أن المراد بالزرق الشيء المحسوس وهو نعيم الجنة؛ ألا ترى أنه جعله بعد المغفرة التي هي شيء معنوي.
و مثله في قوله تعالى ( فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (يّـس:11) .
فهل كلمة ( رمضان ) من الاشياء المحسومة أم المعنوية؟
فإن وجد أن كلمة كريم أطلقت على المعنويات فكلام الشيء ابن عثيمين فيه نظر.
و إن لم يوجد : فكلام الشيخ صحيح.
والمسألة تحتاج بحث أكثر.
و الله أعلم.