والله ياقومي ما أراكم الا في ضلال بعيد ، ما كنت لأتكلم في هذا الموضوع لولا ضربات غزة ،
انّ ما أنتم فيه من الوهن هو حبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ، فهذا هو الذي يجب أن تتخلصوا منه ان كنتم تؤمنون بالله ورسوله ، وهذا هو الداء الذي شخصه نبيكم ،
فلماذا لا تأخذون بقوله وتصدون عنه بقولكم انما هذه ذنوب القوم ؟
لماذا تجعلون أقوال أئمتكم سابقة لقول الله ورسوله فهم شرعوا لكم من الدين مالم يشرعه الله ورسوله ؟
ـ أولا اذ أقرّوا أن الحاكم بغير ما أنزل الله ، كالحاكم بما أنزل الله ، وابتدعوا مقولتهم الشهيرة درء المفاسد وجلب المصالح؟ وكلنا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبق ضرب العدوعلى مصلحة المؤمنين المقاتلين ، ويتوكل على الله دون خشية على فناء المؤمنين أو خوفا من استفزاز روما وقتها
وأما عن انتظاركم لتجميع الامة حول المنهج السليم واقام دولة الاسلام ، فاعلموا أن هذا لم يكن أبدا سنة رسولكم صلى الله عليه وسلم فرسول الله منذ السنة الثالثة للهجرة ودعائم دولته لم تكتمل بعد دخل في غزوة بدر ومن بعدها غزوة أحد وفي السنة الخامسة للهجرة غزوة الأحزاب التي اجتمع فيها العالم كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لابادة الدولة الاسلامية ، مثل ما يفعل الآن بغزة ، فلم يتحجج رسول الله بضعف العدة والعدد ، بل جمع ما قدر عليه وأعد أحسن الخطط ، وتوكل على الله فنصره الله بجنود لم يروها ، ولكن بعد أن سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيه
وان كان الأمر بتكثير الأتباع ، فانظروا ما حصل لجيش الاسلام يوم حنين اذ أعجبتهم كثرتهم فلم تغني عنهم شيئا ، وتركوا رسول الله مع قلة تحوم وتصول مدافعة عنه ، القلة المؤمنة وليس غثاء السيل.
وفي معركة الأحزاب حصل وقتها تفرق في صفوف المؤمنين ، فكان في ذلك الوقت من كان مؤمنا وارتد عن الايمان ، بعد معارضتهم لفكرة ـ أن رسول الله وقلة من المؤمنين سينتصرون على الروم والدول العميلة لها على حدود الشام من دول الغساسنة وعلى أحلافهم من اليهود المحيطين بالمدينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يعني كانت الصورة تقرب لما هي عليه اليوم ، فهل اتخذ رسول الله من دون الله وليجة ؟
اطلاقا فلقد توكل على الله وعزم على الجهاد ، وانضروا للآية التي تحكي عن المعركة المباركة
( ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا) ، وعن المترددين في الجهاد قال الله تعالى عنهم (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا ، وقيل لهم تعالو قاتلو في سبيل الله أو ادفعوا ، قالوا لو نعلم قتالا لأتبعناكم ، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان ، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، والله أعلم بما يكتمون ، الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ، قل فادرءوا عن أنفسكم الموت ان كنتم صادقين .................................الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء والله ذو فضل عظيم)
ونحن على يقين بأن الله سبحانه سينصر المؤمنين المجاهدين الصابرين في غزة ، وسيجعلهم آية لكم لتراجعوا أقوال علمائكم وترجعوا لكتاب الله القائل كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله
عباد الله تعلموا كتاب الله وانتهوا لعلكم تتقون .
وما كان الله ليضلّ قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ،
ان الله بكل شيء عليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــم