جنة ونعيم جنة الدنيا الحقيقية ومتعتها العظمى : الساعة التي يجتمع فيها القلب مع الله سبحانه ، متذوقاً حلاوة هذه الساعة ، ولو بيعت الدنيا كلها وما فيها ، ومثلها معها أضعافاً بتلك الساعة ، لكان البيع غبناً ..!! ومن عرف هذه الحقيقة : شعر في تلك الساعة كأنما دخل الجنة فعلا ، فإذا فقدها ، جزع كل الجزع ، كأنما طرد من الجنة ، إلى دنيا الضنك ! كما أهبط آدم عليه السلام إلى أرض الشقاء ..! الصلاة المربيـة ..! الأصل الأصيل : أن الصلاة تعلمك كل يوم وليلة ، وتربيك في كل مرة ، كيف تحقق روح العبودية لله سبحانه .. ومقتضى روح العبودية : أن تنكسر بين يديه ، وتظهر ضعفك له ، وتقرر حاجتك إليه ، وتشتد ضراعتك له ، وتعلن عجزك بين يديه ، وتستمد رحماته بكل ضراعة وانكسار ،وتعلن ولاءك الدائم له ، ورضاك به رباً وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ورسولا .. وحين تتحقق بمثل هذه المعاني ، لا غرو أن تفيض عبرتك ، وأنت واقف على أعتابه ، أو ساجد بين يديه ، أو رافع أكف الضراعة في انكسار ..!! فإذا تكامل لك ذلك : فثق أن باب العطاء قد فتح لك ، وشلالات الرحمة قد تدفقت على قلبك ، وفيوضات الربانية سيكون لها صدى قريب ، فأبشر !! ذلك أنه الكريم الجواد .. يعطي قبل السؤال ، فكيف إذا سئل ..؟! وكيف إذا تأدب العبد حين سؤاله ، وأظهر شدة حاجته ، وأعلن عن كمال عجزه وفقره وحبه ..!؟ تذكر هذه المعاني كلما وقفت للصلاة ، وأنت ترفع يديك حذو أذنيك ، لتكبيرة الإحرام .. ثم أطلقها من غور قلبك ( الله أكبر) . نعم الله أكبر من كل هذا أيضاً ..!