السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أضيف هذه المداخلة كتتمة لما أوردته سابقا، وهذه المرة سأتكلم من زاوية تشائمية نوعا ما ليس من أجل التشائم وإنما من باب الاحتياط والحذر وعليه أطرح السؤال التالي:
ماذا لو كانت نهاية الطلب على البترول ستحدث قبل نضوب النفط؟ ما الذي سيحدث في الجزائر في هذه الحالة؟
وما فائدة البحث عن الحفاظ على النفط للأجيال القادمة إذا لم يكن هناك طلب عليه؟
قبل ان أجيب على هذه الأسئلة – وطبعا السؤال يبقى مفتوح لمن يريد الإجابة عليه - ومن أجل اثراء الموضوع بركائز اقتصادية كوننا في قسم اقتصادي سأسجل لكم بعض الحقائق التي استخلصتها من اطلاعي على بعض الدراسات
1-وجدت أن هناك تضارب شديد في الأرقام والتقديرات والتوقعات حول حقيقة نضوب النفط ، فهناك بعض الدراسات والتقارير التي تقول أن النفط سينضب من العالم قريباً في غضون بضع عشرات من السنين، كما أن هناكـ تقارير مقابلة تقول أن هذا الكلام مجرد خيال وأن هناك احتياطيات كافية وهناك من يقول بأن العصر النفطي لن ينتهي بنفاد النفط، على غرار العصر الحجري الذي لم ينته بنفاد الحجارة .
2- هناك أسلوبين يستخدمان لحساب كم هو عدد السنين المتبقي قبل أن ينفذ البترول ، أول تلك الطرق لدينا :
- طريقة قسمة قيمة المخزون العالمي من البترول على معدل الإستهلاك السنوي فينتج عدد السنين اللازمة لإستهلاك ذلك المخزون ،ولكن هذه الطريقة خاطئة كونها لا تأخذ في الإعتبار أن معدل الإستهلاك يتغير كل عام ،وعادة يزداد ذلك المعدل من عام لآخر.
-أما الأسلوب الثاني لمعرفة متى ينضب البترول نظرية للجيولوجي النفطي الدكتور Hubert ومسماة بـ The Hubbert peak theory التي تقول أن معدل انتاج النفط في أي حقل أو في مجموع حقول بلد معين أو مجموع حقول العالم كله يأخذ شكل المنحنى الهدبي، في بداية المنحنى وهو بداية انتاج النفط من البئر أو الحقل يرتفع معدل الانتاج بسبب تطوير المعدات وأساليب الانتاج مع الزمن، وفي وقت ما سيصل الانتاج النفطي في هذا البئر الى ذروته، بعدها يبدأ الانتاج بالانخفاض، ويستمر بالانخفاض مع مرور الزمن بسبب استهلاك المخزون النفطي الى أن يعجز عن الانتاج تماما.الخبير هاربيت أول نرة طبق نظريته على الانتاج النفطي الأمريكي وتنبأ بذروته و صرح بأنها ستكون في 1970 حسب نموذجه العلمي الرياضي الجيولوجي.و بعد تطابق بين توقعاته المسبقة و القياسات الفعلية للإنتاج الأمريكي اللاحقة لاقت نظريته إهتماما كبيرا في الأوساط العلمية ، وأصبحت توقعات ذروة إنتاج الدول من الأشياء الأساسية و بمتابعة إنتاج دول العالم المختلفة من البترول ، نجد أن منحنى هابرت ينطبق عليها كلها وحسب دراسة أطلعت عليها لهيئة دراسة دروة البترول عن توقع لدروة انتاج البترول العالمي لتوقعات كانت حتى سنة 2050 وجدت ان الاقتصاد العالمي يمر بها وطبعا اذكر هناك اختلاف في تحديد سنة الدرة حسب كل دراسة و ذلك لتباين آرائهم في تحديد حجم الإحتياطي العالمي من البترول منها ما تشير الى اننا قد مررنا بها ومنها ما تقول اننا فيها ومنها ما تقول انها ستكون في 2013 وأخرى في 2015 وأخرى 2020 ...
وحتى لا أطيل عليكم كخلاصة :
لا نستطيع أن نجزم قطعا ما ستكون سلسلة الأحداث المستقبلية من حيث الطابع الجيولوجي أو الاقتصادي أو بعبارة أخرى من حيث عمر النفط أو الطلب عليه وبالتالي ما سوف يحدث للجزائر فيما بعد ،لكن في المقابل ما نستطيع أن نجزمه هو التغيير الحتمي الذي سيحدث في مستقبل الطاقة وأسواق النفط العالمية وخصوصا في الحد من استهلاكه سواء كان لسبب:
-نقص الاستثمارات في إنتاج النفط
-أو أسعار النفط المتصاعدة
-أو لظهور طاقات بديلة
- أو لنهاية إنتاج النفط
وكل ما ذكرته في هذه النقاط ضغوط تحتم على العالم تنويع محفظة تكنولوجيا الطاقة وعلى الجزائر أن تدركـ هذا وتخطـط من الآن للاستعداد وبالتالي فالعبرة ليس في عمر النفط أو عمر الاحتياطيات وإنما يتوقف نفاد النفط وبعد تقدير الاحتياطي الموجود، على ثلاثة عوامل :
مستوى الطلب الإجمالي، + التقدم التكنولوجي+ سعر السوق وإن نهاية عصر النفط لن تكون بنضوب الاحتياطيات، وإنما بالاستغناء عنه لمصلحة مصادر الطاقة الأخرى متجددة مثل المياه ،بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية...
أختكمـ أمل الغذ / اللؤلؤة المكنونة سابقا...
وعطلة سعيدة ورمضان كريم وعيد مبارك وفي آمان الله......سلام