مؤسسات كثر فيها الـ''سوء''!
21-07-2011 ح. سليمان
الجزائر تعاني سوء توزيع السكن الاجتماعي، بدليل الاحتجاجات التي تنشب يوميا تقريبا في كل المدن والولايات التي توزع فيها السكنات. والجزائر لديها مشكلة سوء توزيع المياه، بحيث خرجت أكثـر من جهة وحي إلى الشارع، لأن الماء الصالح للشرب لم يزر حنفياتها لأكثـر من أسبوع. والبلديات متهمة أيضا من قبل ''المعوزين'' بسوء توزيع قفة رمضان، بدليل قطع الطريق في تيارت لهذا السبب. وشركة سونلغاز هي الأخرى تلاحقها تهمة سوء توزيع الكهرباء وحتى الغاز بين الأحياء، فهناك انقطاعات في أحياء دون أخرى، ونقص في شدة التيار في بلديات دون أخرى، كما هناك تخمة في قارورات الغاز في أحياء وشح وندرة في أخرى.
حتى وزارة الشؤون الدينية التي تعرف أكثـر من غيرها الحلال من الحرام وما يجوز وما لا يجوز، متهمة من قبل الجزائريين بسوء توزيع أموال الزكاة وقروضها على المحتاجين، رغم أن القرآن حدد بدقة الذين تجوز فيهم تلك الصدقات من غيرهم. ونفس التهمة بسوء توجيه الطلبة، ستوجه لوزارة التعليم العالي، من قبل الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا الذين سيجدون أنفسهم مسجلين في تخصصات غير تلك التي يرغبون فيها، وموجهين إلى مراكز جامعية غير تلك التي رغبوا في الدراسة بها.
وانتقلت عدوى سوء التوزيع حتى إلى الموزعات الآلية لسحب الأموال التي لم تلق استحسان المواطنين الذين يتهمونها بسوء توزيع الأموال، حيث هناك أجهزة معطلة وأخرى لا تعمل وثالثة تعاني عدم البرمجة، إلى درجة أن العديد من هذه الموزعات تعرضت لغضب الموظفين لكونها مثل السلوفي ''يوم الفيرمو تتعطل... ''.
ويكاد يكون السوء متأصلا وجاثما على رأس كل القطاعات ولم يسلم منها أي قطاع، وهو ما يعني أن المرض انتشر في كل جسم الدولة ودواليبها، ولم يعد ينفع لعلاجه لا قطع الطريق بالمتاريس ولا الاعتصام أمام مقرات البلديات والدوائر والولايات، ولا حرق الجسم بالبنزين ولا الانتحار ولا هم يحزنون. ولكن ما دام سوء التوزيع ضاربا أطنابه في كل شيء، فماذا تقدم مؤسسات هذه الدولة من أمور ''مليحة''، الأكيد أنها ستصنف في مراتب جيدة ولن ينافسها أحد في ميدان خلق المشاكل. إن إصلاح الوضع لا يحتاج إلى تعديل دستور أو مراجعة القوانين أو تغيير الولاة ورؤساء الدوائر، أو تبديل النواب بمعية رؤساء البلديات، بل يحتاج إلى أكثـر من ثورة.. في الذهنيات.
منقول من جريدة الخبر